الأسواق المالية مضطربة مع ترقّب بيانات التضخّم الأمريكي
الأسواق المالية مضطربة وسط مستجدات الاضطرابات وأعمال العنف في كاليفورنيا إلى جانب ترقّب بيانات التضخّم الأمريكي هذا اليوم.
وشهدت مدينة لوس أنجلوس في كاليفورنيا احتجاجات ومداهمات وأعمال شغب احتجاجاً على تطبيق قوانين الهجرة التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واعتبرها الكثيرون هناك بأنها صارمة جداً.
وتحوّلت المظاهرات إلى مواجهات أمنية وتم نشر قوّات الحرس الوطني في الولايات المتحدّة في لوس أنجلوس.
في المقابل، نرى بأن الأسواق تعامل هذه التوتّرات الداخلية الأمريكية بحذر كبير.
من ناحية أخرى، خفض البنك الدولي توقعه لنمو الاقتصاد العالمي خلال العام الجاري.
وتم خفض توقعات النمو في 2025 إلى 2.3% من 2.8% كانت متوقعة في بداية العام، مرجعاً سبب ذلك للرسوم الجمركية.
إلا أن الأسواق تفاعلت إيجاباً مع إعلان اتفاق أميركا والصين من حيث المبدأ، على إطار عمل لخفض حدة التوترات التجارية.
واتفق الطرفان على تنفيذ التوافق الذي توصّلا إليه في جنيف، بحسب ما أعلن مفاوضو الجانبين.
فيما الأسواق المالية مضطربة اليوم، ترقّب لبيانات اقتصادية أمريكية
وسط حقيقة أن الأسواق المالية مضطربة اليوم وتمتزج المشاعر بين التفاؤل حيال العلاقات التجارية الأمريكية الصينية، وبين التوتّرات الداخلية الأمريكية، تترقّب الأسواق بيانات التضخّم الأمريكي.
وستصدر اليوم بيانات التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين من الولايات المتحدّة الأمريكية، وتوقعات بأن تظهر ارتفاع التضخّم.
وتتوقّع الأسواق أن يكون التضخّم قد ارتفع من 2.3% إلى 2.5% شهر مايو الماضي بحسب مؤشر أسعار المستهلكين.
أما التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، فتعتقد الأسواق بأنه ربما يكون ارتفع من 2.8% إلى 2.9%.
وهذه البيانات تجتمع مع صدور بيانات اقتصادية الجمعة الماضي أثبتت ارتفاعاً فاق توقعات الأسواق في معدّل نمو الأجور.
وبحسب بيانات، ارتفع مؤشر نمو متوسط الدخل في الساعة الشهر الماضي بنسبة 0.4%، ليدعم ارتفاع التضخّم.
والتضخّم قد يجبر الاحتياطي الفيدرالي على إبقاء الفائدة ثابتة لفترة مطوّلة رغم التراجع الاقتصادي المحتمل.
أهمية بيانات التضخّم الأمريكي
وتكمن أهمية بيانات التضخّم الأمريكي في الفوائد الأمريكية وتأثّرها في قراءات التضخّم.
حالياً، وبحسب مجموعة CME (المصدر)، تعتقد الأسواق بأن الفيدرالي سيثبّت الفائدة الأسبوع المقبل باحتمال شبه مؤكّد.
كما تعتقد الأسواق المالية بأن الفيدرالي سيثبّت الفوائد شهر يوليو باحتمال يفوق 85%.
أما بالنسبة لشهر سبتمبر المقبل، فيرى 60% من المشاركون تقريباً احتمال خفض الفائدة، فيما يتوقّع 40% تثبيتها.
لذلك، نرى بأن هنالك توقعات كبيرة بأن يتم تثبيت الفائدة لفترة طويلة في الفيدرالي الأمريكي.
وبيانات التضخّم اليوم قد يكون لها تأثير على توقعات الفوائد الأمريكية على المدى الطويل، مما قد يجعلها مؤثّرة بالأسواق.
كيف ستؤثّر بيانات التضخّم بالأسواق المالية؟
فيما نرى الأسواق المالية مضطربة اليوم، تم تسعير صدور قراءة التضخّم بارتفاع من 2.3% إلى 2.5%.
كما سعّرت الأسواق صدور قراءة التضخّم الأساسي بحسب مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي من 2.8% إلى 2.9%.
لذلك، إذا جاءت القراءة عند التوقعات، فقد نرى تذبذباً في الأسواق المالية وربما نرى الأسواق المالية مضطربة أيضاً.
لكن، إذا أظهرت البيانات ارتفاعاً يفوق توقعات الأسواق بالتضخّم، هنا ربما سنشهد ارتفاع الدولار وربما تتراجع أسعار الذهب.
وسبب هذا أن ارتفاع التضخّم بأكثر من التوقعات سيزيد احتمال تثبيت الفائدة حتى شهر سبتمبر على الأقل.
أما إن أظهرت القراءة انخفاضاً في التضخّم أو استقراراً عند القراءة السابقة، فهنا ربما سيتراجع الدولار ويصعد الذهب.
ويرجع ذلك إلى أن انخفاض التضخّم قد يزيد احتمالات خفض الفائدة.
لكن تباين القراءة بين ارتفاع وانخفاض في التضخّم الأساسي والتضخّم العالم، قد يسبب تذبذب أيضاً بالأسواق.
لا يجب أن ننسى بأن الأسواق المالية مضطربة بفعل التوتّرات التجارية والسياسية، مما قد يجعل تأثير البيانات مغاير للتوقعات.
ربما يهمّك أيضاً:
انخفاض النفط بفعل ترقّب المحادثات التجارية
انخفاض أسعار الذهب مع تحسن شهية المخاطرة
التحليل اليومي للأسواق المالية العالمية 11-06-2025