صعود قوي للدولار وترقّب لبيانات اقتصادية هامة وقرار للفائدة
صعود قوي للدولار الأمريكي أمام سلّة من العملات الرئيسية، ليواصل الدولار مكاسبه للأسبوع الثالث على التوالي، ويرتفع أكثر من 1% على مدى هذا الأسبوع.
وشهدنا صعود قوي للدولار وسط حالة من القلق سادت الأسواق المالية العالمية، بعد خفض وكالة فيتش تصنيف أميركا الائتماني.
وقامت وكالة فيتش بخفض التصنيف الائتماني الأمريكي من AAA إلى AA+، ليتسبب ذلك بحالة من الخوف بالأسواق.
ورغم وصف وزيرة الخزانة الأمريكية “جانيت يلين” قرار وكالة فيتش بـ “التعسّفي”، ووصف الرئيس التنفيذي لمصرف جي بي مورجان بالقرار بأنه “سخيف”، إلا أن القرار أبرز نقاطاً مقلقة حيال الاقتصاد الأمريكي، منها ارتفاع الديّن الحكومي والتراجع في النمو الاقتصادي.
على ذلك، هبطت أسواق الأسهم، وتراجعت شهية المخاطرة، واكتسب الدولار قوّة على أساس اعتباره عملة ملاذ آمن.
وتترقّب الأسواق المالية اليوم ويوم غدٍ بيانات اقتصادية عديدة من الولايات المتحدّة.
كذلك، تترقّب الأسواق اليوم قرار بنك إنجلترا المركزي حيال أسعار الفائدة.
صعود قوي للدولار فيما اليورو والجنيه ينخفضان وترقّب لبيانات الوظائف
أداء الأسواق المالية في وقت نرى فيه صعود قوي للدولار الأمريكي
يواصل اليورو انخفاضه أمام الدولار الأمريكي، متأثّراً في صعود قوي للدولار أمام سلّة من العملات الرئيسية.
وسجّل اليورو تراجعاً على مدى هذا الأسبوع بنسبة تزيد عن 0.8%، وتم تداوله في نطاق دولار و9 سنتات أمريكية.
كما تراجع الجنيه الإسترليني وسط ترقّب لقرار بنك إنجلترا المركزي اليوم، المتوقّع فيه رفع الفائدة.
وتم تداول الجنيه في نطاق دولار و26 سنتاً، بعد أن تداول سابقاً اليوم في نطاق دولار و27 سنتاً أمريكي.
أما الين الياباني، فنجده وقد استطاع تحقيق بعض المكاسب أمام الدولار. فرغم صعود قوي للدولار أمام عدّة عملات، إلا أن الين الياباني يعتبر عملة ملاذ آمن، واستطاع الاستفادة من حالة القلق في الأسواق المالية.
لكن، بقي الين الياباني في نطاق تداول ضعيف أمام العملة الخضراء، في تداولات بين 142 و143 ين للدولار الأمريكي الواحد.
ورغم ارتفاع اليوم للين الياباني، إلا أن عملة اليابان ما تزال منخفضة أكثر من 1.3% على مدى هذا الأسبوع.
المعادن الثمينة والأسهم
بانتقالنا إلى أسواق المعادن الثمينة، سنلاحظ بأن الذهب يتداول في نطاقات تحت 1940 دولار للأونصة.
وتأثّر المعدن الثمين بشكل عام من صعود قوي للدولار أمام سلّة من العملات، وتفضيل المتداولين للأصول النقدية.
ويتداول الذهب بانخفاض تزيد نسبته عن 1.1% على مدى هذا الأسبوع، رغم محاولات الارتفاع الطفيفة له هذا اليوم.
بالنسبة للفضّة، فقد تم تداولها في نطاق 23 دولاراً للأونصة، بخسائر أسبوعية فاقت نسبتها 3.4%.
وتأثّرت أسعار الفضّة بشدّة من صعود قوي للدولار أمام العملات، فتسعير المعادن الثمينة بالدولار يجعلها تتأثّر بسعر صرفه.
ومن الملاحظ أيضاً ارتفاع كبير في عوائد السندات الأمريكية، منها عوائد سندات استحقاق عشرة سنوات، التي وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ شهر نوفمبر الماضي 2022 حول 4.14%. وصعدت عوائد سندات استحقاق عشرة سنوات هذا الأسبوع أكثر من 5%، مستفيدة من التوتّر في أسواق السندات الذي سببه خفض تصنيف أميركا الائتماني.
وارتفاع عوائد السندات يعني انخفاضاً في أسعارها، وفي كثير من الأحيان يكون مرتبط بانخفاض الطلب على السندات.
وبنظرة على أسواق الأسهم، سنلاحظ أن أسواق الأسهم تعاني من انخفاضاً بالثقة، وتراجع في أغلب مؤشراتها على مدى هذا الأسبوع.
