قرار البنك المركزي الأوروبي وبيانات أمريكية قد تكون هامّة
قرار البنك المركزي الأوروبي سيصدر هذا اليوم، وهنالك تساؤل كبير في الأسواق المالية حيال القرار وانقسام حول احتمال تثبيت الفائدة أو رفعها.
في نفس الوقت، ومع ترقّب قرار البنك المركزي الأوروبي سنكون أيضاً مع بيانات أمريكية قد تكون هامة للأسواق المالية.
وتشير توقعات الأسواق المالية إلى أن قرار البنك المركزي الأوروبي سيكون اليوم بتثبيت الفائدة عند 4.25%.
لكن، ستترقّب الأسواق صدور بيان الفائدة إلى جانب التصريحات الصحفية لرئيسة البنك المركزي الأوروبي لفهم التوجهات المستقبلية للمركزي.
التضخّم في منطقة اليورو انخفض خلال الفترة الماضية إلى 5.3% بعدما وصل إلى الذروة 10.6% شهر أكتوبر العام الماضي 2022.
لكن، يبقى التضخّم عند 5.3% أعلى كثيراً من هدف المركزي الأوروبي 2.00%.
لكن، بالنظر إلى النمو الاقتصادي، سنجد أن قرار البنك المركزي الأوروبي اليوم قد يأخذ بعين الاعتبار التباطؤ الحاصل بالاقتصاد.
تراجع النمو الاقتصادي في منطقة اليورو إلى 0.1% الربع الثاني من هذه السنة، كما أن اقتصاد ألمانيا توقّف عن النمو.
دخل الاقتصاد الألماني في ركود تقني بعد انكماشه الربع الرابع 2022 والأوّل 2023 بنسبة -0.4% و-0.1% على التوالي.
على مدى الـ12 شهراً التي تنتهي بنهاية الربع الثاني هذه السنة، انكمش الاقتصاد الألماني بنسبة -0.2%.
الاقتصاد الألماني هو الاقتصاد الأكبر في منطقة اليورو، وقد يأخذ المركزي الأوروبي ضعفه بعين الاعتبار.
لذلك، ترجّح الأسواق تثبيت الفائدة هذا اليوم.
كيف سيؤثّر قرار البنك المركزي الأوروبي على الأسواق المالية؟
الأسواق سعّرت عدم رفع الفائدة في المركزي الأوروبي.
لذلك، إذا كان قرار البنك المركزي الأوروبي اليوم برفع الفائدة، هنا ربما سنشهد ارتفاعاً ملموساً باليورو أمام سلّة من العملات.
في نفس الوقت، قد تتراجع العديد من مؤشرات الأسهم في أوروبا.
لكن، إذا صدر القرار كما هو متوقّع، وهذا المرجّح بالفعل، قد يترقّب المتداولون بيان الفائدة والمؤتمر الصحفي لرئيسة البنك.
إذا أبدى بيان الفائدة تشدداً وإشارات لاحتمال رفع الفائدة لاحقاً هذه السنة، فقد نرى بعض الارتفاع باليورو وقليلاً من التراجع في الأسهم.
إلا أن إظهار بيان الفائدة أو المؤتمر الصحفي قلقاً على النمو، فسيتم فهم ذلك على أن المركزي لن يرفع الفائدة أبداً.
في حال حصل ذلك، فربما سنشهد انزلاق اليورو أمام سلّة من العملات مع ارتفاع بعديد من مؤشرات الأسهم.
قد يكون تفسير بيان الفائدة والمؤتمر الصحفي معقّداً قليلاً، حيث أن الأسواق تسعّر بالفعل رفع الفائدة شهر نوفمبر أو ديسمبر المقبلان.
لذلك، قد يكون محضر الاجتماع المتشدد قليلاً ذا تأثير محدود على اليورو. أما إذا كان غير متشدد، هنا قد يكون التأثير ملموس.
على ذلك، يفضّل التريث قليلاً لنعرف كيف ستتعامل الأسواق المالية مع بيان الفائدة والمؤتمر الصحفي.
بعد قرار البنك المركزي الأوروبي سنكون مع بيانات اقتصادية أمريكية
إلى جانب قرار البنك المركزي الأوروبي هذا اليوم، ستترقّب الأسواق المالية صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدّة.
بيانات أسعار المنتجين تعتبر بيانات تضخمّية، وهي تعتبر مؤشّراً للتضخّم المستقبلي.
تتوقّع الأسواق المالية أن تكون أسعار المنتجين ارتفعت بنسبة 0.4% الشهر الماضي أغسطس، بعد ارتفاعها 0.3% شهر يوليو.
أما بالقيمة الأساسية، فتتوقّع الأسواق أن يكون التضخّم الأساسي لأسعار المنتجين انخفض إلى 0.2% الشهر الماضي، من 0.3% لشهر يوليو.
على مستوى 12 شهراً، تتوقّع الأسواق أن يكون تضخّم أسعار المنتجين ارتفع من 0.8% إلى 1.2%، وأن يكون قد انخفض قليلاً بالقيمة الأساسية من 2.4% إلى 2.2%.
ولا يمكن تفسير تأثير بيانات أسعار المنتجين وحدها لأننا سنكون أيضاً مع بيانات مبيعات التجزئة وكذلك طلبات البطالة الأسبوعية.
تتوقّع الأسواق أن تظهر بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية نمو المبيعات الشهر الماضي 0.2% ولا تستبعد أيضاً انخفاضها إلى 0.1%، بانخفاض من 0.7% شهر يوليو.
كما تتوقّع أن تكون مبيعات التجزئة الأساسية قد انخفض نموها من 1.0% إلى 0.4%.
أما بالنسبة لطلبات البطالة الأسبوعية، فتتوقّع الأسواق ارتفاعاً طفيفاً بالطلبات إلى 226 ألف، من السابق 216 ألف طلب.
كما نرى، البيانات الاقتصادية الأمريكية اليوم عديدة جداً، والمهم أيضاً أن هذه البيانات سيتبعها المؤتمر الصحفي رئيسة المركزي الأوروبي “كريستين لاجارد” بعد أن يكون قرار البنك المركزي الأوروبي قد صدر.
لذلك، قد يصعب تحديد تأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية لحظة صدورها، مما قد يستدعي اتخاذ التدابير اللازمة لإدارة حسابات التداول.
تحديد التأثير بواسطة توقعات الفائدة الفيدرالية
قد يكون من الممكن تحديد تأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية على الدولار ومؤشرات الأسهم من خلال دراسة تأثيرها على توقعات الأسواق للفوائد الأمريكية عبر الرابط (هنا) التابع لمجموعة CME، وتحديداً توقعات شهر ديسمبر المقبل.
إذا تزايد احتمال إجراء رفع بالفائدة الفيدرالية بحسب توقعات الأسواق، قد نرى الدولار يصعد والأسهم تتراجع.
أما إذا تزايد احتمال تثبيت الفائدة أو خفضها شهر ديسمبر المقبل، هنا قد يتراجع الدولار وترتفع الأسهم.
لكن توقعات الأسواق التي تظهر على مجموعة CME تتغيّر بشكل سريع، مما يستدعي أيضاً إبقاء الرقابة لفترة مطوّلة بعد صدور البيانات الاقتصادية الأمريكية.
ربما يهمّك أيضاً:
عدم أستقرار في أسعار النفط عقب الزيادة في مخزونات النفط الخام الأمريكي