الدولار يفرض سيطرته مع ترقّب بيانات التضخّم الأمريكي
الدولار يفرض سيطرته في الأسواق المالية اليوم الجمعة مع ترقّب المتداولين صدور بيانات التضخّم الأمريكي بحسب مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي.
ويفضّل الفيدرالي الأمريكي استخدام مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي لتقييم معدّل التضخّم الأمريكي.
بالتالي، قرارات الفيدرالي حيال رفع الفائدة تستهدف خفض هذا المؤشر إلى 2.00%.
وصدرت آخر قراءة للمؤشر عند 4.7%، ونلاحظ أن التضخّم الأمريكي استقرّ حول هذا المستوى أغلب هذه السنة.
ورغم أن التضخّم وصل عام 2022 لأعلى قيمة تاريخية للمؤشر عند 5.2% وانخفض منها إلى 4.7%، إلا أن القيمة الأخيرة تعتبر مرتفعة جداً بأكثر من ضعف القيمة التي يستهدفها الاحتياطي الفيدرالي.
وثبّت الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في اجتماعه الأخير في نطاق 5.00%-5.25%.
لكن في نفس الوقت، ما زالت تصريحات الفيدرالي متشددة وتشير لاحتمال مزيد من الرفع بالفائدة.
لذلك نجد الدولار يفرض سيطرته في الأسواق المالية للأسبوع الثاني على التوالي.
وكان الدولار قد حقق خسائر على مدى هذا الشهر، بانخفاض مؤشر الدولار إلى الأدنى في نطاق 101 نقطة.
لكن، نجد الدولار يفرض سيطرته للأسبوع الثاني، وتم تداوله اليوم في نطاق 103 نقاط.
وتعتقد الأسواق المالية أن الاحتياطي الفيدرالي سيرفع الفائدة الشهر المقبل 25 نقطة أساس باحتمال يقارب الآن 90%.
وبحسب مجموعة CME، ترجّح الأسواق رفع الفائدة الشهر المقبل، لكنّ الأسواق ليست مقتنعة بشكل كامل أن الفيدرالي سيرفع الفائدة مرّة أخرى لاحقاً هذه السنة. فإحصائيات شهر نوفمبر تشير لاحتمال 50% تقريباً أن تكون الفائدة عند 5.25%-5.50%، أي أن يكتفي الفيدرالي برفع واحد بالفائدة بقية هذه السنة. (المصدر).
لذلك، بيانات اليوم قد يكون لها تأثير على الأسواق بشكل مباشر، في حال كانت النتائج بعيدة عن التوقعات.
وتتوقّع الأسواق أن تظهر قراءة شهر مايو الماضي أن التضخّم استقر عند 4.7% ولم ينخفض.
لذلك، قد تتغيّر توقعات أسعار الفائدة الفيدرالية في حال كانت القراءة بعيدة عن المتوقّع.
هل سيبقى الدولار يفرض سيطرته بعد بيانات التضخّم؟
الدولار يفرض سيطرته في ظل توقعات استمرار رفع الفائدة الفيدرالية.
لذلك، إذا جاءت البيانات لتظهر ارتفاعاً غير متوقّع في التضخّم، عندها قد نرى الدولار يصعد وفد يبقى الدولار يفرض سيطرته.
لكن إذا انخفض التضخّم على غير المتوقّع، خصوصاً لقيم ما دون 4.6%، وهي الأدنى لهذه السنة، هنا قد يتراجع الدولار.
القيم ما دون 4.6% قد تجعل الأسواق تعتقد أن الفيدرالي لن يرفع الفائدة إلا مرّة واحدة هذه السنة.
على ذلك، إذا جاءت القيم ما دون 4.6% عندها قد نشهد تراجعاً ملموساً في الدولار إذا لم تحصل مستجدات أخرى تدعمه.
أما قيم عند 4.7% أو 4.6%، فقد تكون سبباً لحصول تذبذب في الأسواق المالية ونشهد الدولار في حالة من التذبذب أيضاً.
كيف ستتأثّر أسعار الذهب والأسهم ببيانات التضخّم الأمريكي؟
في وقت شهدنا فيه الدولار يفرض سيطرته في الأسواق المالية، تراجعت أسعار الذهب.
وتتوجّه أسعار الذهب لإنهاء هذا الشهر بخسائر تقارب نسبتها 1%، وانخفضت الأسعار للشهر الثالث على التوالي.
وتأثّرت أسعار الذهب بعدّة ظروف شملت ارتفاع الدولار على مدى الشهر.
لذلك، قد تتأثّر أسعار الذهب اليوم في بيانات التضخّم، إذ أن البيانات قد يكون لها تأثير على الدولار، وبالتالي على الذهب.
إذا ارتفع التضخّم على غير المتوقّع، هنا قد نشهد انخفاضاً بأسعار الذهب، إلا إذا أثّرت ظروف أخرى على الحركة.
أما انخفاض التضخّم لقيم ما دون 4.6%، فهذه القيم كفيلة في إكساب الذهب عزم صاعد قد تدفعه للصعود، إلا إذا كان هنالك متغيّرات أساسية أخرى منعت ارتفاع الذهب.
قيم عند 4.6% و4.7%، فهذه القيم قد تتسبب في أن تجعل الذهب في نطاقات متذبذبة.
أسواق الأسهم، فقد تتفاعل بنفس الطريقة التي تفاعل فيها الذهب مع البيانات الاقتصادية.
في العادة، انخفاض التضخّم قد يعني ارتفاعاً بأسواق الأسهم، وارتفاعه قد يتسبب بانخفاض الأسهم.
إلا أن قيماً عند 4.6% أو 4.7% قد تكون سبباً لحصول تذبذب بأسواق الأسهم.
قد يهمك :
تراجع أسعار النفط بضغط من مخاوف شح الأمدادات وأرتفاع اسعار الفائدة لعدة بنوك مركزية
هبوط أسعار المعدن الأصفر بعد تلميح عدة بنوك مركزية برفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم
بيانات اقتصادية إضافية من جامعة ميتشغان اليوم
بعد صدور بيانات التضخّم، سنتوقّف مع مؤشر مديري مشتريات ولاية شيكاغو الأمريكية، وتوقعات بارتفاع المؤشر.
من المتوقّع لمؤشر مديري مشتريات الولاية الارتفاع من 40.4 إلى 43.6 نقطة، إلا أن هذه القيمة ما تزال معبّرة عن انكماش.
كذلك ستصدر بعد ذلك بيانات القراءة المراجعة لثقة المستهلكين، المؤشر الصادر من جامعة ميتشغان.
وتشير التوقعات لاحتمال تثبيت قيمة المؤشر عند 63.9 نقطة.
كذلك، ستصدر قراءة الجامعة لتوقعات التضخّم الأمريكي المستقبلي، والتوقعات الأخيرة أفادت بتوقّع انخفاض التضخّم إلى 3.3%.
بيانات أفضل من المتوقّع قد يكون لها تأثير إيجابي على الدولار وسلبي على الذهب.
لكن، بيانات اقتصادية أسوأ من المتوقّع قد تدعم الذهب وتضغط على الدولار.
بالنسبة لأسواق الأسهم، فربما ستشهد حالة من التباين في الأداء التابع لصدور بيانات التضخّم الأمريكي.