أسعار النفط تصعد إلى أعلى مستوى لها خلال أسبوعين وتحقق مكاسب على أساس أسبوعي.

أرتفاع قوي لأسعار النفط الخام بنهاية تداولات الجمعة الماضية

سجلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا خلال تداولات يوم الجمعة، لتصعد بنحو 1% وتلامس أعلى مستوياتها في أسبوعين، مدعومة بتنامي رهانات الأسواق على إقدام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل، وهو ما يعزز آفاق النمو الاقتصادي ويرفع توقعات الطلب على الطاقة. كما أسهمت المخاطر الجيوسياسية في دعم الأسعار، في ظل القلق من اضطرابات محتملة في الإمدادات القادمة من روسيا وفنزويلا

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات الجمعة الماضية فقد ارتفعت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 49 سنتًا، أو ما يعادل 0.8%، لتغلق عند 63.75 دولارًا للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 41 سنتًا، أو 0.7%، ليستقر عند 60.08 دولارًا للبرميل. وسجل الخامان أعلى إغلاق لهما منذ 18 نوفمبر,و على أساس أسبوعي، حقق خام برنت مكاسب تقارب 1%، في حين ارتفع الخام الأميركي بنحو 3%، ليسجل كلاهما ثاني أسبوع متتالٍ من الارتفا

العوامل المؤثرة في السوق

وخلال الأسبوع، ركز المستثمرون على بيانات التضخم الأميركية وأعادوا تقييم توقعاتهم بشأن مسار السياسة النقدية، تمهيدًا لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي يومي 9 و10 ديسمبر. وأظهرت بيانات إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة زيادة معتدلة خلال سبتمبر، عقب ثلاثة أشهر من المكاسب القوية، في إشارة إلى تباطؤ الزخم الاقتصادي بنهاية الربع الثالث، على خلفية ضعف سوق العمل وارتفاع تكاليف المعيشة

وتشير أداة “فيد ووتش لى احتمال يبلغ نحو 87% لخفض الفائدة الأميركية بمقدار 25 نقطة أساس خلال الاجتماع المقبل

وفي السياق ذاته، أجرى مسؤولون كبار من الولايات المتحدة والصين اتصالات لمناقشة الملفات التجارية، بما في ذلك الجهود المستمرة لتنفيذ الاتفاقات الرامية إلى إنهاء الحرب التجارية بين البلدين. كما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن عزمه عقد لقاءات مع قادة المكسيك وكندا لمناقشة قضايا التجارة، على هامش الاستعدادات المرتبطة بكأس العالم 2026. ويرى المستثمرون أن أي تهدئة محتملة في التوترات التجارية قد تدعم النمو الاقتصادي العالمي وتنعكس إيجابًا على الطلب على الطاقة

وفي الوقت نفسه، تواصلت متابعة الأسواق للأخبار الواردة من روسيا وفنزويلا، لتقييم اتجاهات الإمدادات المستقبلية من هذين العضوين في تحالف أوبك+. وأسهم تعثر المحادثات الأميركية في موسكو بشأن الحرب في أوكرانيا في دعم الأسعار خلال الأسبوع , كما إن غياب التقدم في محادثات السلام الأوكرانية يوفر أرضية داعمة للأسعار، إلا أن الإنتاج القوي من دول أوبك يمثل عامل ضغط معاكس، ما يجعل التداولات تتسم بالهدوء النسبي نتيجة توازن هذه العوامل المتعارضة

وتجري دول مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي محادثات لاستبدال سقف السعر المفروض على صادرات النفط الروسية بحظر كامل على الخدمات البحرية، في خطوة تهدف إلى تقليص الإيرادات النفطية التي تموّل العمليات العسكرية الروسية، وفقًا لمصادر مطلعة

وفي سياق متصل، طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى الهند عرضًا لتأمين إمدادات وقود دون انقطاع، في إطار مساعٍ لتعزيز التعاون التجاري والدفاعي، فيما واصلت شركات التكرير الهندية تقديم طلبات على شحنات من النفط الروسي لشهر يناير من موردين غير خاضعين للعقوبات، مستفيدة من الخصومات المتزايدة