إنخفاض أسعار النفط الخام مع أستمرار التوترات الجيوسياسية ومخاوف زيادة المعروض ونقص الطلب العالمي

هبوط مستمر لأسعار النفط الخام بدعم من نصاعد المخاوف من ضعف الطلب وزيادة المعروض

تشهد أسعار النفط العالمية تراجعًا ملحوظًا هذا الأسبوع، مع استمرار حالة عدم اليقين التي تسيطر على أسواق الطاقة، في ظل تطورات جيوسياسية بارزة تتعلق بقرب عقد قمة مرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، إلى جانب تصاعد المخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي وتزايد المعروض

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات صباح الجمعة فقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 16 سنتًا أو ما يعادل 0.26% لتسجل 60.90 دولارًا للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 15 سنتًا ليستقر عند 57.31 دولارًا للبرميل

العوامل المؤثرة في السوق

ويأتي هذا الانخفاض بعد جلسة سابقة شهدت هبوطًا بأكثر من 1.3% في كلا الخامين، ليواصلا بذلك خسائرهما للجلسة الثالثة على التوالي ويهبطا إلى أدنى مستوياتهما منذ أوائل مايو، مع تصاعد المخاوف من تباطؤ الطلب وارتفاع المعروض العالمي, ويبدو أن الخام يتجه لتسجيل خسائر أسبوعية تقارب 3%، وسط ضعف المعنويات وتزايد الضغوط البيعية في السوق

و تعكس الضغوط الأخيرة مزيجًا من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية، أبرزها التطورات في العلاقات بين واشنطن وموسكو. فقد أعلن الرئيسان ترامب وبوتين عن اتفاق لعقد قمة مرتقبة في العاصمة المجرية بودابست خلال الأسبوعين المقبلين لمناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا, هذه الخطوة، التي جاءت مفاجئة للأسواق، ساهمت في تهدئة المخاوف من اضطرابات إضافية في الإمدادات، ما أدى إلى تراجع الدعم السعري للنفط

إلى جانب ذلك، زادت البيانات الأمريكية من الضغوط على السوق بعد أن أظهرت إدارة معلومات الطاقة ارتفاعًا أكبر من المتوقع في المخزونات النفطية بمقدار 3.5 ملايين برميل إلى 423.8 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، مقارنة بتوقعات بزيادة طفيفة لا تتجاوز 288 ألف برميل. وجاءت هذه الزيادة نتيجة انخفاض معدلات تشغيل المصافي مع دخولها موسم الصيانة الخريفية, كما ارتفع الإنتاج الأمريكي إلى مستوى قياسي جديد بلغ 13.64 مليون برميل يوميًا، ما يعزز التوقعات بفائض في الإمدادات خلال الأشهر المقبلة,و في الوقت نفسه، أشار تقرير الوكالة الدولية للطاقة إلى احتمال اتساع الفائض في المعروض العالمي بحلول عام 2026، مدفوعًا بزيادة الإنتاج من الولايات المتحدة والبرازيل ودول أوبك+، وهو ما أضعف الآمال بانتعاش سريع للأسعار رغم استمرار التوترات الجيوسياسيةو يرى المحللون أن مسار أسعار النفط في الأسابيع المقبلة سيتوقف بدرجة كبيرة على نتائج القمة المرتقبة بين ترامب وبوتين، واحتمالات التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في أوكرانيا، إضافة إلى مؤشرات الطلب القادمة من الصين والهند، وتطورات الاقتصاد الأمريكي, وفي ظل استمرار ارتفاع الإنتاج والمخزونات، يبدو أن السوق دخلت مرحلة من التوازن الدقيق، حيث تحد المخاوف الجيوسياسية من الهبوط الحاد، في حين تضغط وفرة الإمدادات وضعف النمو الاقتصادي على فرص الصعود

و بناءً على ذلك، يُرجّح أن تظل أسعار النفط ضمن نطاق محدود في المدى القريب، إلى أن تتضح الصورة بشأن التطورات السياسية والاقتصادية خلال الربع الأخير من عام