علامات ضعف الاقتصاد الأمريكي وتراجع التضخّم البريطاني، كيف ستتأثّر الأسواق؟
علامات ضعف الاقتصاد الأمريكي بدأت بالظهور بشكل تدريجي رغم قوّة أسواق الوظائف، كما أن التضخّم البريطاني تراجع بحسب آخر البيانات الاقتصادية التي صدرت اليوم.
يوم أمس، أظهرت بيانات مبيعات التجزئة من الولايات المتحدّة انكماشاً في مبيعات التجزئة الأساسية بقيمة -0.1%.
هذا وأظهرت بيانات مبيعات التجزئة الإجمالية نموّاً ضعيفاً أقل من توقعات الأسواق نسبته 0.1%.
وبذلك، نرى بأن بعض علامات ضعف الاقتصاد الأمريكي بدأت بالظهور.
وبالنظر إلى توقعات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بحسب مجموعة CME (المصدر)، سنرى بأن التوقعات تشير لاحتمال خفض الفائدة شهر سبتمبر المقبل.
وبالنسبة لبريطانيا، أظهرت بيانات التضخّم اليوم تراجع مؤشر أسعار المستهلكين الشهر الماضي مايو إلى 2.0%.
ويوم غدٍ، تترقّب الأسواق المالية صدور قرار بنك إنجلترا المركزي حيال سياساته النقدية.
وتتوقّع الأسواق أن يتم تثبيت الفائدة عند نفس المستوى الحالي 5.25%.
لكن بعد بيانات التضخّم اليوم، ستتابع الأسواق عدد الأعضاء الذين سيصوّتون على خفض الفائدة.
كيف تأثّرت الأسواق بعد ظهور علامات ضعف الاقتصاد الأمريكي؟
بداية وبعد صدور بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية أمس، ارتفعت احتمالات خفض الفائدة بحسب توقعات الأسواق شهر سبتمبر.
وأصبحت الأسواق الآن تتوقّع خفضاً بالفائدة شهر سبتمبر المقبل باحتمال 67.2% بارتفاع من 65% تقريباً قبل أسبوع.
ورغم أن الاحتمال ما زال غير مؤكّد، إلا أن استمرار صدور بيانات ضعيفة للاقتصاد الأمريكي قد تزيد هذه النسبة.
وتراجع الدولار الأمريكي أمام سلّة من العملات يوم أمس، وتم تداول مؤشر الدولار في نطاق 105 نقاط.
وارتفع اليورو أمام العملة الخضراء ضمن تداول اليورو في نطاق دولارٍ و7 سنتات أمريكية.
واليوم، رغم بيانات التضخّم التي أثبتت تراجع الجنيه الإسترليني، نجد الجنيه وقد ارتفع أمام الدولار في نطاق دولار و27 سنت.
وظهر تأثير زيادة توقعات خفض الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي شهر سبتمبر المقبل على الذهب.
وتم تداول الذهب اليوم على ارتفاع في مستويات وصلت لأكثر من 2330 دولار للأونصة.
أما بالنسبة لمؤشرات الأسهم، فقد ارتفعت أغلب مؤشرات الأسهم الآسيوية اليوم.
ويوم أمس، شهدنا ارتفاعاً في مؤشرات الأسهم الأمريكية، ليغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 واسع النطاق بمكاسب 0.25%.
ولامست أمس عقود مؤشر ناسداك 100 التكنولوجي المركّب أعلى مستوياتها على الإطلاق على أعتاب 20 ألف نقطة.
كيف ستتحرّك الأسواق مع أي تغيير لتوقعات الفوائد في البنوك المركزية؟
لاحظنا بعد ظهور علامات ضعف الاقتصاد الأمريكي وزيادة احتمالات خفض الفائدة شهر سبتمبر المقبل صعود الذهب والأسهم وتراجع الدولار.
وقد يشابه تأثير هذه الحالة أسواق الأسهم وعملات الدول التي تتغيّر توقعات أسعار الفائدة فيها.
جرت العادة أن تتأثّر أسعار الذهب وكذلك مؤشرات الأسهم إيجاباً بزيادة احتمالات خفض الفائدة.
لكن بالنسبة لأسعار صرف العملات، أصبحت الأسواق تسعّر عدد مرّات خفض الفائدة هذه السنة، التغيير في الفوائد القادم.
في الاحتياطي الفيدرالي، تشير التوقعات لاحتمال خفض الفائدة شهر سبتمبر.
أما المركزي الأوروبي والبنك الوطني السويسري، فقد قاما بالفعل بخفض الفائدة.
لكن بالنسبة للمركزي الأوروبي، ربما لن نشاهده مستعجل في إجراء خفض آخر بأسعار الفائدة، مما قد يترك اليورو أمام العملة الخضراء متأثّراً بتوقعات الفيدرالي الأمريكي نفسه.
أما في بريطانيا، سنتابع يوم غدٍ تلميحات بيان الفائدة وتصويت الأعضاء على الفائدة، فهي التي ستؤثّر بحركة الجنيه.
بالتالي، أي ملامح لخفض الفائدة في وقت أقرب من بريطانيا، قد يضعف الجنيه الإسترليني ويفيد مؤشرات الأسهم البريطانية.
لكن، إذا أبدى أعضاء البنك تشدداً وقلقاً من عودة ارتفاع التضخّم، هنا ربما سيرتفع الجنيه وتتراجع الأسهم البريطانية.
اليوم البنوك الأمريكية مقفلة، لكن غداً ثلاث بنوك مركزية ستعلن عن قرارها
في ظل ظهور علامات ضعف الاقتصاد الأمريكي، ستتابع الأسواق المالية أي مستجدات بخصوص البيانات الاقتصادية الأمريكية.
يوم غدٍ، سنكون مع عدّة بيانات اقتصادية أمريكية أخرى، لكن اليوم تغلق البنوك الأمريكية أبوابها.
أما بالنسبة للبنوك المركزية، سنكون يوم غدٍ بداية مع قرار بنك الصين الشعبي حيال أسعار الفائدة.
وتتوقّع الأسواق أن يقوم بنك الصين الشعبي بتثبيت الفائدة عند أدنى مستوياتها على الإطلاق، عند 3.45% لفوائد قروض أمد عام.
وتشير توقعات الأسواق لاحتمال تثبيت بنك الصين الشعبي فائدة قروض أمد 5 أعوام عند 3.95%.
كما سيعلن البنك الوطني السويسري عن قراره حيال أسعار الفائدة يوم غد، وتتوقّع الأسواق تثبيتها عند 1.50%.
إلى جانب ذلك، تتوقّع الأسواق أن يثبّت بنك إنجلترا المركزي الفائدة غداً عند 5.25%.
بالتالي، رغم أن البيانات الاقتصادية قليلة هذا اليوم بشكل عام، إلا أننا غداً سنكون أمام مجموعة مهمّة من المستجدات الاقتصادية.
ربما يهمّك أيضاً:
تراجع النفط من أعلى مستوياته في 3 أسابيع بعد بيانات المصافي الصينية