ارتفعت أسعار النفط لكنها ما زالت تتجه نحو تكبد خسائر أسبوعية كبيرة، وذلك وسط مخاوف متزايدة بشأن تراجع الطلب
سجلت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا في التعاملات الآسيوية يوم الجمعة، مدعومة ببعض البيانات الإيجابية بشأن المخزون الأمريكي، لكنها تتجه نحو أسوأ أسبوع لها منذ أوائل سبتمبر بسبب المخاوف المتزايدة حول تراجع الطلب
لم تستفد الأسعار بشكل كبير من بيانات الناتج المحلي الإجمالي الصيني التي أظهرت نموًا اقتصاديًا كما كان متوقعًا في الربع الثالث، حيث جاءت إجراءات التحفيز من الصين مخيبة للآمال. كما حدت قوة الدولار من انتعاش أسعار النفط، إذ عززت البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية التوقعات بأن أسعار الفائدة ستنخفض بوتيرة أبطأ في الفترة المقبلة
وجاء الارتفاع الطفيف في أسعار النفط يوم الجمعة بعد أن أظهرت البيانات تراجعًا في المخزونات الأمريكية الأسبوع الماضي، مما أضاف بعض الإشارات الإيجابية بشأن الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم
كما ظل الاهتمام موجهًا نحو التوترات في الشرق الأوسط، مع احتمال رد إسرائيل على إيران بعد الهجوم الذي وقع في أوائل أكتوبر. ودفعت المخاوف من تعطيل الإمدادات الإيرانية المتداولين إلى إضافة علاوة مخاطرة على أسعار الخام
ارتفعت عقود نفط برنت تسليم ديسمبر بنسبة 0.2% لتصل إلى 74.60 دولار للبرميل، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.2% إلى 70.32 دولار للبرميل
النفط يتجه نحو خسائر أسبوعية كبيرة بسبب مخاوف الطلب
وتتجه عقود برنت وخام غرب تكساس الوسيط لخسارة نحو 6% هذا الأسبوع، وهي الخسائر الأكبر منذ أوائل سبتمبر. وقد تأثرت الأسعار بالمخاوف المتزايدة بشأن ضعف الطلب، خاصة بعدما خفضت وكالة الطاقة الدولية ومنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) توقعاتهما السنوية لنمو الطلب، مشيرتين إلى تباطؤ الطلب الصيني بشكل خاص، حيث لم تُظهر البيانات الاقتصادية الأخيرة تحسنًا يُذكر
النمو الاقتصادي الصيني يتماشى مع التوقعات والتحفيز في بؤرة الاهتمام
نما الناتج المحلي الإجمالي الصيني بنسبة 4.6% على أساس سنوي، بما يتماشى مع التوقعات، بينما فاق النمو الفصلي التوقعات بشكل طفيف. ومع ذلك، ارتفع النمو السنوي حتى تاريخه إلى 4.8%، وهو أقل من الهدف الحكومي السنوي
وتعززت الدعوات لمزيد من إجراءات التحفيز من جانب بكين، خاصة وأن الصين – أكبر مستورد للنفط في العالم – لا تزال تواجه انكماشًا مستمرًا، ضعفًا في الإنفاق الخاص، وأزمة ممتدة في قطاع العقارات. ورغم الإعلان عن عدة إجراءات تحفيزية في الأسابيع الأخيرة، لا يزال المستثمرون ينتظرون وضوحًا أكبر حول توقيت وحجم تلك التدابير