عوائد السندات بأميركا تظهر تغيّرات اقتصادية مع ترقّب لمستجدات الأسبوع

عوائد السندات بأميركا تظهر تغيّرات كبيرة في التوقعات الخاصة بالاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بل وتظهر تغيّراً بالتوقّعات الاقتصادية.
وشهدنا الأسبوع الماضي أكبر ارتفاع لمؤشر الدولار منذ سبتمبر 2022، وتحديداً في الأسبوع الذي بدأ في الـ19 من ذلك الشهر.
وبالنظر إلى عوائد السندات أمد استحقاق عشرة سنوات في أميركا، سنلاحظ أنها لامست اليوم الاثنين مستويات فوق 4% لأوّل مرّة منذ الثامن من شهر أغسطس الماضي 2024.
وهذا الارتفاع في عوائد السندات بأميركا يظهر التغيّر الكبير الذي حصل في توقعات الاحتياطي الفيدرالي بعد بيانات الوظائف.
وحيّدت الأسواق المالية الآن أي احتمال لخفض الفائدة 50 نقطة أساس في الاحتياطي الفيدرالي الشهر المقبل.
وجاء هذا التحييد بعد صدور بيانات الوظائف الأمريكية التي فاجأت الأسواق، وأظهرت تراجع معدّل البطالة إلى 4.1% من 4.2%.
كما أظهرت بيانات الوظائف المستحدثة في القطاعات غير الزراعية الأمريكية الأسبوع الماضي ارتفاعاً بمقدار 254 ألف وظيفة.
وجاءت نتيجة الوظائف المستحدثة الأعلى منذ شهر مايو الماضي 2024، لتعيد مخاوف بقاء التضخّم مرتفعاً.
وأضافت الأسواق معامل التوتّرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتأثيره المحتمل على التضخّم.
حيث ارتفعت أسعار النفط بعنف الأسبوع الماضي، لتحقق عقود خام برنت مكاسب بحوالي 8.5%.
كما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط بشكل ملموس أيضاً وبنسبة مقاربة من ارتفاع خام برنت.
والارتفاع بأسعار النفط رافقه ارتفاع في عديد من أسعار السلع حول العالم، وسط زيادة التوتّرات الإسرائيلية الإيرانية.
ومع ارتفاع أسعار السلع، أصبحت الأسواق قلقة من أن يعود التضخّم للارتفاع، مما قد يقوّض جهود الفيدرالي خفضه.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، أصبحت الأسواق ترجّح خفض مقداره 25 نقطة أساس بالفائدة الفيدرالية باحتمال يفوق 90%، فيما تلاشت احتمالات خفضها 50 نقطة، بل وظهرت احتمالات بأن يتم تثبيت الفائدة بحسب إحصائيات المجموعة.

للمزيد عن الظروف التي أثرّت في عوائد السندات بأميركا عبر الفيديو التالي:

بيانات اقتصادية ومستجدات مرتقبة هذا الأسبوع

شهدنا تغيّرات ملموسة في عوائد السندات بأميركا انعكست على حركة الدولار وكذلك الذهب والأسهم الأمريكية.
ولذلك، البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع قد يكون لها أيضاً تأثير على الأسواق المالية.
كما ستتابع الأسواق المالية أي مستجدات بخصوص التوتّرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، لما لها تأثير على أسعار الطاقة.
أما البيانات الاقتصادية التي تترقّبها الأسواق المالية هذا الأسبوع متعددة، إلا أن التركيز ربما سيكون على ما يلي:

اليوم الإثنين:

التركيز قد يكون في الأسواق المالية على بعض التصريحات من أعضاء الفيدرالي الأمريكي، ليشمل ذلك “بومان” و”كشكاري”.
ومن غير المرجّح أن تكون تصريحات أعضاء الفيدرالي ذات تأثير كبير إلا إذا شملت إشارات واضحة عن مستقبل أسعار الفائدة.
كما ستصدر ليلة اليوم بيانات ائتمان المستهلك، المتوقّع أن تظهر تراجع من 25.5 مليار إلى 11.8 مليار دولار أمريكي.
وتوصف بيانات اليوم على أنها ذات تأثير محدود على الأسواق المالية في أغلب الأحيان.
لكن، ستستمر الأسواق بالتركيز على أي مستجدات حيال التوتّرات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.

