صعود أسعار المعدن الأصفر بدعم من تراجع مؤشر الدولار وأستمرار التوترات بالشرق الأوسط

أرتفاع أسعار المعدن الأصفر خلال معاملات أمس الخميس

شهدت أسعار الذهب ارتفاعا كبيرا خلال تعاملات أمس الخميس، حيث ارتفع سعر أوقية الذهب بأكثر من 20 دولار، لتمحو أغلب الخسائر التي تكبدتها بالجلسة السابقة، بعد صدور بعض البيانات الهامة في الولايات المتحدة في الوقت الذي تستمر فيه المخاوف من التصعيدات الجيوسياسية في الشرق الأوسط أيضا بدعم الذهب

تداولات الذهب

وعلي صعيد تعاملات أمس فقد ارتفعت أسعار عقود الذهب الفورية بنسبة 1.01% لتسجل 2,387.12 دولارا للأوقية، في حين ارتفعت أسعار عقود الذهب الآجلة، تسليم شهر يونيو، بحوالي 0.42% مسجلة 2,398.80 دولارا للأوقية

تراجع الدولار وأستمرار التوترات بالشرق الاوسط

انتعشت عقود الذهب اليوم مع تزايد الإقبال على المعدن الأصفر باعتباره ملاذا آمنا وسط تزايد المخاوف الدولية من اقتراب الرد المحتمل لحكومة الاحتلال الإسرائيلي على هجوم إيران الأخير مع استمرار المسؤولين الحكوميين بالتأكيد على أن الحكومة تخطط لشن هجوم انتقامي على إيران قريبا، وهو ما قدم دعما كبيرا لأسعار الذهب اليوم، لتتمكن الأوقية من تحقيق أرباح بأكثر من 20 دولار خلال الفترة الأوروبية اليوم, وكان مؤشر الدولار (الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى)، قد تراجع بحوالي 0.22% قبل صدور تقرير طلبات إعانات البطالة الأسبوعي الإيجابي في الولايات المتحدة بجانب المؤشر التصنيعي لولاية فلادليفيا، الذي سجل قراءة إيجابية للغاية أيضا، وساعد هذا التراجع المبكر في الدولار على إفساح المجال أمام الذهب ليحقق المزيد من الأرباح، ولكن السبائك حافظت أيضا على أرباحها بعد صدور البيانات الإيجابية رغم التعافي الهامشي للدولار

هذا كما جاءت أرباح الذهب اليوم مدعومة أيضا بالتراجع في عوائد سندات الخزانة الأمريكية، حيث هبطت عوائد السندات القياسية لأجل 10 سنوات عشر سنوات إلى 4.58% بعد أن كانت قد اقتربت من مستوى 5% بتعاملات هذا الأسبوع، وجاء هذا التراجع على الرغم من انتقال تسعير الأسواق لاحتمالية خفض الفائدة في سبتمبر

وعلى الرغم من أن أسعار الفائدة المرتفعة تؤدي إلى تقليل جاذبية الاحتفاظ بالسبائك التي لا تدر عائدا، إلا أن تأثير المخاوف من تصعيد الصراعات في الشرق الأوسط طغى على تأثير البيانات الإيجابية وانتعاش الدولار وأدى إلى احتفاظ الذهب بأرباحه. فوفقا لبيانات أداة متابعة الفائدة الفيدرالية FedWatch، فإن متداولو العقود الآجلة المرتبطة بسعر الفائدة الفيدرالي يقومون الآن بتسعير أقل من 50 نقطة أساس لتخفيضات أسعار الفائدة لعام 2024، بينما يراهنون على خفض بواقع 25 نقطة أساس في الربع الأول

ويبدو أن تراجع الدولار عزز المعادن النفيسة عموما، وهناك أيضا عوامل داعمة لعبت دورا في هذا الشأن مثل المخاطر الجيوسياسية وتنويع احتياطيات البنوك المركزية, وأصبح مسؤولو مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) الآن أكثر حذرا في مناقشة توقيت خفض أسعار الفائدة إذ أشار رئيس المجلس جيروم باول يوم الثلاثاء إلى أن أسعار الفائدة قد تظل مرتفعة لفترة أطول