الدولار بانخفاض مؤقّت بعد اتفاق سقف الدين الأمريكي
الدولار بانخفاض مؤقّت بعدما توصّل الرئيس الأمريكي مع رئيس مجلس النوّاب لاتفاق تم الإشارة له بـ “اتفاق من حيث المبدأ”.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الاتفاق يمثّل حّلاً وسط لا يحصل فيه كل طرف على جميع مع يريد.
وبذلك، يكون العالم الآن بانتظار تصويت مجلس الكونجرس الأمريكي حيال القانون برفع سقف الدين، مع توقّعات بتمريره.
والاتفاق يشمل تعليق سقف الدين البالغ حالياً 31.4 ترليون دولار بعد رفعه حتى شهر يناير من عام 2025.
كما يشمل الاتفاق وضع حد أقصى للإنفاق الحكومي في ميزانيتي 2024 و2025.
واستعادة المدفوعات المخصصة لتدابير كوفيد وغير المستخدمة، بجانب تسريع عملية منح التصريحات لبعض مشاريع الطاقة وأشارت الاتفاقية لبعض متطلبات العمل الإضافية لبرامج المساعدات الغذائية للمواطنين الفقراء.
لذلك، يعتبر الاتفاق إيجابي من ناحية عدم وصول الولايات المتحدّة لحد التخلّف عن السداد.
ومع التحسّن في شهية المخاطرة، شهدنا الدولار بانخفاض مؤقّت بداية الأسبوع.
لكن في نفس الوقت، الاتفاق سيتسبب بسحب سيولة كبيرة من الأسواق، مما يهدد بضعف اقتصادي.
ويعتقد الاقتصاديون في البنك الاستثماري العملاق جولدمان ساكس، أنه إذا تم تمرير صفقة سقف الدين في الكونجرس، فإن تراجع الإنفاق الفيدرالي من شأنه أن يساهم بوضوح في خفض الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة بنسبة 0.1٪ خلال العام المقبل.
بالتالي، الأسواق حالياً في حالة من تحسّن شهية المخاطرة، إلا أن المستقبل الاقتصادي أصبح أكثر ضبابيّة.
للمزيد عن تأثير الاتفاق عبر الفيديو التالي:
الدولار بانخفاض مؤقّت وتباين أداء الأصول المتداولة
بعد الاتفاق المبدئي الذي حصل بين البيت الأبيض ومجلس النوّاب الأمريكي، شهدنا تداول الدولار بانخفاض مؤقّت أمام سلّة العملات.
ولذلك، ارتفع اليورو ولامس الأعلى له اليوم عند سعر 1.0743 دولار تقريباً.
كما صعد الجنيه الإسترليني للأعلى عند سعر 1.2371 دولار.
هذا وصعد كل من الدولار الأسترالي والدولار النيوزلندي ضمن تداولهما في نطاق 65 سنتاً و60 سنتاً أمريكي على التوالي لكل منهما.
لكن، عاودت كل تلك العملات تقليص مكاسبها، وعاودت وانخفضت مع زيادة الطلب على الدولار من جديد.
من ناحية أخرى، استطاع الدولار الارتفاع أمام الين الياباني، فالين يعتبر عملة ملاذ آمن، وتحسّن شهية المخاطرة ضغطت على الين.
وارتفع الدولار إلى 140.91 ين للدولار الأمريكي الواحد، قبل أن يعود الدولار للانخفاض قليلاً وسط اكتساب الين عزم صاعد.
في أسواق المعادن الثمينة، هبط الذهب ليلامس الأدنى عند 1940 دولار للأونصة، متأثّراً بتحسّن شهية المخاطرة.
كما ارتفعت أسعار النفط لتلامس الأعلى عند 73.55 بالنسبة لعقود النفط الأمريكي الخفيف WTICASH.
لكن، عاودت أسعار النفط تراجعها من جديد إلى 72 دولار.
وتم تداول عود خام برنت في نطاق 77 دولار للبرميل الواحد.
ترقّب لبيانات اقتصادية هامة، هل سيبقى الدولار بانخفاض مؤقّت ؟
تترقّب الأسواق المالية عدّة بيانات اقتصادية هذا الأسبوع، والتساؤل الذي يتساءله العديد من المتداولين حول هل سيبقى الدولار بانخفاض مؤقّت أم لا.
في الحقيقة، ما زالت الأسواق المالية ترجّح رفع الفيدرالي الأمريكي الفائدة 25 نقطة أساس الشهر المقبل.
وبحسب مجموعة CME، يبلغ احتمال رفع الفائدة أكثر من 67% بحسب اعتقاد الأسواق. (المصدر).
وهذه التوقعات للفائدة الأمريكية هي من جعلت الدولار بانخفاض مؤقّت ثم عاد للارتفاع.
وبفعل انتظار العديد من البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع، من المحتمل أن نشهد تذبذب ملموس بالدولار بعدما شهدنا الدولار بانخفاض مؤقّت اليوم.
وتترقّب الأسواق يوم الجمعة المقبل بيانات الوظائف الأمريكية المتوقّع أن تظهر ارتفاع البطالة من 3.4% إلى 3.5% الشهر الماضي.
كما من المتوقّع لبيانات الوظائف المستحدثة في القطاعات غير الزراعية أن تظهر انخفاض عدد الوظائف الجديدة من 253 ألف إلى 189 ألف وظيفة جديدة.
بالنسبة لبيانات معدّل نمو الدخل، فمن المحتمل أن تظهر انخفاضاً في النمو من 0.5% إلى 0.3%.
بيانات الوظائف الأمريكية المرتقبة المقبل قد يكون لها تأثير مباشر على الدولار، في وقت شهدنا فيه الدولار بانخفاض مؤقّت اليوم.
وخلال الأسبوع، سنكون مع عدّة بيانات اقتصادية أمريكية أخرى، منها مؤشر ISM لمديري مشتريات قطاع الصناعات التحويلية.
من المتوقّع أن يظهر مؤشر ISM المنتظر صدوره الخميس استمرار انكماش قطاع الصناعات التحويلية للشهر السادس على التوالي.
وبالرجوع ليوم الأربعاء، سنكون مع بيانات مؤشر JOLTS للوظائف الشاغرة ومعدّل دوران العمل في أميركا.
وبيانات مؤشر JOLTS تعتبر أيضاً من البيانات ذات التأثير على الدولار، في وقت شهدنا فيه اليوم الدولار بانخفاض مؤقّت ثم عاد للارتفاع قليلاً.
وغداً الثلاثاء، سنكون مع مؤشر ثقة المستهلك كونفرنس بورد، المتوقّع أن يظهر انخفاض الثقة للمستهلك الأمريكي.
كل هذا المزيج من البيانات قد يكون له تأثير على الأسواق المالية، ومنها الدولار الأمريكي.