يوم ساخن ببياناته الاقتصادية. كيف ستتأثّر أسواق العملات والذهب والأسهم؟
يوم ساخن ببياناته الاقتصادية تترقّبه الأسواق المالية هذا اليوم الأربعاء، في ظل انتظار عدّة بيانات ومستجدات أساسية قد تؤثّر بالأسواق المالية.
وسنكون اليوم مع بيانات التوظيف في القطاعات الخاصة الأمريكية، إلى جانب مؤشّر الوظائف الشاغرة الأمريكية.
كما سنتوقّف مع قرار بنك كندا المركزي الذي سيعلن فيه عن قراره حيال أسعار الفائدة.
وتتوقّع الأسواق أن يثبّت بنك كندا الفائدة، إلا أن بيان الفائدة والمؤتمر الصحفي قد يكون لهما تأثير على الدولار الكندي.
فوق كل ذلك، ربما ستهتم الأسواق المالية كثيراً في شهادة رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أمام مجلس الكونجرس.
هذه الأحداث قد تجعلنا أمام يوم ساخن ببياناته الاقتصادية وقد تتأثّر الأسواق المالية بشكل ملموس.
وقد تؤثّر أيضاً البيانات الاقتصادية الأمريكية وتصريحات رئيس الفيدرالي “جيروم بأول” على توقعات الفوائد الأمريكية.
وتتوقّع الأسواق المالية حالياً تثبيت الفائدة الفيدراليّة في اجتماع الشهر الجاري مارس 2024، كذلك تثبيتها شهر مايو المقبل.
لكن في نفس الوقت، وبحسب إحصائيات مجموعة CME (المصدر)، تتوقّع الأسواق خفضاً بالفوائد الفيدرالية شهر يونيو.
وتبلغ نسبة تأكّد الأسواق الآن خفض الفائدة شهر يونيو المقبل 71%، ونرى بأن النسبة ارتفعت بعد بيانات يوم أمس.
وأظهرت بيانات يوم أمس الثلاثاء تباطؤ فاق توقعات الأسواق في قطاع الخدمات الأمريكي، حيث انخفض مؤشر مديري مشتريات قطاع الخدمات، والصادر من معهد التزويد الصناعي ISM، إلى 52.6 نقاط، بانخفاض من 53.4 نقاط.
ومع التباطؤ الذي بدأت قطاعات الاقتصاد الأمريكي في إظهاره، نرى بأن هنالك تزايداً باحتمالات خفض الفائدة.
لكن، مع ترقّبنا اليوم لبيانات ومستجدات اقتصادية هامة، ربما ستتغيّر احتمالات خفض الفائدة، مما قد يؤثّر بالأسواق.
المزيد من الأسباب التي تجعل الأسواق أمام يوم ساخن ببياناته الاقتصادية
البيانات الاقتصادية والمستجدات الأمريكية وسط يوم ساخن ببياناته الاقتصادية
تترقّب الأسواق اليوم صدور مؤشر ADP لوظائف القطاع الخاص الأمريكي.
وتعتقد الأسواق المالية بأن المؤشر سيظهر ارتفاعاً بالتوظيف في القطاعات الخاصّة الشهر الماضي فبراير.
وتشير توقعات الأسواق لاحتمال أن يكون قد تم توظيف حوالي 149 ألف موظّف جديد شهر فبراير الماضي، بارتفاع من 107 آلاف موظّف شهر يناير 2024.
كما سنترقّب صدور بيانات مؤشر JOLTS لمعدّل دوران العمل والوظائف الشاغرة الأمريكية.
وترى الأسواق أن هنالك احتمال بأن تكون الوظائف الشاغرة انخفضت إلى 8.8 مليون وظيفة شهر فبراير، من 9.03 مليون ليناير.
تعتبر بيانات الوظائف بيانات ذات أهمية للأسواق المالية، إذ أنها قد تكون أحد المتغيّرات التي يراقبها الفيدرالي لتحديد سياساته النقدية.
بالتالي، ظهور البيانات بقيم أسوأ من التوقعات، قد تزيد احتمالات خفض الفائدة شهر يونيو، ما يعني تراجعاً محتملاً بالدولار.
كما قد نلاحظ ارتفاعاً بأسعار الذهب في هذه الحالة، مع تذبذب بالأسهم وربما محاولات للارتفاع أيضاً.
بيانات أفضل من المتوقّع، قد تقلل الحاجة لخفض الفائدة يونيو المقبل، وربما ستبدأ الأسواق بالمراهنة على خفض الفائدة شهر يوليو.
وفي هذه الحالة، ربما سيرتفع الدولار وقد نلاحظ بعض التراجع بالذهب ومن المحتمل لمؤشرات الأسهم أن تتراجع.