غداً الثلاثاء:

أغلب البيانات الاقتصادية يوم الثلاثاء تعتبر من البيانات ذات التأثير المحدود على الأسواق المالية.
وتبدأ في مؤشر ثقة المستهلك الأسترالي ثم متوسط نمو معدّل الدخل النقدي من اليابان.
كما سنتوقّف مع بيانات مؤشر الثقة في الاقتصاد الياباني.
أما في أوروبا، ستكون بيانات الإنتاج الصناعي الألماني بداية هامّة لمتابعي الاقتصاد، وتوقعات إظهار المؤشر نمو نسبته 0.8%.
كما سيتم الإعلان عن بيانات ميزان التجارة الفرنسي، وبالانتقال إلى كندا ستصدر أيضاً بيانات ميزان التجارة.
ومن الولايات المتحدّة كذلك ستصدر بيانات ميزان التجارة المتوقّع أن تظهر انخفاض العجز من 78.8 مليار إلى 70.6 مليار.
كما سيتم الإعلان عن مؤشر ثقة الاقتصاد وتوقعات ارتفاع المؤشر بالنسبة للولايات المتحدّة من 46.1 إلى 47.2 نقطة.
وسيقدّم كل من “بوستك” و”كولينزر” وأيضاً “جيفيرسون” تصريحات، قد يكون تأثيرها محدود إلا إذا شملت إشارات عن الفوائد.

الأربعاء، يوم اقتصادي قد يكون هاماً

يبدأ يوم الأربعاء مع قرار الفائدة من الاحتياطي النيوزلندي، الذي تتباين الأسواق حيال توقعاته.
وتشير توقعات الأسواق لاحتمال خفض الفائدة 50 نقطة أساس، إلا أن الاقتصاديين يعتقدون أن الاحتياطي النيوزلندي سيكتفي بخفض الفائدة 25 نقطة.
ومن الولايات المتحدّة، سيكون التركيز على محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، والتابع للاجتماع الأخير الذي تم فيه خفض الفائدة.
وسيبحث المتداولون عن أي مستجدات لم تظهر في بيان الفائدة أو التوقعات الاقتصادية والتصريحات الصحفية في المحضر.
وقد يكون محضر الفيدرالي مؤثّراً بالأسواق المالية إذا ظهر بأن هنالك نقاشات تظهر تباين توجهات الأعضاء حيال الفوائد.

الخميس، يوم أمريكي بامتياز

تترقّب الأسواق المالية يوم الخميس بيانات اقتصادية أمريكية ربما تؤثّر في عوائد السندات بأميركا والدولار الأمريكي.
حيث سنكون مع بيانات التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين، وتتوقّع الأسواق تراجع التضخّم إلى 2.3% من2.5%.
وبيانات التضخّم تعتبر مؤشّراً اقتصادي هام قد يعتمد عليه الفيدرالي إلى جانب بيانات التوظيف في قراره الشهر القادم.
لذلك، ربما يكون صدور القراءة بعيداً عن توقعات الأسواق سبباً لتغيّر توقعات الفيدرالي، ومنه قد تتأثّر الأسواق.

الجمعة

ستصدر الجمعة بيانات الناتج المحلي الإجمالي من بريطانيا على المستوى الشهري، وتوقعات إظهار نمو 0.2%.
كما ستصدر من بريطانيا بيانات ميزان التجارة ومؤشر الخدمات والإنتاج الصناعي والتصنيعي.
وهذه البيانات قد تؤثر في الأسواق المالية البريطانية والجنيه الإسترليني.
بعد ذلك، ستتابع الأسواق بيانات التوظيف من كندا قبل صدور البيانات الاقتصادية الأمريكية.
تترقّب الأسواق يوم الجمعة المقبل بيانات مؤشر أسعار المنتجين من الولايات المتحدّة، المتوقّع أن يظهر انخفاض النمو من 0.2% إلى 0.1%.
كما ستصدر بيانات توقعات التضخّم وثقة المستهلك من جامعة ميشيغان الأمريكية.

ربما يهمّك أيضاً:
ارتفاع أسعار النفط وسط التوترات في الشرق الأوسط
هبوط أسعار الذهب عقب صدور بيانات سوق العمل الأمريكية خلال معاملات نهاية الأسبوع الماضي