ارتفاع النفط بعد تراجع حاد وسط تركيز الأسواق على محادثات السلام في أوكرانيا

تعافي أسعار الخام قليلاً خلال معاملات بداية الأسبوع

ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف يوم الاثنين، مستقرةً بعد الخسائر الحادة التي تكبدتها الأسبوع الماضي، في ظلّ دراسة الأسواق لآفاق اتفاق سلام محتمل في أوكرانيا

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات صباح الأثنين فقد ارتفعت عقود خام برنت الآجلة لشهر يناير بنسبة 0.2% لتصل إلى 62.08 دولارًا للبرميل، بينما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الآجلة بنسبة 0.7% لتصل إلى 58.20 دولارًا للبرميل

العوامل المؤثرة في السوق

هذا وقد اتفقت الولايات المتحدة وأوكرانيا على إطار عمل سلام “مُحدّث ومُحسّن” للصراع مع روسيا. وبموجب الخطة المُعدّلة، وافقت كييف وواشنطن على تعديلات على مسودة سابقة من 28 نقطة، والتي انتقدتها أوكرانيا وحلفاؤها لتعاطفها المفرط مع موسكو, في حال التوصل إلى اتفاق، فقد يفتح ذلك الباب أمام انتعاش تدفقات النفط الروسية نتيجة رفع العقوبات، مما قد يؤدي إلى فائض أكبر في المعروض. مع ذلك، “من غير المرجح التوصل إلى اتفاق في أي وقت قريب. ومن بين النقاط العالقة المحتملة اضطرار أوكرانيا للتخلي عن أراضٍ ووضع حد أقصى لحجمها العسكري. إضافةً إلى ذلك، سترغب أوكرانيا في ضمانات أمنية واضحة وصريحة كجزء من أي اتفاق

في الوقت نفسه، لا يزال التركيز منصبًا على العقوبات الأمريكية الجديدة على شركتي النفط الروسيتين روسنفت ولوك أويل، والتي دخلت حيز التنفيذ في 21 نوفمبر,و هذه الإجراءات تقطع مسارات رئيسية لصادرات النفط الخام الروسي، وتمنع المشترين والبنوك العالمية من التعامل مع هاتين الشركتين العملاقتين

و مع ذلك، قد تدعم العقوبات أيضًا الأسعار من خلال خطر نقص المعروض، حتى مع استمرار تكهنات اتفاق السلام في دفعها نحو الانخفاض, ووفقاً لمحللو اي ان جي : تُعدّ التطورات المتعلقة باتفاقية السلام المحتملة مهمة لسوق النفط، لا سيما في ظل حالة عدم اليقين الكبيرة بشأن تأثير العقوبات المفروضة مؤخرًا على شركتي روسنفت ولوك أويل الروسيتين, وأضافوا: “من الواضح أن اتفاق السلام يزيد من احتمال رفع العقوبات، أو على الأقل عدم تطبيقها بصرامة

و بالنظر إلى عام 2026، قد ينمو الطلب على النفط بمقدار مليون برميل يوميًا، وفقًا لتقديرات بنك أوف أمريكا، ولكن مع توقع ارتفاع المعروض من خارج أوبك+ بنحو 0.8 مليون برميل يوميًا، واستعداد أوبك+ لمواصلة صراعها على حصة السوق، فإن فائضًا وشيكًا قدره مليوني برميل يوميًا من شأنه أن يؤدي إلى بلوغ متوسط ​​أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط 60 دولارًا و57 دولارًا للبرميل فقط في عام 2026، على التوالي

و مع ذلك، لا تزال العوامل الجيوسياسية تُشكّل خطرًا في تقييم مستويات العرض العام المقبل، حيث أنتجت فنزويلا وإيران 2.2 مليون برميل يوميًا أقل من مستوياتهما الحالية في بداية عام 2021، وقد لا يرقى العرض الروسي إلى مستوى التوقعات,و مع نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 3.3% في عام 2026، وفقًا لبنك أوف أمريكا للاقتصاد العالمي، من المتوقع أن يصمد نمو الطلب على النفط, وأضاف بنك أوف أمريكا أن هناك ثلاثة عوامل قد تُخفض أسعار خام برنت إلى حوالي 50 دولارًا للبرميل إذا تحققت مخاطر الهبوط