أستقرار أسعار النفط الخام وسط مخاوف من زيادة المعروض بسبب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين

أستقرار أسعار النفط الخام مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بين واشنطن وبكين

استقرت أسعار النفط يوم الأربعاء، لكنها ظلت تحت ضغط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى تحذير وكالة الطاقة الدولية من فائض وشيك في المعروض

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات صباح اليوم فقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت لشهر ديسمبر بنسبة 0.1% لتصل إلى 62.36 دولارًا للبرميل، وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.1% لتصل إلى 58.74 دولارًا للبرميل

العوامل المؤثرة في السوق

هذا وقد أغلق كلا العقدين عند أدنى مستوياتهما في خمسة أشهر في جلسة التداول السابقة بعد تهديد الولايات المتحدة بفرض المزيد من الرسوم الجمركية على الصين، مما أثار مخاوف من تجدد الحرب التجارية، مما قد يؤثر سلبًا على الطلب على النفط, وأضافت بيانات التضخم الضعيفة من الصين إلى تفاقم مشاكل النفط، وسط مؤشرات على استمرار الضعف الاقتصادي في أكبر مستورد للنفط في العالم

بالإضافة إلى ذلك، ذكرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الصادر يوم الثلاثاء أن سوق النفط العالمي قد يشهد فائضًا في المعروض يصل إلى ٤ ملايين برميل، وهو فائض يفوق توقعاتها السابقة, وأرجعت وكالة الطاقة الدولية ارتفاع إنتاج النفط، وخاصةً في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، وتباطؤ الطلب إلى العوامل الرئيسية وراء هذا الفائض المتوقع. كما خفّضت الوكالة تقديراتها لنمو الطلب على النفط لعامي ٢٠٢٥ و٢٠٢٦

ويتناقض تقرير وكالة الطاقة الدولية بشكل حاد مع تقرير شهري أصدرته أوبك في وقت سابق من هذا الأسبوع، والذي توقع ارتفاع الطلب بنسبة ١٠٠٪ على الأقل أكثر من توقعات وكالة الطاقة الدولية,و زادت أوبك إنتاجها بشكل مطرد هذا العام، حيث قلصت الكارتل تخفيضات الإنتاج التي استمرت عامين لكسب حصة سوقية أكبر

أيضاً فقد تضرر سوق النفط الخام الأسبوع الماضي بعد تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، أكبر مستهلكين للنفط في العالم، بعد أن أعلنت الصين الأسبوع الماضي عن توسع كبير في ضوابط تصدير المعادن النادرة، وتهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 100% وتشديد قيود تصدير البرمجيات اعتبارًا من 1 نوفمبر,و يترقب المتداولون أيضًا بيانات المخزونات الأسبوعية من الولايات المتحدة، حيث من المتوقع ارتفاع مخزونات النفط الخام الأسبوع الماضي، بينما من المرجح انخفاض مخزونات البنزين والمقطرات

علي صعيد متصل فقد أكد الأمين العام لمنظمة أوبك، هيثم الغيص، أن العالم لا يزال بحاجة ماسة إلى تعزيز الاستثمارات في قطاعي النفط والغاز خلال العقود القادمة، مشيرًا إلى أن النفط سيستمر في لعب دور محوري ضمن مزيج الطاقة العالمي حتى عام 2050، رغم التحولات المتسارعة نحو الطاقة المتجددة, وخلال كلمته في أسبوع الطاقة الروسي المنعقد في موسكو، قال الغيص إن منظمة أوبك ترى أن النفط سيُشكل نحو 30% من إجمالي مزيج الطاقة العالمي بحلول منتصف القرن، مؤكدًا أن النمو الاقتصادي والتوسع الحضري والزيادة السكانية جميعها ستدفع باتجاه ارتفاع الطلب على الطاقة