خفض التصنيف الائتماني الأمريكي وترقّب لبيانات وظائف القطاعات الخاصة
خفض التصنيف الائتماني الأمريكي أحد أهم الأحداث التي مرّت في الأسواق المالية العالمية خلال الساعات الماضية، ليتسبب بتذبذب في الأسواق.
وأعلنت وكالة فيتش عن خفض التصنيف الائتماني الأمريكي طويل الأجل، من AAA لــAA+، بتأثير عوامل متوقّعة خلال الأعوام الثلاث المقبلة.
وأشارت الوكالة إلى أن “التدهور المالي المتوقع على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وعبء الدين الحكومي العام المرتفع والمتزايد، وتآكل الحوكمة “بالنسبة إلى الأقران. إلى جانب ” المواجهات السياسية المتكررة للحد من الديون وقرارات اللحظة الأخيرة “التي أدت إلى تآكل ثقة السوق في الإدارة المالية للبلاد.
لكن قالت رئيسة الخزانة الأمريكية “جانيت يلين” بأن هذا القرار من الوكالة “تعسّفي”.
كذلك، أشارت يلين أن خفض التصنيف الائتماني الأمريكي اعتمد على بيانات قديمة.
ويتم استخدام التصنيف الائتماني للدول من صناديق الثروة السيادية وصناديق التقاعد والمستثمرين الآخرين.
وتتوجّه الصناديق الاستثمارية للاحتفاظ بالسندات للدول ذات التصنيف الائتماني المرتفع في العادة.
تأثير خفض التصنيف الائتماني الأمريكي على الأسواق
ربما يهمّك:
هبوط أسعار المعدن الأصفر خلال تداولات أمس الثلاثاء ويمحو مكاسبه السابقه
هبوط اسعار النفط الخام خلال تداولات أمس الثلاثاء
تسبب خفض التصنيف الائتماني الأمريكي بحالة من القلق في الأسواق المالية وتأثّرت الثقة بذلك سلباً.
وانخفضت مؤشرات الأسهم الآسيوية اليوم، وأغلق مؤشر نيكاي للأسهم اليابانية بخسائر 2.3%.
كما انخفض مؤشر هانج سينج بنسبة 2.26%، وتراجع مؤشر شنغهاي الصيني المركّب بنسبة 0.89%.
وجاء هذا الانخفاض بعدما شهد مؤشر ستاندرد آند بورز الأمريكي أمس انخفاضاً نسبته 0.27%.
وتتداول عقود مؤشرات الأسهم الأمريكية اليوم على تراجع بعد خفض التصنيف الائتماني الأمريكي.
وهبط مؤشر داوجونز أكثر من 0.3% بتداولات عقوده المستقبلية، وتراجع ستاندرد آند بورز أكثر من نصف نقطة مئوية.
هذا وتراجع مؤشر ناسداك التكنولوجي أكثر من 8 أعشار نقطة مئوية.
كما عاشت أسواق العملات حالة من التذبذب الملموس وتباين بأداء الدولار أمام سلّة من العملات.
وتم تداول اليورو قريباً من دولارً و10 سنتات، وتم تداول الجنيه في نطاق دولار و28 سنتاً، قبل عودته إلى دولار و27 سنت.
وتترقّب الأسواق صدور قرار بنك إنجلترا المركزي يوم غد الخميس، مما أثّر على تداولات الجنيه أمام الدولار.
أما الين الياباني، فقد تم تداوله عند 143 ين للدولار الواحد، قبل أن يعاود الدولار الهبوط إلى 142 ين لكل دولار.
في أسواق المعادن الثمينة، ارتفعت أسعار الذهب بعدما انخفضت أمس إلى الأدنى قرب 1941.
وتم تداول المعدن الأصفر اليوم في نطاق قريب من 1950 دولار للأونصة الواحدة.
التحليل اليومي للأسواق المالية
بيانات وظائف القطاع الخاص الأمريكي بعد خفض التصنيف الائتماني الأمريكي
أشارت وكالة فيتش بعد خفض التصنيف الائتماني الأمريكي إلى أن ارتفاع العجز الحكومي العام، والذي تتوقع أن يرتفع إلى 6.3 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023 ، بالإضافة إلى مزيج من تشديد شروط الائتمان ، وضعف الاستثمار التجاري وتباطؤ في الاستهلاك يمكن أن يؤدي إلى ركود معتدل.
من ناحية أخرى، عارضت حكومة الولايات المتحدّة ذلك عندما وصفته بالقرار “التعسّفي”.
لذلك قد يراقب المتداولون البيانات الاقتصادية الأمريكية لتأكيد نظرة وكالة فيتش أو نفيها.
واليوم، ستصدر بيانات مؤشر ADP لوظائف القطاعات الخاصة غير الزراعية الأمريكية.
تشير التوقعات لاحتمال إظهار مؤشر ADP انخفاضاً في عدد الوظائف الجديدة من 497 ألف وظيفة إلى 191 ألف الشهر الماضي.
لكن تعتبر القيمة 191 جيدة نوعاً ما وحول المعدّل المعتاد.
لذلك، التأثير لهذه البيانات قد يتطلّب أن نرى قيماً بعيدة جداً عن المتوقّع.
إذا جاءت البيانات ما دون التوقعات بشكل ملموس، هنا قد نرى تراجع الدولار وربما يرتفع الذهب والأسهم.
البيانات السلبية قد تكون سبباً لعودة الأسواق توقّع وقف الفيدرالي رفع الفائدة.
لكن بيانات أعلى من التوقعات بكثير، قد تكون سبباً لارتفاع الدولار، وتراجع الذهب وربما تتراجع أيضاً الأسهم.
بيانات أفضل من المتوقّع قد تكون سبباً لأن تتزايد احتمالية رفع الفيدرالي الفائدة.
بحسب مجموعة CME (المصدر)، تتوقّع الأسواق أن يثبّت الفيدرالي الفائدة طوال السنة باحتمال 62.6% تقريباً.
لكن، لا يستبعد حوالي 26.7% أن يرفع الفيدرالي الفائدة.
وانخفضت نسبة الذين يتوقّعون رفع الفائدة مقارنة بيوم أمس عند 28.1%، بعد خفض التصنيف الائتماني الأمريكي.
وبيانات اليوم، إن غيّرت هذه التوقعات، والتي هي قراءة شهر ديسمبر المقبل 2023، فقد نرى تحرّك ملموس في الأسواق.
لكن، إذا جاءت البيانات قريبة من التوقعات أو حولها، هنا قد نلاحظ حالة من التذبذب.
المزيد من البيانات الاقتصادية الأمريكية
يومي الخميس والجمعة، سنكون مع عدّة بيانات اقتصادية أخرى من الولايات المتحدّة.
يصدر يوم غد الخميس مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات الصادر من معهد التزويد الصناعي ISM.
كذلك، ستصدر بيانات طلبات البطالة الأسبوعية ومؤشر الأوامر الصناعية ومؤشر Challenger لتسريح العمالة.
الجمعة، سنكون مع بيانات الوظائف الأمريكية الرسمية وتوقعات أن تظهر استقرار البطالة عند 3.6%.
بالتالي، خفض التصنيف الائتماني الأمريكي اليوم، وكذلك البيانات الاقتصادية المرتقبة، قد يمتزج تأثيرها اليومين القادمين في بيانات غاية في الأهمية.