صعود أسعار الذهب متأثراً بصدور تقرير التضخم الأمريكي خلال معاملات نهاية الأسبوع الماضي

صعود أسعار الذهب مع صدور بيانات التضخم الأمريكية خلال معاملات الجمعة الماضية

ارتفعت أسعار الذهب بشكل طفيف بمرور تداولات الجمعة الماضية في ظل بعض التطورات المهمة التي عززت الطلب على المعدن الأصفر باعتباره أحد أهم الملاذات الاَمنة على الإطلاق، وعلى رأس هذه التطورات صدور بيانات مؤشر الإنفاق الاستهلاكي والذي يعتبر المؤشر المفضل للفيدرالي الأمريكي لقياس التضخم داخل البلاد

تداولات الذهب

وعلى صعيد تداولات الجمعة الماضية فقد ارتفعت العقود الفورية لمعدن الذهب بنسبة 0.21% تقريبا وسجلت حوالي 2025.07 دولار للأوقية. وفي الوقت ذاته، ارتفعت العقود الاَجلة لمعدن الذهب بنحو 0.36% وسجلت حوالي 2025.10 دولار للأوقية

صدور مؤشر التضخم وتأثيره علي أسعار الذهب

ولقد استفادت أسعار الذهب ببعض التطورات التي عززت الطلب عليها وعلى رأسها تعزز التوقعات حيال توقف الفيدرالي الأمريكي عن رفع الفائدة الأمريكية وتشديد السياسة النقدية بشكل أكبر خلال اجتماعاته المقبلة، وبخاصة بعد صدور بيانات الإنفاق الاستهلاكي الأمريكي والتي أظهرت استمرار تباطؤ الإنفاق الأمريكي على أساس سنوي، وهو ما يخفف الضغوط على الفيدرالي بشأن تشديد السياسة النقدية , فعلى أساس سنوي، فقد سجل مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي داخل الولايات المتحدة نحو 2.9% خلال شهر ديسمبر الماضي، وهي أقل من توقعات الأسواق التي رجحت تسجبله نحو 3.0%، وكانت القراءة السابقة قد سجلت نحو 3.2% خلال نوفمبر الماضي، وهذه البيانات كان لها تأثير إيجابي لأسعار الذهب وسلبي على مؤشر الدولار الأمريكي مع تعزز توقعات انتهاء الفيدرالي من سياسة التشديد النقدي

وفي هذا السياق أيضا، فإن انخفاض مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام نحو 6 عملات رئيسية كان سببا رئيسيا في صعود الذهب اليوم، حيث استقر مؤشر الدولار قرب مستوى 103.25 نقطة منخفضا بنسبة 0.33%، وفي ظل العلاقة العكسية بين الطرفين، فإن ضعف الدولار دائما ما يكون له انعكاسات إيجابية على الذهب والعكس صحيح, وفي الوقت ذاته، لا تزال أسعار الذهب تلقى بعض الدعم جراء اشتداد حدة التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة بعد أن قالت وسائل إعلام يمنية، اليوم الجمعة، بأن هناك اشتباكا بين جماعة الحوثي اليمنية وسفن أمريكية قرب باب المندب في خليج عدن، وهو ما يزيد الطلب على المعدن الأصفر باعتباره من الملاذات الاَمنة التي يتزايد الطلب عليها في أوقات الاضطرابات

بالتزامن مع اقتراب أسعار الذهب من أعلى مستوياتها على الإطلاق فمن المتوقع أن رغم قوة البيانات الاقتصادية الأمريكية، فإنه يمكن لبنك الاحتياطي الفيدرالي استخدام بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية لتبرير بدء خفض أسعار الفائدة,ويبدو بأن الفيدرالي الأمريكي يريد حدوث هبوط ناعم، وهو ما يسمح له بالتركيز على تراجع التضخم على حساب النمو الاقتصادي، ومن ثم فمن المفترض أن تساهم دورة خفض الفائدة المرتقبة من قبل الفيدرالي الأمريكي في دعم أسعار الذهب نحو أعلى مستوياته الجديدة على الإطلاق