دونالد ترامب يؤثّر بالأسواق مع ترقّب قرار الفيدرالي الأمريكي اليوم

دونالد ترامب يؤثّر بالأسواق المالية العالمية، مسبباً تراجعاً ملموساً بأسعار الذهب وارتفاعاً بالدولار وصعوداً بالأسهم، مع حالة الترقّب بالأسواق المالية لقرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي سيتم الإعلان عنه في وقت لاحق من هذا اليوم الخميس.
وارتفع الدولار الأمريكي أمام سلّة من العملات ليستقر قرب أعلى مستوياته في أربعة أشهر مع إعلان فوز دونالد ترامب.
ورغم أن فوز الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات، إلا أنه من غير المرجّح أن يؤثّر بقرار الفائدة الفيدرالية اليوم.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، ترجّح الأسواق خفض الفائدة اليوم بمقدار 25 نقطة أساس باحتمال يفوق 97%.
لكن، مع إعلان فوز دونالد ترامب من الحزب الجمهوري، بدأت توقعات شهر ديسمبر المقبل في التباين.
وبحسب CME، أصبحت الأسواق ترجّح عدم خفض الفائدة شهر ديسمبر باحتمال 31.4%، وخفضها 25 باحتمال 66.9%.
فيما يتوقّع ما نسبته 1.7% خفض الفائدة 50 نقطة أساس.
لذلك، نرى تزايداً في احتمالات عدم خفض الفائدة شهر ديسمبر المقبل، من احتمالية نحو 14.3% الشهر الماضي إلى 31.4%.
وهذا ما أكسب مؤشر الدولار قوّة ليتم تداوله بنطاق 104 نقاط، بعد أن لامس أمس 105.44 نقطة، بمكاسب يومية 1.61%.
وبدأ المتداولون الآن في ترقّب قرار الفيدرالي الأمريكي اليوم والتصريحات اللاحقة له وبيان الفائدة المرافق للقرار.
وتتساءل الأسواق الآن عن احتمالية تقليل وتيرة خفض الفائدة الفيدرالية بعد فوز المرشحّ الجمهوري.
وامتد تأثير فوز دونالد ترامب إلى أسواق الأسهم الأمريكية، وسجّلت الأسهم أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وصعد داوجونز في تداولاته الآنية أمس في البورصات الأمريكية أكثر من 1500 نقطة، بمكاسب 3.57%.
وأغلق داوجونز تداولاته عند مستوى قياسي 43729.93 نقطة، وصعد ناسداك التكنولوجي المجمّع 100 2.95%.
ونجد أن أسواق الأسهم متفائلة في ظل وعود دونالد ترامب خفض الضرائب على كبرى الشركات الأمريكية.

لماذا تعتقد الأسواق بأن الفيدرالي سيقلّص وتيرة خفض الفائدة؟

نرى بأن دونالد ترامب يؤثّر بالأسواق المالية بشكل ملموس منذ أن تقدّم نحو كرسي الرئاسية خلال فرز أصوات الناخبين.
وتعتقد الأسواق أن دونالد ترامب سيقدّم تحفيزات اقتصادية مباشرة على المدى القصير.
وسيستلم دونالد ترامب كرسي الرئاسة بشكل رسمي في الـ20 من شهر يناير العام المقبل 2025.
وكان قد وعد بتقليص الضرائب والرسوم على الشركات الأمريكية، ورفع الرسوم الجمركية على الواردات.
وهذا يعني دفعة جديدة للاقتصاد الأمريكي، لكن مع مخاطر ارتفاع التضخّم بسبب الرسوم الجمركية.
من هنا، أصبحت الأسواق لا تستبعد أن يبطئ الفيدرالي وتيرة خفضه الفائدة العام المقبل، بل لا تستبعد أن يبدي اليوم بعض القلق من التضخّم، أو على الأقل الإشارة لمراقبة البيانات الاقتصادية الخاصة بالتضخّم والنمو.

دونالد ترامب يؤثّر بالأسواق المالية وشمل التأثير أسعار الذهب

وامتدت حقيقة أن دونالد ترامب يؤثّر بالأسواق المالية إلى تأثيره بأسعار الذهب، التي انزلقت أمس.
وهبط سعر الذهب أمس أكثر من 3%، وتم تداوله اليوم في مستوياته الأدنى عند 2643 دولار قبل أن يعود للاستقرار حول 2665.
وكان سعر الذهب قد لامس أمس الأعلى قريباً من 2750 دولار للأونصة الواحدة.
ولهبوط الذهب أسباب عديدة، تبدأ من توقعات تقليص الفيدرالي وتيرة خفضه الفائدة العام المقبل بعد فوز ترامب.
كما أن دونالد ترامب وعد بأن يحاول إنهاء التوتّرات الروسية الأوكرانية، بل وأيضاً يهدئ التوتّرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
ويفضّل دونالد ترامب الخيارات الاقتصادية في تصديه للتحديات الروسية والصينية وكذلك الإيرانية.
لذلك، تراجعت مخاوف الأسواق من نشوب حروب واسعة النطاق، مما ضغط على سعر الذهب.

