البنوك المركزية ترفع الفائدة. كيف ستتأثّر الأسواق؟
البنوك المركزية ترفع الفائدة في سبيل خفض معدّلات التضخّم الجامح التي سيطرت على عديد من الدول في العالم، ليهدد بذلك بركود اقتصادي تضخمّي.
وشهدنا خلال عام 2022 البنوك المركزية ترفع الفائدة، واستمر هذا الحال هذا العام 2023. ورغم أن الفيدرالي ثبّت الفائدة في اجتماعه الأخير في نطاق 5.00%-5.25%، إلا أن شهادة رئيس الاحتياطي الفيدرالي يوم أمس أكّدت بأن الفيدرالي سيمضي قدماً برفع الفائدة خلال الفترة المقبلة.
وقام البنك الوطني السويسري برفع الفائدة اليوم 25 نقطة أساس إلى 1.75%، وتترقّب الأسواق المالية أيضاً قرار بنك إنجلترا المركزي.
النفط يصعد بأكثر من 1.5% بعد شهادة باول
أسعار الذهب بعد تصريحات جيروم باول وأرتفاع سندات الخزانة الأمريكية
للمزيد عن الفوائد وأن البنوك المركزية ترفع الفائدة، عبر الفيديو التالي:
كيف تأثّرت الأسواق المالية بحقيقة أن البنوك المركزية ترفع الفائدة؟
يعتبر رفع الفائدة مضر للنمو الاقتصادي، وعندما نرى البنوك المركزية ترفع الفائدة، يجب توقّع أن يضغط ذلك على الاقتصاد.
لكن، يبدو أن البنوك المركزية مجبرة على رفع الفائدة، في ظل معدّلات تضخّم مرتفعة جداً.
وتأثّرت الأسواق المالية بعودة توقّع رفع الفيدرالي الأمريكي الفائدة الشهر المقبل بالسلب، وتراجعت شهية المخاطرة.
والتراجع في شهية الخاطرة في ظل حقيقة أن البنوك المركزية ترتفع المخاطرة، ضغطت على أسواق الأسهم.
وتراجعت أسواق الأسهم الأمريكية أمس، وأغلق داوجونز في تداولاته الآنية بانخفاض 0.30%، وتراجع ناسداك بنسبة 1.21%.
كما تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لكبرى الشركات الأمريكية بنسبة 0.52%.
وتأثّرت شركات التكنولوجيا بانخفاض كبير نسبياً في أسهم شركة أمازون.
واليوم في آسيا، هبطت مؤشرات الأسهم الرئيسية على غرار مثيلتها الأمريكية. وأغلق مؤشر نيكاي الياباني بانخفاض 0.92%.
كذلك، تراجع مؤشر هانج سينج 1.98%، وخسر مؤشر شنغهاي الصيني المركّب 1.31%.
في أوروبا، تراجع داكس الألماني أكثر من 0.70%، وهبط مؤشر كاك الفرنسي ما يزيد عن 1.20%، وفي بريطانيا انخفض فتسي أكثر من 1%.
العملات مع حقيقة أن البنوك المركزية ترفع الفائدة
لكن من ناحية أخرى، لم يستفد الدولار الأمريكي ولا الذهب من حالة انخفاض شهية المخاطرة، فقد بقي الدولار ضمن ضغط هابط.
ويتداول الدولار على مدى هذا الأسبوع بتراجع مقابل سلّة العملات الرئيسية، وانخفض مؤشر الدولار حوالي 2%.
واستطاع اليورو الاستفادة من توقعات استمرار البنك المركزي الأوروبي برفع الفائدة، وصعد إلى مستويات قريبة من دولار و10 سنتات أمريكية.
لكن بالنسبة للجنيه الإسترليني، فنجد أنه يتداول في تذبذب ضمن نطاق دولار و27 سنتا، مع ترقّب صدور قرار بنك إنجلترا المركزي.
وتتوقّع الأسواق رفع الفائدة في بنك إنجلترا المركزي 25 نقطة أساس، لكن لا يستبعد البعض رفعها 50 نقطة أساس.
بانتقالنا إلى الين الياباني، فنجد بأن أداؤه متابين بين العملات، بين تذبذب أمام الدولار وانخفاض أمام اليورو وارتفاع أمام الجنيه.
وتم تداول الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني قريباً من 142 ين للدولار الأمريكي الواحد.
وتؤثّر حقيقة أن البنوك المركزية ترفع الفائدة للحد من معدّلات التضخّم على أسواق العملات وكذلك الأسهم بشكل مباشر.
بالنسبة للفرنك السويسري، نجد بأنه تراجع قليلاً أمام الدولار الأمريكي، لكن بقي ضمن نطاقات محدودة متذبذبة. وتم تداول الدولار الأمريكي في نطاق 0.89 فرنك للدولار الأمريكي الواحد بعد صدور قرار البنك الوطني السويسري اليوم برفع الفائدة 25 نقطة أساس.
قرار بنك إنجلترا المركزي
سيتم الإعلان اليوم عن قرار بنك إنجلترا المركزي، المتوقّع فيه أن يبقى ضمن قائمة البنوك المركزية ترفع الفائدة.
ومن المرجّح أن يرفع المركزي الفائدة 25 نقطة.
وقد يتأثّر الجنيه الإسترليني في القرار، وستتم رقابة عدد الأعضاء في المركزي الذين يطالبون بتثبيت الفائدة.
خلال الاجتماعات الأربع الأخيرة، طالب عضوان من المركزي البريطاني تثبيت الفائدة، فيما طالب 7 برفعها.
لذلك، إن شهدنا تغيّراً بأعداد المطالبين بتثبيت الفائدة، عندها ربما سنشهد تحرّكاً ملموساً بالجنيه الإسترليني.
زيادة أعضاء المطالبين بتثبيت الفائدة قد يكون له تأثير سلبي على الجنيه وينخفض أمام سلّة العملات.
لكن، انخفاض عدد أعضاء البنك المطالبين بثبيت الفائدة، قد يكون له أثير إيجابي على الجنيه.
لا يجب أن ننسى أيضاً تقرير ملخص السياسة النقدية، والذي فيه قد يظهر التوقعات المستقبلية للبنك.
إذا ظهر بأن بنك إنجلترا سيستمر برفع الفائدة، هنا أيضاً قد يتأثّر الجنيه إيجاباً، عكس ظهور تلميحات بأن البنك سيوقف رفع الفائدة، إذ عندها قد نرى الجنيه الإسترليني يتراجع.
بعد أن نشهد البنوك المركزية ترفع الفائدة، سيعود التركيز على رئيس الفيدرالي
بعد أن نشهد بنك إنجلترا يرفع الفائدة، وتظهر المستجدات الاقتصادية منه، سيعود التركيز على الفيدرالي الأمريكي.
اليوم، سيقدّم رئيس الاحتياطي الفيدرالي شهادته لليوم الثاني، وستترقّب الأسواق أي مستجدات منه.
لكن بشكل عام، يبدو أن المعلومات التي قدّمها يوم أمس كافية لتوقّع تصريحاته اليوم، فالفيدرالي الأمريكي ثبّت الفائدة باجتماعه الأخير، لكن هذا لا يعني أنه لن يرفعها بالمستقبل، وترجّح الأسواق بحسب مجموعة (CME) أن يقوم الفيدرالي برفع الفائدة الشهر المقبل.