الذهب يتجاوز مستوى 3500 دولار للأونصة ليحقق رقماً قياسياً غير مسبوق

أسعار الذهب ترتفع إلي مستوي قياسي جديد

لامس الذهب مستوى قياسيًا مرتفعًا لفترة وجيزة يوم الثلاثاء، إذ أبقت التوقعات المتزايدة بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية، إلى جانب الضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المتعاملين متجهين نحو المعدن النفيس

تداولات الذهب

وخلال تداولات صباح الثلاثاء فقد ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.8% ليسجل مستوى قياسيًا عند 3,508.54 دولارًا للأوقية، بينما بلغت عقود ديسمبر الآجلة ذروتها عند 3,578.20 دولارًا. إلا أن الأسعار قلصت بعض مكاسبها لاحقًا لتتداول بارتفاع طفيف قدره 0.1% عند 3,478.37 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 05:35 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

هذا وقد سجلت المعادن الثمينة عمومًا مكاسب قوية، حيث قفزت الفضة إلى أعلى مستوياتها منذ نحو 14 عامًا، فيما بقي البلاتين قريبًا من ذروته في 11 عامًا. وجاءت هذه التحركات بالتزامن مع هبوط الدولار إلى أدنى مستوياته في خمسة أسابيع، بفعل الرهانات على خفض الفائدة , وجاء الدعم للأسعار من استمرار حالة عدم اليقين حول الرسوم الجمركية الأمريكية ومن رهانات خفض الفائدة. فقد دفعت الأحكام الأخيرة الصادرة عن محكمة الاستئناف، والتي قضت بعدم قانونية رسوم ترامب الجمركية، الأسواق إلى حالة من الترقب، خصوصًا مع تأكيد المحكمة السماح باستمرار تطبيق الرسوم حتى منتصف أكتوبر. ترامب بدوره انتقد الحكم وأعلن نيته الطعن أمام المحكمة العليا، مما زاد من المخاوف بشأن تداعيات هذه الرسوم التي دخل معظمها حيز التنفيذ في أغسطس

كما يعد أي قرار قضائي ضد الرسوم قد يفتح الباب أمام جولات تفاوضية جديدة بين واشنطن وشركائها التجاريين الرئيسيين، وهو ما يزيد من الضبابية الاقتصادية

أما على صعيد السياسة النقدية، فقد واصلت الأسواق تسعير احتمالات قوية لخفض الفائدة في سبتمبر، حيث أظهرت اداة سي ام اي فيدوتش أن المتعاملين يقدرون احتمالية تقارب 85% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. ويأتي ذلك على الرغم من أن بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر يوليو أظهرت استمرار التضخم عند مستويات تفوق هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 بالمئة

أيضاُ رئيس الفيدرالي جيروم باول كان قد أشار في وقت سابق من أغسطس إلى أن خفض الفائدة مطروح على الطاولة، لكنه لم يلتزم بعد بخطوة محددة، في ظل المخاوف من استمرار ضغوط الأسعار. ومع ذلك، فإن مجرد التوقعات بخفض الفائدة دفعت الدولار للتراجع، وعززت جاذبية المعادن غير المدرة للعائد، مثل الذهب والفضة، والتي تستفيد عادة من بيئة الفائدة المنخفضة