استقرار أسعار النفط وسط تقديرات بتأثير محدود للعقوبات الأوروبية على الإمدادات الروسية

استقرار أسعار النفط وسط ترقب تأثير العقوبات الأوروبية ومخاوف بشأن الطلب العالمي

استقرت أسعار النفط خلال تعاملات يوم الاثنين، حيث سجلت تغيرات طفيفة وسط تقييم المستثمرين لتأثير الحزمة الأخيرة من العقوبات الأوروبية على روسيا، في حين أثارت التوترات التجارية المرتبطة بالرسوم الجمركية الأميركية مخاوف بشأن مستقبل الطلب على الطاقة

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات أمس الأثنين فقد تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 7 سنتات لتغلق عند 69.21 دولارًا للبرميل، في حين انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 14 سنتًا لتغلق عند 67.20 دولارًا

العوامل المؤثرة في السوق

وكان الاتحاد الأوروبي قد أقر يوم الجمعة الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد روسيا، في سياق الحرب المستمرة في أوكرانيا، والتي استهدفت كذلك شركة “نايارا إنرجي” الهندية، باعتبارها أحد أبرز مستوردي المنتجات النفطية المكررة من الخام الروسي, وفي هذا السياق، أوضح جون كيلدف، الشريك في شركة “أغين كابيتال”، أن الأسواق باتت تتوقع استمرار تدفق الإمدادات النفطية إلى الأسواق العالمية، رغم العقوبات، مما يحدّ من تأثيرها الفوري على الأسعار. من جانبه، صرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن روسيا أصبحت “أكثر مقاومة” للعقوبات الغربية

كما تزامنت هذه التطورات مع تصاعد المخاوف بشأن الطلب العالمي، في ظل تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات على مستوردي النفط الروسي إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام خلال 50 يومًا. كما من المرتقب أن تدخل الرسوم الجمركية الأميركية على واردات الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ في الأول من أغسطس المقبل، رغم تأكيد وزير التجارة هاوارد لوتنيك أنه لا يزال واثقًا من إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد , وحذّر كيلدف من أن هذه الرسوم قد تُشكّل عبئًا سلبيًا على الطلب العالمي والنشاط الاقتصادي، مضيفًا أن آثارها لم تظهر بعد، لكنها تلوح في الأفق كمخاطر محتملة

واشارو محللو اي اني جي إلى أن البند الأكثر تأثيرًا في الحزمة الأوروبية يتمثل في حظر استيراد المنتجات المكررة من النفط الروسي التي تمر عبر دول ثالثة، إلا أنهم شككوا في سهولة تنفيذ هذا القرار ومتابعته فعليًا

و يُذكر أن عقود خام برنت تم تداولها في نطاق يتراوح بين 66.34 و71.53 دولارًا للبرميل، عقب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 24 يونيو، منهياً نزاعًا دام 12 يومًا بين إسرائيل وإيران

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران ستعقد محادثات نووية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا في إسطنبول يوم الجمعة المقبل، في ظل تحذيرات من هذه الدول بإعادة فرض العقوبات الدولية إذا لم تستأنف إيران المفاوضات قريبًا, وفي الولايات المتحدة، أفادت شركة “بيكر هيوز” بأن عدد حفارات النفط العاملة انخفض بمقدار حفارتين ليصل إلى 422 حفارة، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر 2021. وعلّق أليكس هودز، المحلل في “ستون إكس”، بأن نشاط الحفر سيبقى على الأرجح عند مستويات منخفضة خلال ما تبقى من العام، لكنه أشار إلى أن أسعار النفط الحالية لا تزال أعلى من المستويات التي تستدعي خفضًا حادًا في الاستثمارات