أما في حال صدور البيانات بقيم قريبة من التوقعات، عندها قد تدخل الأسواق المالية في مرحلة من التذبذب.
يجب أن نشير للأهمية بأن الأسواق المالية تترقّب شهادة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، والتي قد تغيّر تحرّك الأسواق بغض النظر عن نتائج البيانات الاقتصادية، في حال كان في شهادة الفيدرالي أي تلميحات حيال مستقبل أسعار الفائدة الفيدرالية.
شهادة رئيس الاحتياطي الفيدرالي
يتوجه رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” إلى الكابيتول هيل يوم الأربعاء، للإدلاء بشهادته.
وتحاول الأسواق على الحصول على مزيد من الوضوح حول كيفية خطط البنك المركزي للمضي قدمًا في السياسة النقدية هذا العام.
من الأمور الأساسية كيفية تصرف الاحتياطي الفيدرالي من الآن فصاعدًا حيال وجهة نظره بشأن التضخم وكيف يعبر “باول” عن ذلك.
لذلك، نحن أمام يوم ساخن ببياناته الاقتصادية ومستجداته بالفعل، مع رقابة أي تلميحات من رئيس الفيدرالي.
تجدر الإشارة إلى أن شهادة رئيس الفيدرالي تأتي في وقت حساس للأسواق، بعد اختراق الأسهم والذهب أعلى مستويات التاريخية.
شهدت الأسواق مؤخّراً تقلّباً كبيراً بخصوص موعد أوّل خفض بالفائدة.
وفي ظل شهادة رئيس الفيدرالي اليوم أمام مجلس النواب اليوم، ومجلس الشيوخ يوم الخميس، ستتم محاولة المطالبة بمزيد من الوضوح.
السؤال الآن بالنسبة للسوق هو: متى سيبدأ الاحتياطي الفيدرالي في تطبيق تخفيضات أسعار الفائدة وكم عددها؟
وربما لن يجيب رئيس الفيدرالي عن ذلك بشكل مباشر، لكن ستحاول الأسواق اشتقاق أي تلميحات عن ذلك.
تكمن المعضلة في أن أعضاء الاحتياطي الفيدرالي أبدوا ارتياحاً من انخفاض معدّلات التضخّم، لكن مع الإشارة للحاجة لعدم الاستعجال بخفض الفائدة.
لذلك، نرى الأسواق المالية حالياً في حيرة، دفعت العملات الرئيسية للتداول في نطاقات محدودة أمام الدولار.
في نفس الوقت، شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً حاداً فوق 2100 دولار للأونصة.
كما لامست أسعار مؤشرات الأسهم الأمريكية مستويات قياسية قبل أن تصحح.
ربما سيكون على رئيس الفيدرالي تجميع المعلومات بعناية عندما يتحدث أولاً أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب.
ثم لاحقاً يوم الخميس، أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ.
وذلك حتى لا يتسبب بصدمة في الأسواق المالية.
على ماذا نركّز في شهادة رئيس الاحتياطي؟
تعتقد الأسواق المالية أن الرسالة التي سيقدّمها رئيس الفيدرالي لن تكون في الغالب هي “مهمّة خفض التضخّم انتهت”.
لكن ترى الأسواق أن الرسالة ستتركّز حول تحقيق الفيدرالي الكثير من التقدّم وأن تخفيضات أسعار الفائدة قادمة.
ومن غير المحتمل أن ينحرف رئيس الفيدرالي في حديثه عمّا قدمّه أعضاء الفيدرالي سابقاً بشكل كبير.
إلا أن أي تلميحات مبطّنة قد تغيّر وجهة نظر الأسواق في مستقبل الفائدة.
لذلك، التركيز سيكون عن أي تلميح حيال موعد خفض الفائدة، أو أي إشارة عن توقّع لانخفاض قريب بالتضخّم.
هذه الحالة قد تتسبب بتراجع الدولار على الأرجح، مع احتمالية لصعود الذهب والأسهم.
لكن، إذا تم الإشارة إلى أن مزيداً من العمل مطلوب، وأن الفائدة يجب أن تبقى مرتفعة فترة طويلة، فهذا قد يدعم الدولار.
وهنا ربما سنجد الذهب ومؤشرات الأسهم تتراجع أسعارها.
من ناحية أخرى، إذا التزم رئيس الفيدرالي بنفس نهج الحديث المتوقّع ” تحقيق الفيدرالي الكثير من التقدّم وأن تخفيضات أسعار الفائدة قادمة”، هنا قد نرى تذبذباً بالأسواق المالية.
ربما يهمّك أيضاً:
أسعار النفط تنخفض عالمياً مع تخوف الأسواق من تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني
أسعار المعدن الأصفر تحافظ على مستوياته المرتفعة خلال معاملات أمس الثلاثاء