أسعار النفط تتماسك بعد الخسائر الناتجة عن أنباء اتفاق السلام في أوكرانيا

أستقرار أسعار الخام مع ترقب الأسواق لمحادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا

استقرت تحركات أسعار النفط الخام على تراجع محدود خلال تداولات يوم الأربعاء، في ظل استمرار الضغوط المرتبطة بمحادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، مقابل دعم نسبي من تزايد التفاؤل حيال آفاق الطلب الصيني على الخام. وجاء هذا الأداء المتوازن نتيجة تفاعل الأسواق مع عاملين متعارضين؛ الأول يتمثل في احتمالات زيادة المعروض حال التوصل إلى تسوية سياسية للحرب، والثاني يرتبط بتوقعات تحسن الطلب من أكبر مستورد للنفط في العالم

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات صباح الأربعاء فقد استقرت عقود نفط برنت الآجلة تسليم شهر فبراير عند مستوى إغلاق الجلسة السابقة البالغ 61.80 دولار للبرميل، في حين سجلت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تراجعاً لتتداول قرب مستوى 57.92 دولار للبرميل، مع انخفاض محدود بنحو 0.33%، في إشارة إلى حالة من الحذر تسود الأسواق بانتظار محفزات أوضح من جانبي العرض والطلب

العوامل المؤثرة في السوق

وعلى صعيد العوامل الجيوسياسية، ما تزال محادثات وقف إطلاق النار مستمرة وسط إشارات إيجابية من الأطراف المعنية، حيث أبدت أوكرانيا ترحيبها بمسار السلام، بينما أكد الكرملين استعداده لمواصلة الحوار مع الولايات المتحدة. ويعزز هذا المسار المخاوف في الأسواق من أن التوصل إلى اتفاق نهائي قد يقود إلى تخفيف أو رفع العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة الروسي، الأمر الذي قد يسمح بعودة كميات إضافية من النفط الروسي إلى الأسواق العالمية دون قيود، وهو ما يشكل ضغطاً هيكلياً على الأسعار من ناحية المعروض

و في المقابل، تلقت أسعار النفط دعماً من تحسن التوقعات المتعلقة بالطلب الصيني، بعد إعلان بكين عن حزمة سياسات تهدف إلى تنشيط النشاط الاقتصادي عبر تعزيز الاستهلاك المحلي. وأشارت الخطط الصينية إلى نية رفع مساهمة الاستهلاك في النمو الاقتصادي بشكل تدريجي حتى عام 2030، إلى جانب التوسع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي ضمن قطاعات السلع الاستهلاكية، وهو ما عزز رهانات الأسواق على تحسن الطلب الصناعي والاستهلاكي على الطاقة خلال الفترات المقبلة

وفي الوقت نفسه، تترقب الأسواق صدور التقرير الأسبوعي لمخزونات النفط الأمريكية، وسط توقعات بانخفاض المخزونات بنحو 1.3 مليون برميل. وتعد هذه البيانات ذات أهمية خاصة بالنظر إلى كون الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط عالمياً، حيث يمكن لأي مفاجآت في الأرقام أن تؤثر بشكل فوري على اتجاهات الأسعار في المدى القصير

وقد أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي انخفاض مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 1.9 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 21 نوفمبر، متجاوزةً التوقعات بانخفاض قدره 2.4 مليون برميل. وقد عزز هذا الانخفاض، الذي جاء أضعف من المتوقع، المخاوف بشأن تباطؤ الطلب مع اقتراب نهاية العام، مما حدّ من دعم العقود الآجلة للنفط الخام , و ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج زيت الوقود المقطرة بمقدار 500 ألف برميل و800 ألف برميل على التوالي، مما يشير إلى ضعف الاستهلاك مع اقتراب موسم السفر خلال العطلات,و ينتظر المستثمرون الآن البيانات الرسمية لمخزونات الحكومة الأمريكية في وقت لاحق من يوم الأربعاء، بالإضافة إلى المزيد من البيانات الاقتصادية التي قد تُعزز قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في ديسمبر