مستجدات اقتصادية وجيوسياسيّة تعصف بالأسواق الماليّة
مستجدات اقتصادية وجيوسياسيّة عصفت في الأسواق المالية على مدى تداولات هذا الأسبوع، بين بيانات التضخّم الأمريكي وضربات غربية على الحوثي.
وأعلن الرئيس الأميركي نجاح ضربات على أهداف يستخدمها الحوثيون في اليمن “لتعريض حرية الملاحة للخطر” في البحر الأحمر.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن الضربات نفذتها القوات الأميركية بالتعاون مع بريطانيا وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا.
من ناحيته، أكد قيادي في جماعة الحوثي “علي القحوم”، أن القوات الحوثية ردت بقوة على البوارج الأميركية والبريطانية المتواجدة في البحر الأحمر وقصفت مدنا يمنية، بحسب ما نقلت عنه وكالة سكاي نيوز.
وتسبب تصاعد التوتّرات الجيوسياسية حول البحر الأحمر في حالة من القلق سادت الأسواق المالية.
وأغلق مؤشر ستاندرد آند بورز لكبرى الأسهم الأمريكية تداولاته الآنية على انخفاض نسبته 0.07%.
كما قلّص كل من مؤشر داوجونز وناسداك من مكاسبها، وأغلق داوجونز بارتفاع طفيف نسبته 0.04%، وأغلق ناسداك بحيادية.
واليوم، نلاحظ انخفاضاً في تداول عقود مؤشرات الأسهم الأمريكية، وتبايناً في أداء مؤشرات الأسهم الآسيوية.
من ناحية التضخّم الأمريكي، أثبتت بيانات اقتصادية صدرت أمس أن التضخّم الأمريكي بحسب مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع.
وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدّة أكثر مما توقّعت الأسواق إلى 3.4%، من السابق 3.1%.
هذا وانخفض معدّل التضخّم الأساسي أقل مما توقّعت الأسواق، من 4.0% إلى 3.9%، فيما كانت التوقعات تشير لاحتمال انخفاض إلى 3.8%.
وبعد بيانات التضخّم، شهدنا الأسواق وقد قللت احتمالات خفض الفائدة الفيدرالية شهر مارس/آذار المقبل.
لكن جاءت التوتّرات الجيوسياسية في البحر الأحمر لتعيد توقعات خفض الفائدة شهر مارس، إذ أن التوتّرات الجيوسياسية ربما ستسبب مزيداً من الضغط على الاقتصاد العالمي، ومنه الاقتصاد الأمريكي.
وبحسب مجموعة CME، ارتفع احتمال خفض الفائدة شهر مارس 2024 إلى 69.5%، مقارنة باحتمال 67.4% ليوم الأربعاء.
لكن في المقابل، نرى بأن الأسواق ما زالت ترجّح أن تكون الفوائد الفيدرالية قد انخفضت شهر مايو/أيار، بنسبة تزيد عن 98%.
مصدر توقعات الفوائد الفيدرالية عبر الرابط(هنـــا).
تعليقات من أعضاء بنوك مركزية بعد مستجدات اقتصادية وجيوسياسيّة عديدة
ذكرت وكالة بلومبرج أمس الخميس أن إيران استولت على ناقلة نفط قبالة سواحل عمان ردًا على نزاع متعلق بالعقوبات العام الماضي عندما استولت الولايات المتحدة على ناقلة إيرانية.
هذا وصدرت تصريحات رسمية أكّدت شن التحالف الذي تقوده أميركا هجمات متعددة على أهداف الحوثيين باليمن.
لكن قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي “كريستين لاجارد”: لوضع في قناتي السويس وبنما لا يزال تحت السيطرة إلى حد ما، ولا ينبغي أن يؤدي إلى تأثير كبير على تضخم أسعار المستهلكين.
لكنها أكّدت بأن ذلك لا يعني أن منطقة اليورو ستشهد انخفاضاً سلساً بالتضخّم، وقد ينخفض إلى 1.9% عام 2025.
هذا وأكّدت لاجارد بأن أسعار الفائدة في منطقة اليورو وصلت إلى ذروتها.
وقالت لاجارد أن المركزي الأوروبي سيبدأ خفض الفائدة عندما تؤكّد البيانات مسار التضخّم الهابط.
وقال عضو البنك المركزي الأوروبي بوريس فوجيتش بأنه من الممكن أن يقوم البنك بالتحرك المبكر نحو خفض أسعار الفائدة.
لكن ربط عضو المركزي الأوروبي ذلك بأن ينخفض معدل التضخم الأوروبي بسرعة وبشكل غير متوقع في الشهور المقبلة.
وبعد صدور بيانات التضخّم الأمريكي، صدرت تصريحات من عضو الفيدرالي الأمريكي بولاية ريتشموند “باركين”.
وقال “باركين” أن التحسّن في التضخّم ما يزال محدوداً، وكّد أنه يريد خفض الفائدة بمجرّد وصول التضخّم للهدف 2.0%.
