الذهب يتعرض لتصحيح محدود بعد بلوغه مستويات قياسية بفعل تحرك المستثمرين لجني الأرباح

تراجع أسعار الذهب مع جني الأرباح بعد مكاسب قياسية

شهدت أسعار الذهب انخفاضاً ملحوظاً خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، بعد الارتفاع التاريخي الذي سجله المعدن النفيس في الجلسة السابقة، إذ اتجه المستثمرون إلى جني الأرباح عقب موجة صعود قوية دفعت الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة

تداولات الذهب

وخلال تداولات صباح الثلاثاء فقد تراجع الذهب الفوري بنسبة 2.3% ليسجل نحو 4,256.19 دولار للأونصة في تعاملات اليوم، بعدما بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4,381.21 دولار يوم الاثنين. كما انخفضت العقود الأمريكية الآجلة لتسليم ديسمبر بنسبة 2.1% لتغلق عند 4,269.60 دولار للأونصة

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

ورغم هذا التراجع، لا تزال التوقعات متفائلة بشأن استمرار الزخم الصعودي على المدى المتوسط، مدعومة بتزايد الطلب الاستثماري، ومخاوف التباطؤ الاقتصادي العالمي، إضافة إلى ترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية المنتظر صدورها في نهاية الأسبوع الجاري, كما جاء هذا التراجع في ظل ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.3%، ما جعل الذهب أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، ودفع المتعاملين إلى البيع لجني الأرباح بعد المكاسب القوية الأخيرة

ويرى المحللون أن التراجع الحالي يمثل حركة تصحيح طبيعية عقب الارتفاع الحاد في الأسعار خلال الأسابيع الماضية، حيث قال نيتش شاه، محلل السلع في شركة “وِزدم تري”، إن القفزات السعرية السريعة تجعل السوق عرضة لجولات متكررة من التصحيح كلما تم تسجيل قمة جديدة , وقد دفعت عدة عوامل أسعار الذهب إلى هذه المستويات التاريخية، أبرزها توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية قريباً، واستمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي في الأسواق العالمية. ويتوقع المحللون أن تُظهر بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي لشهر سبتمبر — المقرر صدورها يوم الجمعة — ارتفاعاً بنسبة 3.1% على أساس سنوي، ما قد يعزز الرهانات على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل

وإلى جانب ذلك، يواصل الطلب المركزي دعم أسعار الذهب، إذ تواصل البنوك المركزية حول العالم تعزيز احتياطاتها من المعدن الأصفر في إطار سعيها لتنويع أصولها بعيداً عن الدولار الأمريكي. كما تظل التوترات الجيوسياسية والمخاوف من تباطؤ النمو العالمي من أبرز المحركات التي تعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن , وعلى الرغم من التراجع الحالي، يرى محللو بنك “يو بي إس” أن الخسائر قد تبقى محدودة، مع استمرار اهتمام المستثمرين الذين فاتهم الارتفاع الأخير بالشراء عند الانخفاضات السعرية، ما قد يدعم استقرار الأسعار فوق مستوى 4,200 دولار للأونصة, ومع اقتراب صدور بيانات التضخم الأمريكية، تبقى تحركات الذهب مرتبطة بتوقعات السياسة النقدية الفيدرالية وتطورات المشهد الجيوسياسي العالمي. وفي حال أكدت البيانات تباطؤ التضخم، فمن المرجح أن يشهد المعدن الأصفر موجة صعود جديدة تدفعه نحو تسجيل قمم قياسية جديدة قبل نهاية العام