ارتفاع أسعار الذهب مع تنامي التوقعات بتيسير السياسة النقدية عالميًا

صعود أسعار الذهب بتداولات صباح الأربعاء مدفوعاً بزيادة الطلب

سجلت أسعار الذهب في السوق الأوروبية ارتفاعًا خلال تعاملات يوم الأربعاء، مستأنفة مسارها الصعودي بعد توقف مؤقت في جلسة الأمس، لتتحرك مجددًا باتجاه أعلى مستوياتها في نحو شهرين. وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بزيادة الطلب على المعدن النفيس كخيار استثماري بديل، في ظل توالي صدور بيانات تضخم ضعيفة من عدد من الاقتصادات الكبرى، ما عزز توقعات استمرار البنوك المركزية العالمية في دورة خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة

تداولات الذهب

وخلال تداولات صباح الأربعاء فقد ارتفعت أسعار الذهب اليوم بنحو 0.95% لتصل إلى 4,342.54 دولارًا للأونصة، مقارنة بمستوى الافتتاح عند 4,302.57 دولارًا، بعدما لامست أدنى مستوى لها خلال الجلسة عند 4,301.63 دولارًا, وكانت الأسعار قد أنهت تعاملات يوم الثلاثاء على انخفاض طفيف بنسبة 0.1%، مسجلة أول خسارة لها في ست جلسات، وذلك في إطار عمليات تصحيح وجني أرباح من أعلى مستوى في شهرين عند 4,353.59 دولارًا للأونصة

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

في المقابل، حدّ من وتيرة مكاسب الذهب تعافي الدولار الأمريكي على المدى اللحظي من أدنى مستوياته في شهرين ونصف، بالتزامن مع ترقب الأسواق لصدور بيانات التضخم الرئيسية في الولايات المتحدة غدًا الخميس، والتي قد تعيد رسم ملامح توقعات السياسة النقدية الأمريكية

هذا وتواصل بيانات التضخم الضعيفة الظهور في الاقتصادات الكبرى، حيث جاء معدل التضخم في كندا دون توقعات السوق، فيما تراجع التضخم البريطاني إلى أدنى مستوياته في ثمانية أشهر. وتعكس هذه البيانات استمرار تراجع الضغوط التضخمية على البنوك المركزية العالمية، ما يعزز من احتمالات المضي قدمًا في خفض أسعار الفائدة خلال عام 2026

وفي هذا السياق، تتجه الأنظار إلى بنك إنجلترا، الذي من المنتظر أن يخفض أسعار الفائدة البريطانية غدًا الخميس بنحو 25 نقطة أساس إلى نطاق 3.75%، وهو أدنى مستوى منذ ديسمبر 2022، في رابع خطوة للتيسير النقدي هذا العام

كماسجل مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعًا بنحو 0.45% خلال تعاملات الأربعاء، في إطار تعافٍ فني من أدنى مستوى في شهرين ونصف، متجهًا لتحقيق أول مكسب له خلال ثلاث جلسات، في ظل انتعاش واسع للعملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية, ا التعافي، إلى جانب عمليات الشراء من المستويات المنخفضة، مدفوعًا بتراجع الضغوط التضخمية على البنوك المركزية الكبرى عالميًا، إضافة إلى ارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة، وهو ما يدعم التوقعات باتجاه الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة خلال عام 2026