ركود عالمي محتمل بفعل الرسوم الجمركية مع ترقّب بيانات الوظائف
ركود عالمي محتمل بفعل الرسوم الجمركية التي تتوجّه الإدارة الأمريكية فرضها على أكثر من 180 دولة حول العالم أصبح حديث الأسواق، فيما يترقّب المتداولون اليوم صدور بيانات الوظائف الأمريكية.
وأشار بنك “جي بي مورجان” لأن التوقعات أصبحت تشير لاحتمالية تصل لـ60% بأن يقع العالم في ركود اقتصادي في 2025.
من ناحيته، تراجع بنك “مورجان ستانلي” عن توقعات خفض الفائدة الفيدرالية شهر يونيو المقبل.
إلا أنه بالنظر لتوقعات الأسواق المالية، سنرى بأن الأسواق ما زالت تراهن على خفض الفائدة شهر يونيو (المصدر).
وبالرجوع لتصريحات الفيدرالي الأمريكي، نرى تصريحات “ليزا كوك” التي أشارت فيها لأن مخاطر التضخّم أصبحت تصاعدية.
وأكّدت بأنها ترى ضرورة التحلّي بالصبر وعدم خفض الفائدة باستعجال، وأن بيانات التضخّم تظهر تأثير الرسوم الجمركية.
من ناحيته، قال عضو الاحتياطي الفيدرالي “فيليب جيفرسون” بأنه لا يوجد داعٍ للتسرّع في تعديل أسعار الفائدة.
من هنا، نلاحظ تزايداً في حالة التخبّط في التوقعات حيال مستقبل الاقتصاد العالمي والفوائد الفيدرالية.
ركود عالمي محتمل بفعل الرسوم الجمركية، هل ستحسم بيانات الوظائف الجدل؟
فيما أصبح ركود عالمي محتمل بفعل الرسوم الجمركية أمراً يؤرّق الأسواق المالية ويتسبب بانهيارات بأسواق الأسهم، نرى ترقّب الأسواق لبيانات الوظائف الأمريكية اليوم.
ومن غير المحتمل أن تحسم بيانات الوظائف الأمريكية الجدل حيال الركود الاقتصادي المحتمل من عدمه.
وبالتالي، قد يكون تأثير البيانات الاقتصادية اليوم قليل جداً ما لم تظهر قيماً بعيدة جداً عن التوقعات.
فالتركيز حالياً على العلاقات التجارية العالمية وسط مخاوف أيضاً من تأثير الرسوم الجمركية الانتقامية على النمو العالمي.
وتتوجّه دول مثل اليابان ودول الاتحاد الأوروبي وكذلك كندا والمكسيك وغيرها لاتخاذ خطوات بفرض رسوم جمركية.
فيما الصين من غير المستبعد أن تتخذ هذه الخطوة في حال فشلت المفاوضات.
وكل ذلك يزيد من خطر تأثير الرسوم الجمركية على التضخّم من جهة، والنمو الاقتصادي العالمي من جهة أخرى.
ووسط كل هذه الحقائق، تأثير البيانات الاقتصادية اليوم قد يعتمد على مدى بعد النتائج عن التوقعات.
كيف ستؤثّر بيانات الوظائف بالأسواق المالية اليوم؟
ينخرط العالم بدراسة ركود عالمي محتمل بفعل الرسوم الجمركية، وقد نرى تأثير محدود للبيانات إذا كانت النتائج قرب التوقعات.
وتتوقّع الأسواق المالية أن تظهر بيانات البطالة استقراراً في معدّل البطالة عند 4.1%.
وتشير التوقعات بالأسواق لاحتمال إظهار بيانات الوظائف المستحدثة في القطاعات غير الزراعية انخفاضاً بالتوظيف.
وتعتقد الأسواق بأن بيانات الوظائف المستحدثة ستظهر انخفاضاً من 151 ألف إلى 137 ألف وظيفة جديدة.
أما بالنسبة لبيانات معدّل نمو الأجور في الساعة، فتعتقد الأسواق بأن البيانات ستظهر استقراراً عند 0.3%.
التأثير المحتمل:
كما أشرنا، الأسواق الآن منغمسة بالتفكير في مستقبل الركود الاقتصادي والتضخّم بفعل الرسوم الجمركية.
لذلك، إذا صدرت البيانات قريبة من التوقعات، فقد نرى تأثير محدود لها واستمرار التذبذب بالأسواق.
لكن إذا أظهرت البيانات ارتفاعاً في البطالة مع انخفاض كبير في أعداد الوظائف المستحدثة، هنا ربما سيكون التأثير ملموساً.
ففي هذه الحالة قد يتزايد احتمال وقوع الاقتصاد الأمريكي بالركود، وهنا أيضاً قد يتزايد احتمال خفض الفائدة شهر يونيو.
وإذا تحقق هذا السيناريو، فقد يتراجع الدولار.
أما إذا أظهرت البيانات انخفاضاً في البطالة مع ارتفاع كبير جداً في أعداد الوظائف المستحدثة، فربما يرتفع الدولار.
والسبب وراء ارتفاع الدولار في هذا السيناريو هو أن ذلك قد يقلل اعتقاد الأسواق بقرب الركود الاقتصادي.
تصريحات رئيس الفيدرالي الأمريكي قد تكون مهمّة جداً
إلى جانب بيانات الوظائف الأمريكية، من المقرر أن يتحدّث رئيس الفيدرالي الأمريكي “جيروم باول” عن التوقعات الاقتصادية.
وسيشارك رئيس الفيدرالي في المؤتمر السنوي لجمعية تطوير تحرير وكتابة الأعمال في “أرلينغتون”.
ولا يجب استبعاد تطرّقه للرسوم الجمركية والتأثير على السياسات النقدية والتضخّم والنمو.
كما سيقدّم كل من “بار” وكذلك “والار”، أعضاء الفيدرالي، تصريحات في أحداث منفصلة.
وستتابع الأسواق تصريحات أعضاء الفيدرالي ورئيس الفيدرالي بحثاً عن أي مستجدات بالتوقعات الاقتصادية والفوائد.
وإذا شملت التصريحات إيضاحات عن مستقبل الفوائد الأمريكية، هنا ربما تكون التصريحات مهمّة جداً وتؤثّر بالأسواق.
لكن، فيما نرى الأسواق منشغلة في ركود عالمي محتمل بفعل الرسوم الجمركية فالتأثير للتصريحات قد يكون قليلاً في حال لم تشمل أي إشارات واضحة عن مستقبل الفوائد الأمريكية.
ربما يهمّك أيضاً:
انخفاض أسعار النفط مع رفع أوبك بلس للإنتاج والرسوم الجمركية تزيد من مخاوف الركود
صعود أسعار الذهب بتعاملات الخميس بدعم من التوترات التجارية والجيوسياسية العالمية
تحليل الأسواق المالية الآسيوية 04-04-2025