الفيدرالي يغيّر نظرة الأسواق لمستقبل الاقتصاد

الفيدرالي يغيّر نظرة الأسواق لمستقبل الاقتصاد العالمي، وانتقلت الأسواق للقلق من التضخّم المرتفع من جديد مع إشارات الفيدرالي لقلق ارتفاع التضخّم.
وتجاهل الفيدرالي جملة أشار لها شهر ديسمبر 2024 الماضي عندما قال “التضخّم حقق تقدّماً نحو الهدف”.
وأظهر بيان تفاؤلاً حيال النمو وأسواق العمل، وتم الإشارة إلى أن الاقتصاد استمر بالتوسّع بوتيرة قويّة.
ومن هنا، شهدنا الفيدرالي يغيّر نظرة الأسواق حيال مستقبل الفوائد والتضخّم.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، أصبحت الأسواق تتوقّع تثبيت الفائدة طوال الربع الأوّل الجاري من 2025 على الأقل.
وتأثّر الدولار الأمريكي إيجاباً وتراجعت مؤشرات الأسهم والذهب بعد قرار الفائدة الفيدرالية.
لكن، عاود الدولار تراجعه مع صدور بيانات ونتائج أعمال كبرى الشركات الأمريكية التي شملت مايكروسوفت وميتابلاتفورمز.
وجاءت نتائج كبرى الشركات أفضل مما توقّعت الأسواق لتسبب توجّهاً لأسواق الأسهم وأسواق العائد المرتفع وتم التخلي بعض الشيء عن الدولار.
ورافق تراجع الدولار بعد صدور نتائج أعمال الشركات ارتفاع ملموس في مؤشرات الأسهم الأمريكية وصعدت أسعار الذهب.

للمزيد عن كيف أن الفيدرالي يغيّر نظرة الأسواق وحركة الدولار عبر الفيديو:

قرار المركزي الأوروبي يستحوذ على الاهتمام اليوم

بعد أن شهدنا الفيدرالي يغيّر نظرة الأسواق حيال مستقبل الفوائد الأمريكية، تترقّب الأسواق اليوم قرار البنك المركزي الأوروبي.
وتختلف الظروف الاقتصادية في منطقة اليورو عمّا هي في الولايات المتحدّة.
فالنمو الاقتصادي في منطقة اليورو ضعيف نسبياً لم يتعدّى 0.4% في آخر القراءات.
وفي ألمانيا نمو أضعف عند 0.1%، فيما إيطاليا توقّف فيها النمو تماماً بحسب آخر القراءات بصدور النمو عند 0.0%.
وعندما ننظر إلى معدّل التضخّم، سنلاحظ بأن التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين لشهر ديسمبر يقف عند 2.4%.
ورغم أن التضخّم ارتفع من الأدنى المتحقق عام 2024 عند 1.7%، إلا أن المركزي الأوروبي قد يكون مجبراً على خفض الفائدة لدعم النمو.
كما أن مخاوف التجارة مستقبلاً مع الولايات المتحدّة في ظل رئاسة دونالد ترامب قد تكون أحد أسباب خفض الفوائد الأوروبية.
وتتوقّع الأسواق اليوم أن يعلن المركزي الأوروبي عن خفض الفائدة 25 نقطة، من 3.15% إلى 2.90%.
وتم بالفعل تسعير اليورو على هذا الأساس.

كيف سيؤثر قرار المركزي الأوروبي على الأسواق؟

كما أشرنا، تم تسعير اليورو على توقعات خفض الفائدة 25 نقطة أساس. بالتالي، قد لا يكون تأثير قرار الفائدة هو محور الاهتمام اليوم.
لكن، إن أقدم المركزي على خفض الفائدة أكثر من 25 نقطة أساس (غير متوقّع)، عندها قد ينخفض اليورو بشكل ملموس.
وفي هذه الحالة ربما سنرى قفزة في مؤشرات الأسهم الأوروبية صعوداً.
أما في حال التثبيت (هو المرجّح)، عندها سينتقل التأثير إلى بيان الفائدة والمؤتمر الصحفي التابع لقرار الفائدة.
فإذن لاحظ المتداولون توجّهاً لإجراء مزيد من الخفض الأشهر القادمة، عندها قد ينخفض اليورو وترتفع مؤشرات الأسهم.
لكن إن أبدى المركزي الأوروبي رغبة في التوقّف مؤقتاً عن خفض الفائدة، هنا ربما سيصعد اليورو وتتذبذب الأسهم.
أما الحالة الأخيرة، هي أن يربط المركزي قراراته المستقبلية بالمستجدات في البيانات الاقتصادية، فهنا قد يسود تذبذب الأسواق.

