مخاوف الركود الاقتصادي تعصف بالأسواق المالية العالمية

مخاوف الركود الاقتصادي تعصف بالأسواق المالية العالمية في ظل حالة من عدم اليقين حيال مستقبل الاقتصاد الأمريكي والنمو الاقتصادي فيه.
وتقلق الأسواق المالية من أن تتسبب الرسوم الجمركية التي يفرضها الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بإضعاف النمو.
كما يقلق المتابعون للاقتصاد الأمريكي حيال أن الرسوم الجمركية قد تدفع التضخّم للارتفاع من جديد.
من هنا، شهدنا تغيّرات وتضارب بالآراء حيال مستقبل الفوائد الأمريكية.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، أصبحت الأسواق لا تستبعد خفضاً بالفائدة شهر مايو المقبل.
وانهارت مؤشرات الأسهم الأمريكية أمس، ليفقد مؤشر ناسداك التكنولوجي 4% ومؤشر ستاندرد آند بوروز 2.7%.
وبانخفاض أمس في أسواق الأسهم الأمريكية، فقدت مؤشرات الأسهم الرئيسية كل مكاسبها منذ فوز دونالد ترامب بالانتخابات.
وسبب كل ذلك هو عدم وضوح السياسات الأمريكية مما يسبب حالة من عدم الوضوح حيال الاقتصاد الأمريكي.
وجعلت مخاوف الركود الاقتصادي المتداولين يفضّلون التخارج من الأصول مرتفعة العائد، والتوجّه للملاذات الآمنة.

مخاوف الركود الاقتصادي تتسبب بهبوط الدولار

مخاوف الركود الاقتصادي تعصف بالأسواق المالية العالمية في ظل عدم اليقين حيال تأثير الرسوم الجمركية على النمو والتضخّم.
وبسبب ذلك، شهدنا مؤشر الدولار الأمريكي يتراجع أمام سلّة من العملات ممدداً خسائر الشهر إلى أكثر من 3.8%.
وهبط مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء العملة الخضراء أمام سلّة من ست عملات لأدنى مستوى له منذ أكتوبر 2024.
وتم تداول مؤشر الدولار في نطاق 103 نقاط، مقارنة بمستويات وصلت لأكثر من 110 نقاط شهر يناير الماضي 2025.
ويعاني الدولار ضغوطاً مع تزايد احتمالات 3 تخفيضات بالفائدة هذه السنة على الأقل، رغم أن الفيدرالي أشار لاحتمال خفضها مرّتان فقط.
وتعتقد الأسواق أن انزلاق أسواق الأسهم والتدهور الاقتصادي المحتمل قد يجبر الفيدرالي على خفض الفائدة.

بيانات الوظائف الشاغرة اليوم والتضخّم يوم غدٍ من الولايات المتحدّة

في ظل حقيقة أن مخاوف الركود الاقتصادي تعصف بالأسواق المالية العالمية، تترقّب الأسواق مزيداً من الدلائل حيال وضع الاقتصاد.
وصدرت الجمعة الماضي بيانات الوظائف لتظهر ارتفاع معدّل البطالة الأمريكي إلى 4.1% من 4.0%.
وأظهرت بيانات نمو متوسط الأجور انخفاضاً من 0.4% إلى 0.3%.
كما جاءت بيانات الوظائف المستحدثة في القطاعات غير الزراعية أقل من التوقعات.
وأظهرت بيانات وظائف القطاع الخاص الأسبوع الماضي تراجعاً كبيراً من 186 ألف شهر يناير إلى 77 ألف وظيفة لشهر فبراير.
واليوم، ستترقّب الأسواق صدور بيانات مؤشر JOLTS لوظائف القطاع الخاص الأمريكي.
وتتوقّع الأسواق أن يظهر المؤشر ارتفاعاً في الوظائف الشاغرة من 7.6 مليون وظيفة إلى 7.65 مليون وظيفة شاغرة.
ويوم غدٍ الأربعاء، سنكون مع بيانات التضخّم الأمريكي بحسب مؤشر أسعار المستهلكين، المتوقّع أن يظهر تراجعاً طفيفاً بالتضخّم.
وتعتقد الأسواق بأن بيانات التضخّم الأمريكي ستظهر تراجعاً من 3.0% إلى 2.9% في مؤشر أسعار المستهلكين.

كيف ستتأثّر الأسواق المالية بالمستجدات؟

في ظل حقيقة أن مخاوف الركود الاقتصادي تعصف بالأسواق المالية العالمية جراء توقعات الركود، ربما سنشهد حالة من التذبذب الملموس يعم الأسواق المالية مع أي مستجدات تصدر من البيت الأبيض.
فلذلك، أي إشارات عن تزايد التوتّرات التجارية العالمية قد تدفع الأسهم للانخفاض وربما يتراجع الدولار بشكل مؤقت.
لكن الدولار قد يعاود ارتفاعه في حال استمرّت عمليات البيع المكثّف لأن المتداولين عندها قد يقومون بطلبه كملاذ آمن.
وبالنسبة للذهب، فنلاحظ توتّرا كبيراً بتحرّكاته ضمن نطاقات مع تزايد مخاوف اتساع حرب التجارة.
أما صدور تصريحات تخفف من التوتّر حيال مستقبل حرب التجارة، فقد تدفع الأسهم للصعود وربما يرتفع الدولار.
وفي هذه الحالة ربما سنرى الذهب يتراجع على شكل حالة من التذبذب.
أما بالنسبة للبيانات الاقتصادية المنتظرة اليوم، فقد يكون تأثيرها محدوداً بسبب التركيز على التجارة، إلا إذا جاءت نتائجها بعيدة جداً عن التوقعات.
فصدور قراءة أعلى كثيراً من المتوقّع لمؤشر JOLTS قد تدفع الدولار للارتفاع، والعكس قد تدفعه للانخفاض.

ربما يهمّك أيضاً:

المزيد من التفاصيل عن الأسهم والدولار والين الياباني والجنيه
صعود أسعار النفط بعد تكبد خسائر الأسبوع الماضي، وسط تركيز الأسواق على ضعف التضخم في الصين ومخاوف الرسوم الجمركية
استقرار أسعار الذهب في ظل المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية، بينما يواصل المستثمرون تقييم التوقعات بشأن أسعار الفائدة الفيدرالية