أسعار الذهب ترتفع مع لجوء المستثمرين للملاذات الآمنة وسط مخاوف الإغلاق الحكومي

صعود اسعار المعدن الاصفر بتعاملات نهاية الاسبوع

ارتفعت أسعار الذهب خلال تعاملات الجمعة، مدعومة بتزايد التوقعات حيال إمكانية إقدام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على مزيد من خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، إلى جانب تصاعد القلق من تداعيات الإغلاق الحكومي المستمر في الولايات المتحدة على النشاط الاقتصادي. هذا المزيج من العوامل عزز توجه المستثمرين نحو المعدن النفيس كملاذ آمن وسط تصاعد حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية

تداولات الذهب

وخلال تداولات صباح اليوم فقد شهدت الأسعار الفورية للذهب ارتفاعًا بنسبة 0.6% لتصل إلى نحو 3,999.89 دولارًا للأونصة، في حين صعدت العقود الآجلة لتسليم ديسمبر بنسبة 0.4% لتسجل حوالي 4,008.20 دولارات للأونصة. وبذلك يواصل الذهب تداولاته قرب مستوى 4,000 دولار، وهو من أعلى المستويات المسجلة منذ مطلع العام، وسط توقعات باستمرار الاتجاه الصاعد في ظل المعطيات الاقتصادية الراهنة

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

هذا وقد جاء ارتفاع الذهب مدفوعًا بتنامي الرهانات على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيواصل نهجه التيسيري بعد أن أظهرت بيانات التوظيف الأخيرة ضعفًا في سوق العمل. فقد فقد الاقتصاد الأمريكي وظائف خلال أكتوبر نتيجة لتراجع التوظيف في بعض القطاعات الحكومية وتجارة التجزئة، إلى جانب تأثيرات خفض التكاليف والاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي، مما زاد التوقعات باتجاه الفيدرالي إلى خفض إضافي للفائدة لدعم النشاط الاقتصادي

ووفقًا لأداة “فيد ووتش حيث ارتفعت احتمالات خفض الفائدة في اجتماع ديسمبر إلى نحو 67% مقابل 60% قبل صدور بيانات التوظيف. ورغم تأكيد رئيس الفيدرالي جيروم باول الأسبوع الماضي أن الخفض الأخير للفائدة قد يكون الأخير هذا العام، فإنه لم يستبعد إمكانية اتخاذ مزيد من الإجراءات التيسيرية إذا تطلبت الظروف الاقتصادية ذلك

في الوقت نفسه، ساهم استمرار الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة في دعم الطلب على الذهب، مع تعطّل صدور البيانات الاقتصادية الرسمية نتيجة الجمود السياسي في الكونغرس، ما دفع المستثمرين إلى الاعتماد على مؤشرات القطاع الخاص في تقييم الأداء الاقتصادي. هذه الضبابية المتزايدة عززت الإقبال على الأصول الآمنة، وعلى رأسها المعدن الأصفر , كما يواصل الطلب القوي من البنوك المركزية دعم الاتجاه الصاعد لأسعار الذهب، في ظل سعي العديد منها لتنويع احتياطاتها وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، وهو ما يشكل عاملاً داعمًا إضافيًا للمعدن النفيس

وبصورة عامة، يظل الذهب المستفيد الأكبر من مزيج من العوامل العالمية، تشمل ضعف أداء الاقتصاد الأمريكي، وتراجع الدولار، وتزايد المخاطر السياسية، ما يجعله الملاذ الأكثر جاذبية للمستثمرين في ظل أجواء الغموض الاقتصادي الحالية