وعلّق على نتائج التضخّم التي صدرت أمس بحسب مؤشر أسعار المستهلكين بأنها “كانت متوقّعة”.
هذا و قدم عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي بولاية شيكاغو “أوستان جولسبي” بعض التعليقات حول بيانات التضخم أيضاً.
وقال “جولسبي”: كان عام 2023 عاما مميزا من ناحية نجاح الفيدرالي الأمريكي في خفض معدلات التضخم.
وأضاف قائلاً أن التضخم سيكون بحد ذاته هو المحدد الرئيسي لمتى وكم سيخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة.
كما صرّحت عضو الفيدرالي “لوريتا مستر” قائلة: ليست هناك حتى الآن أي أدلة على أن الاحتياطي الفيدرالي قد اقترب من خفض أسعار الفائدة.
من هنا نلاحظ أن مستجدات اقتصادية وجيوسياسيّة حصلت أمس وهذا اليوم أثّرت بشكل ملموس في الأسواق المالية.
بيانات النمو البريطانية تصدر بأفضل من التوقعات
ضمن مستجدات اقتصادية وجيوسياسيّة عديدة تحصل في الأسواق المالية العالمية، صدرت اليوم بيانات اقتصادية بريطانية.
وأظهرت البيانات نموّا فاق التوقعات في الاقتصاد البريطاني نسبته 0.3% شهر نوفمبر الماضي 2023.
هذا وكان الاقتصاد البريطاني قد انكمش بنسبة -0.3% شهر أكتوبر من نفس العام.
أسعار المستهلكين في الصين ما زالت تنخفض
منذ شهر أبريل عام 2023، بقيت معدّلات التضخّم في الصين ضعيفة جداً وشهدت الأسعار انخفاضاً في أكثر من مناسبة.
واليوم، صدرت بيانات التضخّم الصيني لشهر ديسمبر 2023، لتظهر انخفاض الأسعار بنسبة -0.3%.
ويعتبر انخفاض الأسعار في الصين الانخفاض للشهر الثالث على التوالي.
كما أفادت بيانات المنتجين بانخفاض أسعار المنتجين بنسبة -2.7%.
بيانات المستهلكين والمنتجين في الصين تؤكّد ضعفاً ملموساً في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وزادت بيانات الصين من التوتّر في الأسواق المالية.
مستجدات اقتصادية وجيوسياسيّة منتظرة هذا اليوم
تترقّب الأسواق المالية مستجدات اقتصادية وجيوسياسيّة قد تصدر هذا اليوم.
أما عن المستجدات الاقتصادية، فسوف نكون مع بيانات مؤشر أسعار المنتجين، المتوقّع له أن يظهر ارتفاعاً بالتضخّم.
وتتوقّع الأسواق أن تكون أسعار المنتجين قد ارتفعت بنسبة 0.1% الشهر الماضي ديسمبر، بعد توقف ارتفاعها شهر نوفمبر.
هذا وتتوقّع الأسواق ارتفاعاً نسبته 0.2% في القيمة الأساسية لأسعار المنتجين.
وتعتبر أسعار المنتجين من البيانات التي تقدّم للمتداولين دليلاً عن توجّه التضخّم المستقبلي.
أما عن المستجدات الجيوسياسية، فسوف تترقّب الأسواق المالية أي مستجدات بخصوص التوتّر في البحر الأحمر.
مستجدات أسعار النفط
قفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 2٪ باتجاه 74 دولارًا للبرميل اليوم الجمعة.
وكان الأسعار قد واصلت مكاسب الجلسة السابقة.
وأدت الأزمة الجيوسياسية المتفاقمة في الشرق الأوسط إلى زيادة علاوة المخاطرة على أسعار النفط.
كما ذكرت بلومبرج أمس أن إيران استولت على ناقلة نفط قبالة سواحل عمان ردًا على نزاع متعلق بالعقوبات العام الماضي عندما استولت الولايات المتحدة على ناقلة إيرانية.
وشن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هجمات متعددة على أهداف الحوثيين في اليمن حيث واصلت الجماعة المتمردة تعطيل التجارة في البحر الأحمر.
تسير العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط لإنهاء الأسبوع دون تغيير يذكر، بعد أن انخفضت بشكل حاد في وقت سابق.
وجاء الانخفاض بأسعار النفط سابقاً هذا الأسبوع بعد أن خفضت المملكة العربية السعودية أسعار البيع.
لكن، عادت أسعار النفط لتشهد استرداداً لتلك الخسائر بسبب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
ربما يهمّك أيضاً:
ارتفاع أسعار الذهب بفعل الطلب على الملاذ الآمن الناجم عن التوترات في الشرق الأوسط يعوض صدمة معدل التضخم
أسعار النفط ترتفع 2% بعد الضربات الأمريكية والبريطانية في اليمن