قرار الفيدرالي الأمريكي اليوم

وسط حقيقة أن دونالد ترامب يؤثّر بالأسواق المالية بشكل ملموس، ستراقب الأسواق اليوم التأثير على توقعات الفيدرالي.
وسعّرت الأسواق خفضاً بالفائدة 25 نقطة أساس، إلا أن الدولار تجاهل ذلك وارتفع لأن هنالك تغيّرات في خطوات الفيدرالي القادمة.
عام 2018، اختار “دونالد ترامب” تعيين “جيروم باول” كرئيس للاحتياطي الفيدرالي.
لكن يرى بعض الاقتصاديين الآن بأن هنالك تهديدات بأن يقيل دونالد ترامب لاحقاً في 2025 “جيروم باول” من منصبه.
وطالما شعر دونالد ترامب بالقلق من رفع الفائدة.
لذلك، تصريحات رئيس الفيدرالي الأمريكي اليوم ربما ستكون ذات أهمية كبيرة، كما أن بيان الفائدة قد يكون مهمّاً.
بين مخاوف عودة ارتفاع التضخّم في حال قام ترامب بالفعل بفرض رسوم جمركية على عديد من الدول، وبين رغبة ترامب في أسعار فائدة منخفضة، ربما سنرى اليوم تذبذباً بالأسواق خلال التصريحات الصحفية وكذلك صدور بيان الفائدة.
بالتالي، إذا لاحظنا في بيان الفائدة أو المؤتمر الصحفي إشارات لأن الفيدرالي سيواصل خفض الفائدة، هنا قد يتراجع الدولار.
وفي هذه الحالة، ربما ستحاول أسعار الذهب الصعود، فيما قد تواصل مؤشرات الأسهم تحقيقها مستويات قياسية.
لكن، إذا تغيّرت لهجة الفيدرالي حتى ولو بشكل غير مباشر، وأظهر بأن وتيرة خفض الفائدة سيتم إبطاؤها، هذا سيكون مؤثر جداً.
في هذه الحالة ربما سيواصل الدولار ارتفاعه وربما ستتراجع أسعار الذهب أكثر. أما بالنسبة لمؤشرات الأسهم الأمريكية، فقد تتراجع.
بشكل عام، ربما يصعب اليوم التنبؤ في تحرّكات الأسواق المالية مع قرار الفائدة الفيدرالية وبعده، في ظل التأثّر بنتائج الانتخابات.

قرار بنك إنجلترا المركزي اليوم أيضاً

دونالد ترامب يؤثّر بالأسواق المالية بشكل عميق، حتى أن تقدّمه في الانتخابات دفع الجنيه الإسترليني للتراجع.
وتراجع الجنيه الإسترليني أمام الدولار الأمريكي ليتم تداوله أمس حول دولار و28 سنتاً أمريكي، قبل أن يعاود الارتفاع.
والارتفاع الذي شهده الجنيه الإسترليني يبدو محدوداً في نطاق دولار و29 سنتاً أمريكي.
لكن استطاع الجنيه الإسترليني الارتفاع أمام عدّة عملات رئيسية أخرى، شملت اليورو والفرنك السويسري والين الياباني.
وتتوقّع الأسواق المالية اليوم خفض الفائدة في بنك إنجلترا المركزي 25 نقطة أساس إلى 4.75% من 5.00%.
لكن ستتابع الأسواق المالية تصويت الأعضاء على القرار.
تتوقّع الأسواق أن يصوّت 8 أعضاء على الخفض، فيما قد يصوّت عضو واحد من بنك إنجلترا على تثبيت الفائدة.
إن تغير هذه القيم قد يؤثّر بالجنيه الإسترليني أكثر من قرار الفائدة نفسه.
إذا صوّت 9 أعضاء على خفض الفائدة، هنا قد يتراجع الجنيه. لكن تصويت أكثر من عضو واحد على التثبيت قد يدفع الجنيه الإسترليني لارتفاع محتمل.
لا يجب أن ننسى بأن تقرير ملخص السياسة النقدية سيكون ذو أهمية للأسواق البريطانية وكذلك التصريحات الصحفية.

ربما يهمّك أيضاً:

تراجع النفط مع ارتفاع الدولار بعد فوز ترامب
أسعار الذهب العالمية تواصل خسائرها وتهبط إلى ما دون 2700 دولار
نظرة عامة على الأسواق