أسعار الخام تهبط بفعل بيانات الطلب في أمريكا رغم القلق من تصاعد المخاطر الجيوسياسية

هبوط أسعار الخام بدعم من ضعف الطلب الأمريكي

انخفضت أسعار النفط يوم الخميس على خلفية مؤشرات على ضعف الطلب الأمريكي، متخليةً عن بعض المكاسب القوية التي تحققت في وقت سابق من هذا الأسبوع نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية في روسيا والشرق الأوسط.

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات صباح الخميس فقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت لشهر نوفمبر بنسبة 0.3% لتصل إلى 67.26 دولارًا للبرميل، وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.5% لتصل إلى 63.38 دولارًا للبرميل

العوامل المؤثرة في السوق

هذا وقد تراجعت أسعار النفط الخام يوم الخميس تحت وطأة إشارات ضعف الطلب الأمريكي على الوقود في أعقاب موسم السفر الصيفي، إلى جانب بيانات أظهرت ارتفاعًا غير متوقع في المخزونات, فقد كشفت بيانات رسمية أن مخزونات النفط الأمريكية ارتفعت بمقدار 3.93 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 5 سبتمبر، في حين كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنحو 1.9 مليون برميل. كما صعدت مخزونات البنزين ونواتج التقطير بشكل ملحوظ، وهو ما يعكس تباطؤ استهلاك الوقود في أكبر سوق عالمي للطاقة بعد فترة صيفية نشطة

وزاد من الضغوط تقرير وكالة الطاقة الدولية الذي توقع أن يسجل إنتاج النفط العالمي نموًا أكبر من التقديرات السابقة، رغم التحديات المحتملة المرتبطة بالعقوبات المفروضة على روسيا وإيران. فقد رفعت الوكالة تقديراتها لنمو الإمدادات في عام 2025 إلى 2.7 مليون برميل يوميًا، مقارنة بتوقع سابق بلغ 2.5 مليون برميل، على أن يضاف 2.1 مليون برميل يوميًا أخرى في 2026. غير أن التقرير أشار إلى تضارب في اتجاهات السوق مع استمرار المخاطر الجيوسياسية وتقييم الأسواق لاستراتيجيات تحالف أوبك بلس

وكان تحالف أوبك+ قد أعلن مطلع الأسبوع عن زيادة متواضعة في الإنتاج بمقدار 137 ألف برميل يوميًا لشهر أكتوبر، وهو مستوى أدنى بكثير من الزيادات السابقة البالغة 555 ألف برميل و411 ألف برميل يوميًا في الأشهر الماضية

في المقابل، تلقت أسعار النفط دعمًا في وقت سابق من الأسبوع من تصاعد المخاطر الجيوسياسية، سواء بسبب العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا وما تبعها من إسقاط بولندا لطائرات مسيرة روسية داخل أجوائها، أو نتيجة الضربات الإسرائيلية على أهداف تابعة لحركة حماس في الدوحة، في خطوة مثيرة للتوتر قد تُعقد محادثات السلام وتُبقي المنطقة في حالة اضطراب, كما ارتفعت احتمالات فرض قيود إضافية على الصادرات الروسية، خصوصًا مع توجهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية جديدة على الهند والصين، وهما من أكبر مشتري الخام الروسي

وعلى صعيد آخر، ساعد ضعف الدولار الأمريكي، عقب بيانات أضعف من المتوقع لمؤشر أسعار المنتجين، على الحد من خسائر النفط. فيما يترقب المستثمرون عن كثب صدور بيانات التضخم الرئيسية لمؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة لاحقًا اليوم، والتي ستحدد اتجاهات الأسواق للفترة المقبلة