أسعار الذهب تتراجع بأكثر من 1% مع تعافي الدولار وترقب المستثمرين لبيانات سوق العمل الأمريكي

الذهب يتراجع مع صعود الدولار وترقب الأسواق لتوجهات الفيدرالي

تراجعت أسعار الذهب بأكثر من 1% خلال تعاملات أمس الثلاثاء، متأثرة بصعود الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، مع ترقب المستثمرين صدور بيانات اقتصادية أمريكية قد تعطي إشارات أوضح حول مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال ما تبقى من العام

تداولات الذهب

وخلال تداولات أمس الثلاثاء فقد انخفض الذهب الفوري بنسبة 1.5% ليسجل 3,940.75 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 2:15 مساءً بتوقيت الساحل الشرقي (7:15 مساءً بتوقيت غرينتش)، بينما تراجعت العقود الآجلة للمعدن تسليم ديسمبر بنسبة 1.3% لتستقر عند 3,960.50 دولارًا للأونصة. وجاء هذا التراجع بعد أن دفع صعود الدولار الأمريكي المعدن النفيس للانخفاض، إذ يجعل ارتفاع العملة الأمريكية الذهب أكثر تكلفة للمستثمرين من حائزي العملات الأخرى

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

هذا ويبدو أن قوة الدولار شكلت ضغطًا مباشرًا على السوق، مضيفًا أن جزءًا من هذا التراجع يعكس انخفاض رهانات المستثمرين على خفض الفائدة في ديسمبر , وكان الفيدرالي الأمريكي قد خفّض أسعار الفائدة الأسبوع الماضي للمرة الثانية هذا العام، إلا أن تصريحات رئيسه جيروم باول أوضحت أن مزيدًا من التخفيضات خلال العام ليس مضمونًا. ووفقًا لأداة فيدوتش تراجعت احتمالات خفض الفائدة في اجتماع ديسمبر إلى 71%، مقارنةً بأكثر من 90% قبل أسبوع، ما أدى إلى إعادة تقييم توقعات المستثمرين ودفع الدولار إلى الارتفاع

وعادة ما يزدهر الذهب في بيئة الفائدة المنخفضة نظرًا لكونه أصلًا لا يدر عائدًا، بينما يفقد بعض جاذبيته في أوقات ارتفاع العوائد أو قوة الدولار

مع استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية وتأخر صدور البيانات الرسمية، يتجه تركيز الأسواق نحو مؤشرات القطاع الخاص، وأبرزها تقرير التوظيف الوطني الصادر عن مؤسسة اي بي دي المقرر نشره يوم الأربعاء، والذي يُنتظر أن يقدّم إشارات مهمة حول قوة سوق العمل الأمريكية , في المقابل، أظهرت تصريحات متباينة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي اختلافًا في الرؤى حول التعامل مع نقص البيانات الاقتصادية الناتج عن الإغلاق الحكومي، ما يزيد من حالة الغموض في الأسواق

ورغم التراجع الأخير، لا يزال الذهب مرتفعًا بنحو 53% منذ بداية العام، مدعومًا بتدفقات قوية نحو الملاذات الآمنة، لكنه فقد أكثر من 9% من قيمته منذ أن لامس أعلى مستوى تاريخي له في 20 أكتوبر , كما أن الانخفاض الحالي يُعد تصحيحًا طبيعيًا بعد موجة الصعود الحادة التي شهدها الذهب، موضحة أن “المعدن لا يزال يعكس مخاوف الأسواق بشأن استقلالية الفيدرالي واحتمالات الركود التضخمي، إضافة إلى استمرار المخاطر الجيوسياسية العالمية

وبينما يستمر تذبذب الأسعار في ظل غياب بيانات اقتصادية حاسمة، يرجح محللون أن تبقى حركة الذهب محدودة النطاق حتى تتضح رؤية الأسواق بشأن قرارات الفيدرالي المقبلة