الدولار كملاذ آمن رغم تحسّن شهيّة المخاطرة

الدولار كملاذ آمن في الأسواق المالية، رغم أن أسواق الأسهم الأوروبية تبدو منتعشة وهنالك تحسّن بشهيّة المخاطرة، بعد بيانات التضخّم يوم أمس.
وبحسب مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي الصادر أمس، انخفض معدّل التضخّم من 5.0% إلى 4.9%.
كذلك، أفادت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، الذي يستثني الغذاء والطاقة، بانخفاض التضخّم من 5.6% إلى 5.5%.
وانخفاض التضخّم قد يكون دلالة على أن الاحتياطي الفيدرالي لن يشدد السياسة النقدية مرّة أخرى.
لكن، يتزايد التساؤل في الأسواق عن سبب بقاء طلب الدولار كملاذ آمن هذا اليوم، رغم التحسّن في شهية المخاطرة.
ويبدو أن المستثمرين قلقين من احتمالية تخلّف أميركا عن سداد ديونها التي تستحق مطلع الشهر المقبل، وسط نقاش بين الحزب الجمهوري والديموقراطي لم يسفر لنتيجة حتى الآن، في سبيل رفع سقف الدين الأمريكي البالغ الآن 31 ترليون دولار.

المزيد عن قرار بنك إنجلترا وكذلك بيانات التضخّم وأزمة الدين الأمريكي عبر الفيديو التالي:

لماذا يتم طلب الدولار كملاذ آمن في الأسواق؟

ارتفع الدولار الأمريكي مقابل سلّة من العملات هذا اليوم، بعد انخفاضه يوم أمس بتأثير بيانات التضخّم.
وتم تداول مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الخضراء مقابل سلّة من ستّ عملات رئيسية بارتفاع يقارب 0.5%.
على ذلك، انخفض اليورو أمام الدولار ليتم تداوله في نطاق دولارٍ و9 سنتات أمريكية.
كما تم تداول الجنيه في نطاق دولارٍ و25 سنت، مقارنة بدولارٍ و26 سنت تداول عندها يوم أمس.
بالنسبة لسعر الدولار أمام الين الياباني، نجده وقد ارتفع ضمن تداوله في نطاق 134 ين للدولار الأمريكي الواحد.
ويتم طلب الدولار كملاذ آمن في ظل حالة التوتّر التي تسود الأسواق المالية جراء احتمالية تباطؤ الاقتصاد العالمي.
إلى جانب ذلك، تصب مسألة مخاوف تعثّر الولايات المتحدّة عن سداد ديونها في مصلحة الدولار، حيث يتم طلب الدولار كملاذ آمن للتخارج من الأصول.
في أسواق المعادن الثمينة، تسبب التوجّه إلى طلب الدولار كملاذ آمن في تقليل جاذبية الذهب.
وانخفضت أسعار الذهب اليوم ليتم تداول المعدن الثمين في نطاق 2021 – 2036 دولار للأونصة الواحدة.
بالنسبة لأسعار الفضّة، نجدها وقد انخفضت من 25 دولار إلى 24 دولار للأونصة الواحدة.

قرار بنك إنجلترا المركزي وتأثيره على الجنيه الإسترليني في ظل طلب الدولار كملاذ آمن

سعّرت الأسواق المالية الجنيه الإسترليني على توقّع رفع الفائدة 25 نقطة أساس. لذلك، القرار بحد ذاته قد لا يكون ذا تأثير كبير على الجنيه.
التأثير قد يرتكز على أي تغيير في عدد الأعضاء الذين يطالبون بعدم رفع الفائدة.
في الاجتماع السابق، عندما رفع البنك الفائدة، طالب عضوان اثنان بعدم رفع الفائدة.
إذا ظهر بأن أعضاءً أكثر أصبحوا يطالبون بعدم رفع الفائدة، عندها ربما سنشهد الجنيه ينخفض.
أما إذا نقص عدد الأعضاء الذين يطالبون بخفض الفائدة، هنا ربما سنشهد ارتفاعاً ملموساً بالجنيه الإسترليني.
إلا أن بقاء العدد عند عضوان يطالبات برفع الفائدة، سيجعلنا بحاجة إلى دراسة بيان الفائدة.
إذا أظهر بيان الفائدة أن بنك إنجلترا المركزي سيستمر برفع الفائدة الاجتماعات المقبلة، هنا قد يرتفع الجنيه.
لكن إذا أبدى بنك إنجلترا أنه سيتوقف عن رفع الفائدة، أو غيّر لهجته واتجه للقول أن البيانات الاقتصادية ستحدد توجّهات البنك المستقبلية، هنا ربما سنشهد تراجعاً بالجنيه.

بيانات اقتصادية أمريكية مرتقبة. هل سيبقى طلب الدولار كملاذ آمن في الأسواق؟

نترقّب اليوم بيانات مؤشر أسعار المنتجين، المتوقّع لها أن تظهر انخفاض التضخّم في أسعار المنتجين.
ترجّح الأسواق أن ينخفض التضخّم بأسعار المنتجين من 2.7% إلى 2.7%. كذلك، ترجّح انخفاض التضخّم الأساسي بأسعار المنتجين من 3.4% إلى 3.3%.
إذا انخفض التضخّم بأسعار المنتجين أكثر مما هو متوقّع، ربما سنشهد حينها انخفاضاً بالدولار، وقد لا يبقى الدولار كملاذ آمن في الأسواق.
لكن، إذا ظهر أن التضخّم بأسعار المنتجين ارتفع على غير المتوقّع، هنا قد يزيد طلب الدولار كملاذ آمن ويرتفع.
في الحقيقة، صدور البيانات الاقتصادية بشكل متباين، أي أحدها على ارتفاع وآخر على انخفاض، أو إن ظهرت البيانات مطابقة للتوقعات، هنا ربما سيدخل الدولار في مرحلة من التذبذب.

ملاحظة: كل الأسعار المشار لها والبيانات الاقتصادية وتوقّعاتها كما هي تمام الساعة 09:38 صباحاً بتوقيت غرينتش.

آخر التوقعات للفوائد الأمريكية عبر الرابط