ضغوط الدولار تدفع سعر الذهب للتراجع اليوم مع انتظار بيانات سوق العمل الأمريكي

تراجع أسعار الذهب بمهاملات صباح الخميس مدعوماً بصعود مؤشر الدولار

تراجع سعر الذهب خلال تداولات اليوم الخميس، متأثراً بعودة الزخم الصعودي للدولار الأمريكي وتقلّص رهانات المستثمرين على خفض أسعار الفائدة في ديسمبر من جانب الاحتياطي الفيدرالي. وجاء هذا الهبوط في وقت يترقب فيه متداولو المعادن الثمينة صدور تقرير الوظائف الأمريكية لشهر سبتمبر بعد التأجيل الناجم عن الإغلاق الحكومي الأخير، ما أضاف قدراً أكبر من الضبابية لحركة الأسعار

تداولات الذهب

وخلال تداولات صباح الخميس فقد شهد الذهب الفوري انخفاضاً بنسبة 0.6% مسجلاً 4,055.20 دولار للأونصة، بعد تعافٍ محدود من خسائر قاربت 1% في وقت سابق من الجلسة. كما تراجعت عقود ديسمبر الآجلة بنسبة 0.7% إلى 4,053.80 دولار للأونصة. ووجدت الأسعار نفسها تحت ضغط مباشر من صعود مؤشر الدولار الذي لامس أعلى مستوى في أسبوعين، مما زاد تكلفة الذهب على المتعاملين من خارج الولايات المتحدة ودفع بعض المتداولين إلى تقليص المراكز

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

هذا وتعكس الحركة الحالية للذهب تفاعلاً مع خليط من العوامل، أبرزها قوة الدولار وتلاشي جزء من توقعات خفض الفائدة بعد صدور محضر اجتماع الفيدرالي لشهر أكتوبر، والذي أشار إلى إمكانية خفض الفائدة لكن مع إبقاء التركيز على مخاطر التضخم واستقرار ثقة الأسواق. كما ساهمت عمليات جني الأرباح وإعادة تشكيل المحافظ مع اقتراب نهاية العام في تعزيز تذبذب الأسعار

وعلى الجانب الآخر، يتجه اهتمام الأسواق نحو تقرير الوظائف غير الزراعية، المتوقع أن يعلن إضافة 50,000 وظيفة في سبتمبر، مقابل 22,000 وظيفة فقط في أغسطس. إلا أن تأجيل نشر التقرير بسبب الإغلاق الحكومي يضع الأسواق أمام بيانات تُعتبر محورية لكنها تصدر قبل أيام قليلة من اجتماع الفيدرالي في 10 ديسمبر، في حين سيأتي التقرير التالي في 16 ديسمبر، مما يحدّ من وضوح مسار السياسة النقدية

كما رفع بنك يو بي اس توقعات سعر الذهب منتصف 2026 بمقدار 300 دولار ليصل إلى 4,500 دولار للأونصة، مستنداً إلى سيناريو خفض الفائدة، وارتفاع المخاطر الجيوسياسية، واستمرار الطلب القوي من البنوك المركزية وصناديق المؤشرات المتداولة. وفي الوقت الحالي, كما تشير اداة فيدوتش إلى تراجع احتمالات خفض الفائدة إلى نحو 34% فقط، ما يعزز فرص استمرار التذبذب قصير الأجل دون التأثير في الاتجاه الصاعد الممتد للذهب

ويبدو أن تحرك الذهب حالياً ضمن نطاق يعكس قوة الدولار وضعف توقعات الفائدة من جهة، وترقب بيانات الوظائف من جهة أخرى. ورغم الضغوط الحالية، تبقى النظرة طويلة الأجل مدعومة بالطلب الرسمي وارتفاع التوترات الجيوسياسية، مما يعزز موقع الذهب كأحد الأصول الدفاعية الأكثر استقراراً في بيئة الأسواق العالمية