موعد خفض الفائدة في البنوك المركزية يحدد توجّهات الأسواق المالية
موعد خفض الفائدة في البنوك المركزية حول العالم هو من يحدد توجّه الأسواق المالية العالمية، مع ترقّب بيانات اقتصادية أمريكية هامّة.
واليوم، صدرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي السويسري لتظهر نموّاً نسبته 0.5% الربع الأوّل، وهو أقوى نمو منذ 2022.
وارتفع الفرنك السويسري مقابل الدولار الأمريكي ليتم تداول الفرنك في نطاق حول 0.9 فرنك للدولار الأمريكي الواحد.
من ناحية أخرى، صدرت بيانات التضخّم في إسبانيا اليوم لتظهر ارتفاعاً في التضخّم من 3.3% إلى 3.6%.
ومن إيطاليا، أظهرت البيانات انخفاضاً لم تتوقّعه الأسواق في البطالة من 7.1% إلى 6.9%.
كما أن بيانات التضخّم في ألمانيا التي صدرت أمس، أظهرت ارتفاعاً بالتضخّم من 2.2% إلى 2.4%.
لذلك، شهدنا اليورو يستقر في نطاق دولار و8 سنتات أمريكية، رغم أن هنالك توقعات في الأسواق أن يتم خفض الفائدة في المركزي الأوروبي الأسبوع المقبل بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.25% من المستوى الحالي 4.50%.
والسبب وراء تماسك اليورو رغم توقعات خفض الفائدة هو أن البيانات الإيجابية دعمت اليورو أمام العملات.
وتأثّرت الأسواق المالية بشكل عام بتوقعات موعد خفض الفائدة الفيدرالية أيضاً.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، تشير التوقعات لتضاؤل احتمالات خفض الفائدة شهر سبتمبر إلى 47%.
بالتالي، أصبحت الأسواق المالية تتوقّع عدم خفض الفائدة في الفيدرالي الأشهر المقبلة.
لكن، تترقّب الأسواق المالية بيانات اقتصادية أمريكية اليوم وغداً، قد يكون لها تأثير على موعد خفض الفائدة الفيدرالية.
للمزيد عن تغيّر توقعات موعد خفض الفائدة في البنوك المركزية عبر الفيديو التالي:
الفيديو عبر صفحة الفيسبوك الرسمية هنا
موعد خفض الفائدة في المركزي الأوروبي
بحسب وكالة رويترز، تكاد الأسواق تجزم أن المركزي الأوروبي الأسبوع المقبل، وتحديداً في السادس من الشهر المقبل يونيو.
وتعتقد الأسواق المالية بأن المركزي الأوروبي سيقوم بخفض الفائدة من 4.50% إلى 4.25%.
وتترقّب الأسواق المالية يوم غدٍ الجمعة صدور بيانات التضخّم لمنطقة اليورو بحسب مؤشر أسعار المستهلكين.
وتعتقد الأسواق المالية بأن التضخّم ربما يكون قد ارتفع من 2.4% إلى 2.5% بحسب مؤشر أسعار المستهلكين.
لكن، لا يبدو أن هذه القراءة بالتوقعات تغيّر احتمالات خفض الفائدة الأسبوع المقبل في المركزي الأوروبي.
من ناحية أخرى، لا نلاحظ حالياً تجاوباً كبيراً في حركة اليورو رغم توقعات خفض الفائدة، ويرجع ذلك للاعتقاد بأن المركزي الأوروبي ربما سيتوقّف عن خفض الفائدة بعد خفضها الأسبوع المقبل إذا أظهرت البيانات الاقتصادية لاحقاً مزيد من الارتفاع في التضخّم والنمو.
البيانات الاقتصادية المنتظرة اليوم
تترقّب الأسواق المالية حالياً صدور التقدير الثاني للنمو الاقتصادي في الولايات المتحدّة الأمريكية للربع الأوّل من هذه السنة.
وتشير توقعات الأسواق أنّه سيتم خفض التقديرات السابقة عند 1.6%، إلى مستويات حول 1.3% أو حتى 1.2%.