ربما يهمّك:
تراجع أسعار النفط بعد تراجع مخزونات النفط الخام الأمريكي
تراجع أسعار المعدن الأصفر خلال تداولات أمس الأربعاء بعد بيانات أقتصادية أمريكية ايجابية
قرار بنك إنجلترا المركزي وتأثيره على الجنيه الإسترليني
سيصدر بنك إنجلترا المركزي قراره اليوم حيال أسعار الفائدة، وتتوقّع الأسواق رفع الفائدة 25 نقطة أساس إلى 5.25%.
رغم أن محللي بنك باركليز يتوقّعون رفع الفائدة 50 نقطة، إلا أن عدّة بنوك أخرى تشمل جولدمان ساكس ودوتشيه بانك وكذلك بي إن بي باريباس يتوقّعون الاكتفاء برفعها 25 نقطة أساس عن المستوى الحالي 5.00%.
بالنسبة للجنيه الإسترليني، نلاحظ أنّه ينخفض أمام الدولار، في وقت نرى فيه صعود قوي للدولار مع زيادة طلبه كملاذ آمن.
والتراجع في الجنيه الإسترليني سببه أيضاً إعادة تسعير الجنيه على أساس ذروة أسعار فائدة لهذه السنة عند 5.75%.
وكانت الأسواق المالية سابقاً تعتقد أن بنك إنجلترا سيستمر برفع الفائدة إلى 6.00% هذه السنة، لكن انخفضت التوقعات.
من هنا، ووسط ارتفاع قوي للدولار الأمريكي، قد تكون حركة الجنيه اليوم مرتبطة بعدّة عوامل، منها البيانات الاقتصادية الأمريكية.
ما الذي سيؤثّر بالجنيه الإسترليني؟
تأثير قرار بنك إنجلترا، فقد يرتبط في بيان الفائدة وكذلك التصويت على القرار.
منذ شهر ديسمبر الماضي 2022، صوّت 2 من الأعضاء على تثبيت الفائدة مقابل 7 أعضاء على رفعها.
هذا اليوم، إذا تغيّر عدد الأعضاء الذين يطالبون بتثبيت الفائدة وارتفع، فقد نرى انزلاق الجنيه أمام العملات.
لكن، إذا زاد عدد الأعضاء الذين يطالبون رفع الفائدة، في هذه الحالة قد نشهد ارتفاع في الجنيه.
أما مفاجأة في قرار بنك إنجلترا، كأن يتم رفع الفائدة 50 نقطة، فقد يكون تأثيره إيجابي على الجنيه أمام العملات.
بينما مفاجأة في عدم رفع الفائدة، قد يكون سبباً لتراجع قوي بالجنيه أمام العملات.
لكن رفع الفائدة 25 نقطة، وتصويت 2 من الأعضاء على تثبيتها مقابل 7 على رفعها، سيجعل التأثير مرتبط ببيان الفائدة.
إذا أظهر بيان الفائدة عزم المركزي الاستمرار برفع الفائدة وعادت توقعات وصولها لاحقاً هذه السنة إلى 6.0%، هنا قد يرتفع الجنيه الإسترليني أمام سلّة من العملات الرئيسية.
لكن إن لاحظ المتعاملون في الأسواق المالية أن البيان أصبح أقل تشدداً، فهذا من شأنه أن يضغط على الجنيه.
بعد قرار بنك إنجلترا المركزي بنصف ساعة، سيدلي “بايلي” رئيس بنك إنجلترا المركزي بتصريحات صحفية.
إذا كانت التصريحات متشددة للغاية، فهذا قد يدعم الجنيه، عكس إن كانت أقل تشدداً والذي قد ينخفض الجنيه إثرها.
ملاحظة: حركة الجنيه قد ترتبط بعديد من العوامل، والتوقعات للحركة المشار لها بإهمال كل المتغيرات الاقتصادية والأساسية الأخرى.
البيانات الاقتصادية الأمريكية
تبدأ البيانات الاقتصادية اليوم ببيانات مؤشر Challenger لتسريح العمالة، وكانت قراءته السابقة عند 25.2%.
كما نترقّب اليوم صدور بيانات طلبات البطالة الأسبوعية من أميركا، وتوقعات إظهارها تقدّم 226 ألف لطلبات الإعانة.
وأظهرت البيانات الأخيرة أن 221 ألف شخص تقدّموا للطلبات، وتوقعات اليوم تعني بعض الاستقرار في الطلبات.
بعد ذلك، سيصدر مؤشر مديري المشتريات ISM لقطاع الخدمات، والتوقعات بإظهاره قليلاً من التباطؤ في النمو.
من المحتمل أن يظهر المؤشر انخفاضاً من 53.9 إلى 53.1 نقطة.
بعدها سيصدر مؤشر الأوامر الصناعية، المتوقّع لها أن تظهر نمواً نسبته 2.0% في الطلبات.
هذا المزيج من البيانات الاقتصادية قد يكون له تأثير ملموس على الأسواق المالية عموماً، وعلى أزواج العملات المرتبطة بالدولار والذهب والفضة وكذلك مؤشرات الأسهم الأمريكية على وجه الخصوص.