ارتفاع محدود للذهب ، وتوقعات أسعار الفائدة تعيق المكاسب
ارتفاع محدود للذهب خلال الأربع جلسات الماضية، بعد الانخفاض القوي الذي تحقق يومي الخميس والجمعة.
وارتفعت أسعار الذهب هذا الأسبوع بعد ملامستها الأدنى قرب 1860 دولار، ليتم تداولها اليوم فوق 1880 دولار للأونصة.
لكن، يبدو أن المعدن الثمين يجد عائقاً أمام الصعود، لنشهد على مدى الأسبوع ارتفاع محدود للذهب .
وكانت أسعار الذهب قد انزلقت يومي الخميس والجمعة بعد قرارات البنوك المركزية وبيانات الوظائف الأمريكية.
فبعد أن قام الاحتياطي الفيدرالي برفع الفائدة 25 نقطة أساس، توجّه كل من المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا لرفع الفائدة 50 نقطة أساس.
ويوم الجمعة، صدرت بيانات الوظائف الأمريكية لتظهر انخفاض غير متوقّع للبطالة من 3.5% إلى 3.4%، وارتفاع كبير في أعداد الوظائف المستحدثة في القطاعات غير الزراعية بلغ مقداره 517 ألف وظيفة جديدة شهر يناير الماضي.
بالتالي، أصبحت الأسواق المالية تتوقّع قيام الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة الشهر المقبل مارس، ثم رفعها مرّة أخرى شهر مايو.
وتتأثّر أسعار الذهب سلباً في توقعات استمرار رفع الفائدة في البنو المركزية، وهذا ما جعل الأسواق تشهد ارتفاع محدود للذهب.
وهذا ما جلعنا نرى ارتفاع محدود للذهب رغم أن الدولار الأمريكي انخفض نوعاً ما.
كيف تؤثّر توقعات رفع الفائدة على أسعار الذهب؟
الذهب لا يقدّم عائداً بطبيعته عند شراءه، بل يعتبر الذهب حافظاً للقيمة. ويستفيد المتاجرون بالذهب من تغيّر الأسعار.
لذلك، عندما ترتفع معدّلات الفائدة في البنوك المركزية، يزيد الإقبال على أدوات الدين الثابت، كالودائع المصرفية والسندات.
بحسب مجموعة CME، ارتفعت خلال هذا الأسبوع نسبة الذين يتوقّعون رفع الاحتياطي الفيدرالي الفائدة هذه السنة إلى 5.25% -5.50% من 1.9% قبل أسبوع إلى 27.1%. كذلك، ارتفعت نسبة الذين يعتقدون بأن أسعار الفائدة ستصل إلى 5.00%-5.25% من 31.9% قبل أسبوع إلى 54.4% هذا الأسبوع.
ومع تزايد توقعات استمرار رفع الفائدة، بقي ارتفاع أسعار الذهب محدوداً، وتزايد الإقبال على الدولار والسندات وأدوات الدين الثابت كالسندات.
بالتالي، نشهد بأن توقعات أسعار الفائدة المُحدّثة للفيدرالي الأمريكي أضعفت موجات الذهب الصاعدة واستقر السعر تحت 1900 دولار للأونصة.
هل ستهبط أسعار الذهب؟
أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي أن رفع الفائدة سيستمر طالما بقيت أسواق العمل قويّة.
لكن أشار رئيس الفيدرالي أيضاً بأن معدّلات التضخّم آخذة في الانخفاض.
بالتالي، تعتبر البيانات الاقتصادية هي المحددة لاتجاه أسعار الذهب.
الأسبوع المقبل، سيترقّب المتداولون بيانات اقتصادية تشمل التضخّم الأمريكي. كما نترقّب بيانات مرتبطة بالنمو.
إذا أثبتت بيانات النمو بأن الاقتصاد الأمريكي مستمر في النمو وأن الضعف محدود فيه، هنا قد تنخفض أسعار الذهب.
لكن، إذا انخفض التضخّم بشكل يفوق التوقعات وأظهرت بيانات النمو بداية تراجع التوظيف والنمو الاقتصادي، هنا قد نشهد أسعار الذهب تقفز من جديد فوق 1900 دولار.
فنيّاً، تداول سعر الذهب تحت 1915 دولار، سيبقي على احتمال انزلاق الأسعار إلى 1827 دولار للأونصة خلال الفترة القادمة.
لكن، عودة التداول فوق 1915 والاستقرار فوقه، قد يتسبب في محاولة ارتفاع نحو مستويات فوق 1960 دولار.