من ناحية أخرى، سنكون اليوم مع بيانات مبيعات المنازل المعلّقة، وتتوقّع الأسواق أن تظهر انكماشاً نسبته -1.1%.
فوق ذلك، تعتقد الأسواق المالية أن بيانات طلبات البطالة الأسبوعية ستظهر اليوم ارتفاعاً طفيفاً من 215 إلى 218 ألف
طلب.
وبالانتقال إلى بيانات ميزان التجارة، تترقّب الأسواق اليوم صدور بيانات التجارة المرجّح لها إظهار عجز مقداره 91.9 مليار دولار.
هذه البيانات الاقتصادية قد يكون لها تأثير ملموس على الأسواق المالية فقط في حال كانت نتائجها مغايرة للتوقعات.
فإذا جاءت بيانات النمو ومبيعات المنازل أعلى من التوقعات، وانخفضت طلبات البطالة على غير المتوقّع وجاءت بيانات ميزان التجارة لتظهر عجزاً أقل، هنا ربما سنشهد ارتفاع الدولار، وربما ستضغط البيانات على الذهب والأسهم.
أما إذا حصل العكس، وأظهرت البيانات انخفاض يفوق التوقعات بتقديرات النمو الاقتصادي، وانكماش أكبر في مبيعات المنازل، وعجز أكبر في ميزان التجارة، إلى جانب ارتفاع فوق التوقعات في طلبات البطالة، هنا ربما سينخفض الدولار، وقد نلاحظ ارتفاع الذهب، ومن المحتمل أن تصعد الأسهم.
في الحالة الأولى ربما سيتزايد احتمال عدم خفض الفائدة مما سيدعم الدولار ويضغط على الأسهم والذهب.
لكن في الحالة الثانية قد يعود احتمال خفض الفائدة الفيدرالية، فقد يضغط على الدولار ويستفيد الذهب والأسهم.
إلا أن البيانات إن جاءت متباينة، هنا قد نلاحظ تذبذباً في الأسواق المالية ترقّباً لمزيد من الدلائل يوم غد الجمعة.
التضخّم الأمريكي يوم غدٍ الجمعة وتأثيره على توقعات الفيدرالي
ربما يكون أكثر ما يؤثّر على موعد خفض الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هو معدّلات التضخّم.
قام الاحتياطي الفيدرالي منذ أوائل عام 2022 وحتى عام 2023 برفع الفائدة بشكل كبير، من مستويات صفرية إلى نطاق 5.25%-5.50%.
وسبب رفع الفائدة هو الارتفاع الحاد الذي حصل في معدّلات التضخّم.
حالياً، يراقب الاحتياطي الفيدرالي معدّلات التضخّم، وتم الإشارة مراراً من أعضاء الفيدرالي بأن أسعار الفائدة المرتفعة قد تستمر لفترة أطول مما كان يعتقد سابقاً.
وسبب الإشارة لبقاء الفائدة مرتفعة هو أن معدّلات التضخّم توقّفت عن الانخفاض.
وغداً الجمعة، سنكون مع بيانات التضخّم بحسب مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي Core PCE.
يعتمد الفيدرالي هذا المؤشر لقياس معدّلات التضخّم عندما يتعلّق الأمر بالسياسة النقدية.
لذلك، تغيّر قيمة التضخّم بحسب هذا المؤشر قد يكون له تأثير على توقعات الاحتياطي الفيدرالي.
تتوقّع الأسواق المالية صدور قراءة التضخّم الأساسي عند 2.8%. لكن، صدورها بقيم غير ذلك قد يؤثّر بالأسواق المالية.
لذلك، لا يجب أن نستبعد تذبذباً في الأسواق هذا اليوم ويوم غد لحين صدور بيانات التضخّم الأمريكي.
ربما يهمّك أيضاً:
النفط يصعد للجلسة الرابعة على التوالي ويسجل أعلى مستوى في شهر
استمرار تراجع اسعار المعدن الأصفر بدعم من صعود مؤشر الدولار وسندات الخزانة الأمريكية