التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط تدفع النفط لأعلى

تعافي أسعار النفط الخام بمعاملات صباح اليوم

صعدت أسعار النفط الخام بشكل قوي خلال تداولات يوم الأربعاء، نتيجة لتفاقم حدة التوترات بمنطقة الشرق الأوسط من جديد، وتزايد مخاوف أسواق الطاقة حيال انقطاع الإمدادات النفطية العالمية

تداولات النفط

بالنظر لتداولات اليوم، يتضح قفزة الأسعار الفورية لعقود خام برنت القياسي إلى 79.87 دولار للبرميل بنسبة صعود بلغت 2%، كما ارتفعت أسعار العقود لفورية لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.89% إلى 77.29 دولار للبرميل

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار النفط الخام

وفي هذا الشأن، جاء الارتفاع الحاد لأسعار النفط بعد إعلان جماعة حماس صباح اليوم، مقتل الزعيم السياسي، إسماعيل هنية، على أيدي قوات كيان الاحتلال بإقامته في طهران الإيرانية، كما توعدت بأن اغتيال القائد لن يمر دون عقاب؛ ما أشعل المخاطر الجيوسياسية واستمرار الحرب فيما كان الطرفان على وشط التوصل لاتفاق سلام وإنهاء الحرب على غزة, وجاءت هذه التطورات بعدما شن كيان الاحتلال ضربات ضد بيروت اللبنانية مساء أمس، والتي استهدفت قادة حزب الله والذي أسفر عن  قتل شخص واحد على الأقل في الهجوم وأصيب سبعة، وفقا لبعض المصادر المحلية؛ حيث جاءت ضربات الكيان ردا على هجوم مرتفعات الجولان يوم السبت الماضي والذي نتج عنه مقتل 12 طفلا

وفي ظل تفاقم هذه التوترات بمنطقة الشرق الأوسط الاسترايتجية، يبدو أن أسعار النفط الخام ستواجه ضغوط صعودية قوية حيث قد تسفر هذه التطورات عن استمرار الصراع بل واتساع نطاقه بمنطقة الشرق الأوسط، وما له من تأثيرات على إمدادات النفط العالمية؛ حيث يسيطر الشرق الأوسط على حوالي 20% من الإمدادات النفطية العالمية، وفقا لتحليل تابع لبنك جي بي مورجان, ويترقب النفط الخام صدور بيانات مخزونات النفط الخام الأمريكية للأسبوع الماضي، وما له من انعكاسات واضحة على وضع الطلب الأمريكي على النفط كأكبر مستهلك عالمي للخام، كما تترقب أسعار النفط صدور قرارات السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وتصريحات محافظ البنك المركزي جيروم باول على وجه التحديد

هذا وقد أثرت البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال من الصين على أسعار السلع بشكل عام، بما في ذلك النفط. الصين تعتبر أكبر مستورد للنفط في العالم، وعندما تكون هناك مؤشرات على تباطؤ اقتصادي، كما أظهرت البيانات الأخيرة، فإن ذلك ينعكس سلبًا على الطلب وبالتالي على الأسعار, وفقًا لاستطلاع أجرته «رويترز»، انكمش النشاط التصنيعي في الصين للشهر الثالث على التوالي في يوليو، مما يعزز المخاوف من تباطؤ اقتصادي في واحدة من أكبر الاقتصادات العالمية. هذا الانكماش المستمر يمكن أن يؤدي إلى تراجع الطلب على السلع الأساسية، بما في ذلك النفط، مما يضغط على الأسعار في الأسواق العالمية