أستقرار نسبي لأسعار النفط الخام مع توقف موجه البيع الحاد بدعم خفض الفائدة الأمريكية

استقرار أسعار النفط الخام

توقفت موجة بيع حادة للنفط الخام اليوم الخميس بعد أن محت توقعات خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لأسعار الفائدة أثر مجموعة من البيانات الاقتصادية الضعيفة من الولايات المتحدة والصين أكبر اقتصادين في العالم

تداولات النفط

وخلال تعاملات صباح اليوم فقد صعدت العقود الآجلة لخام برنت ثلاثة سنتات إلى 76.08 دولار للبرميل، فيما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي خمسة سنتات إلى 71.88 دولار للبرميل عند الساعة 0036 بتوقيت جرينتش. وخسر العقدان أكثر من دولار بما يتجاوز واحدا بالمئة في الجلسة السابقة, ولامس خام غرب تكساس الوسيط أدنى مستوياته منذ أوائل فبراير شباط أمس الأربعاء بعد أن أظهرت إحصاءات معدلة للتوظيف في الولايات المتحدة عددا أقل من الوظائف مقارنة بتقارير سابقة، إلى جانب بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار النفط الخام

1-ضعف الطلب العالمي : هذا و تسلط شركة بايبر ساندلر الضوء على عدة مؤشرات مقلقة، خاصة تلك القادمة من الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم. إذ تكشف البيانات المعدلة لمخزونات الصين من المنتجات النفطية والطلب عليها عن تراجع كبير في الاستهلاك,و في الفترة من مارس إلى يوليو 2024، شهد الطلب على المنتجات النهائية في الصين انخفاضًا بمقدار 500,000 برميل يوميًا على أساس سنوي، دون ظهور أي بوادر على تعافي قريب. يعكس هذا الانخفاض في الطلب تراجعاً مماثلاً في الاقتصادات الرئيسية الأخرى، حيث يستمر الضعف في النشاط الصناعي والطلب على النقل, إلى جانب تراجع الطلب من الصين، كان الطلب العالمي على الديزل ضعيفًا أيضًا. “في الواقع، الطلب على نواتج التقطير المتوسطة لا يُظهر أي قوة. فقد كان النمو العالمي للطلب على الديزل سلبيًا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة المنتهية في يونيو، ومن غير المرجح أن يتحسن في يوليو أو أغسطس

2- زيادة مخزونات النفط الأمريكي : وبالنسبة للعرض يبدو الوضع مقلقًا بنفس القدر. فقد أظهر سوق العقود الآجلة هيكل كونتانجو ثابت، حيث تكون الأسعار المستقبلية للنفط أعلى من الأسعار الحالية، مما يشير إلى توقعات بزيادة العرض, ويشير المحللون لدى بايبر ساندلر إلى أنه على الرغم من المحاولات الأخيرة لإدارة العرض، إلا أن منظمة أوبك وحلفائها يكافحون من أجل استقرار السوق. وتشدد المذكرة على أن أوبك ستحتاج إلى تنفيذ المزيد من تخفيضات الإنتاج مع دخول السوق في الربع الرابع من عام 2024 لمنع حدوث انخفاض كبير في الأسعار,و تؤدي مستويات المخزون المرتفعة إلى خلق ضغط هبوطي إضافي على الأسعار حيث تكافح السوق لاستيعاب فائض المعروض

3- التوترات الجيوسياسيةوسياسيات البنوك المركزية : تساهم بيئة الاقتصاد الكلي الأوسع نطاقًا أيضًا في التوقعات الهبوطية للنفط. فالنمو الاقتصادي العالمي آخذ في التباطؤ، حيث تشير المؤشرات الرئيسية مثل ناتج التصنيع وحجم التجارة إلى تباطؤ, تشير المذكرة إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة في الاقتصادات المتقدمة، لا سيما في الولايات المتحدة، من المرجح أن يحد من الإنفاق الاستهلاكي والإنتاج الصناعي، مما يقلل من الطلب على النفط, وبالإضافة إلى ذلك، فشلت السياسات الاقتصادية الصينية في تحفيز النمو اللازم لدعم ارتفاع أسعار النفط. ويذكر المحللون أنه على الرغم من بعض التعديلات في السياسات، لم تكن الإجراءات التي اتخذتها بكين كافية لتعزيز النشاط الاقتصادي إلى مستويات من شأنها أن تؤثر بشكل كبير على الطلب العالمي على النفط