أسعار الذهب تشهد استقرارًا نسبيًا بعد مكاسب قياسية، مع ترقب المستثمرين للمحادثات التجارية بين واشنطن وبكين

أستقرار أسعار المعدن الأصفر بتعاملات بداية الأسبوع

استقرت أسعار الذهب في تعاملات الاثنين بعد موجة صعود تاريخية الأسبوع الماضي، دفعتها إلى مستويات قياسية جديدة، وسط استمرار دعم توقعات خفض الفائدة الأمريكية وتزايد الإقبال على الأصول الآمنة في ظل الإغلاق الحكومي المستمر في الولايات المتحدة

تداولات الذهب

وخلال تداولات صباح الأثنين فقد سجل الذهب الفوري ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% ليصل إلى 4,254.59 دولارًا للأونصة، بينما صعدت العقود الأمريكية الآجلة لتسليم ديسمبر بنسبة 1.3% إلى 4,268.40 دولارًا للأونصة. وكان المعدن النفيس قد بلغ يوم الجمعة ذروته التاريخية عند 4,378.69 دولارًا قبل أن يتراجع بأكثر من 1.8% متأثرًا بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية على الصين

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

هذا ويراقب المستثمرون عن كثب المحادثات التجارية المرتقبة بين واشنطن وبكين، والتي يُتوقع أن تلعب دورًا محوريًا في تحديد اتجاه الأسواق خلال الأيام المقبلة

ويواصل الذهب الاستفادة من حالة الغموض السياسي والاقتصادي الناتجة عن الإغلاق الحكومي الأمريكي، الذي تسبب في تأجيل صدور عدد من البيانات الاقتصادية الحيوية، أبرزها تقرير التضخم المنتظر يوم الجمعة المقبل, ويتوقع محللون أن يُظهر التقرير استقرار معدل التضخم الأساسي عند 3.1% في سبتمبر، ما يعزز التكهنات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيتجه نحو خفض إضافي للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه أواخر أكتوبر

كما تأتي تحركات الذهب أيضًا في سياق توترات تجارية متجددة بين الولايات المتحدة والصين، عقب تهديد واشنطن بفرض رسوم مرتفعة على الواردات الصينية ردًا على القيود الصينية على صادرات المعادن النادرة, وأكد الرئيس الأمريكي أن فرض رسوم بنسبة 100% على السلع الصينية “لن يكون مستدامًا”، مشيرًا إلى عزمه لقاء نظيره الصيني شي جين بينغ خلال أسبوعين لمناقشة القضايا العالقة

وفي المقابل، أظهرت البيانات تباطؤ النمو في الاقتصاد الصيني إلى أضعف وتيرة له منذ عام خلال الربع الثالث، ما أثار القلق بشأن تباطؤ الطلب العالمي على السلع، لكنه في الوقت ذاته عزز الطلب على الذهب كملاذ آمن

ورغم بعض التذبذب في نهاية الأسبوع الماضي، يرى المحللون أن الاتجاه العام للذهب لا يزال صعوديًا، مع بقاء مستويات الدعم الفنية قوية فوق حاجز 4,000 دولار للأونصة. ويُرجح أن يحافظ المعدن الأصفر على تداولاته ضمن نطاق مرتفع خلال الأسبوع الجاري، مدعومًا بتراجع الدولار وتزايد الرهانات على سياسة نقدية أكثر تيسيرًا من جانب الفيدرالي الأمريكي, ويؤكد خبراء الأسواق أن أي تقدم في المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين قد يحد مؤقتًا من مكاسب الذهب، لكن التوجه العام يبقى إيجابيًا في ظل استمرار الضبابية الاقتصادية وتصاعد المخاطر الجيوسياسية، ما يجعل المعدن النفيس أحد أبرز الأصول الجاذبة في بيئة عالمية تتسم بالتقلب