بيانات اقتصادية مهمّة اليوم في وقت شهدنا فيه الفيدرالي يغيّر نظرة الأسواق

بعد أن شهدنا الفيدرالي يغيّر نظرة الأسواق حيال مستقبل الفوائد الأمريكية، سنستقبل اليوم بيانات اقتصادية أمريكية قد تكون مهمّة.
سنكون بداية مع قراءة نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الرابع 2024، وتتوقّع الأسواق أن نرى بعض التراجع.
وتعتقد الأسواق بأن يكون الاقتصاد الأمريكي حقق نموّاً في الناتج المحلي الإجمالي نسبته 2.7% بانخفاض من 3.1% للربع الثالث.
لكن، حتى مع هذا الانخفاض فالنمو الاقتصادي الأمريكي يعتبر قوي مقارنة في عديد من الدول المتقدّمة في العالم.
إلى جانب ذلك، سوف نتوقّف مع بيانات طلبات البطالة الأسبوعية الأمريكية.
وتعتقد الأسواق أن بيانات طلبات البطالة قد تظهر استقراراً نسبي في عدد الطلبات عند 224 ألف، مقارنة بالقراءة السابقة 223 ألف.
هذا وستصدر بيانات مبيعات المنازل المعلّقة، وتوقّعات بإظهارها توقّف نمو المبيعات عند 0.0%، بعد نمو نسبته 2.2%.

كيف ستؤثّر البيانات الاقتصادية الأمريكية بالأسواق؟

في وقت شهدنا فيه الفيدرالي يغيّر نظرة الأسواق حيال مستقبل الفوائد للشهرين القادمين، لا يجب إهمال حقيقة أن البيانات قد تصبح أقل تأثيراً في حال صدرت قريبة من التوقعات.
بالتالي، إن صدرت قراءة النمو الاقتصادي عند 2.7%، وجاءت نتيجة طلبات البطالة قرب 224 ألف، فقد يكون التأثير محدود.
وهنا، قد نرى تذبذباً بالأسواق المالية يشمل الدولار والذهب والأسهم، خصوصاً لو جاءت قراءة مبيعات المنازل المعلّقة قرب 0.00%.
لكن إذا ظهر تراجعت طلبات البطالة كثيراً، وأظهرت قراءة النمو قيماً أعلى بكثير من 2.7%، فهنا قد تتأثّر الأسواق بالفعل.
وفي هذه الحالة قد نلاحظ صعوداً بالدولار وهبوطاً بأسعار الذهب وتذبذب الأسهم، خصوصاً مع قراءة أعلى من 0.0% لمبيعات المنازل.
أما العكس إذا أظهرت النتائج ارتفاعاً كبيراً في طلبات البطالة وانخفاضاً ملموساً في النمو الاقتصادي، فهنا قد ينخفض الدولار.
وقد نلاحظ أيضاً عندها ارتفاع الذهب، وهنا ربما ستتذبذب الأسهم لكن مع عودة للارتفاع لاحقاً.

نتائج أعمال كبرى الشركات الأمريكية مستمرّة بالصدور

شهدنا يوم أمس مدى تأثير نتائج أعمال الشركات في أسواق الأسهم الأمريكية رغم حقيقة أن الفيدرالي يغيّر نظرة الأسواق حيال الفائدة.
وتعتبر الأسواق المالية نتائج أعمال الشركات مؤشّراً اقتصادي مهم.
واليوم، سنكون مع نتائج أعمال شركة آبل المتوقّع أن تظهر ربحية 2.36 دولار للسهم الواحد.
كما سنستقبل نتائج أعمال شركة فيزا المتوقّع أن تظهر ربحية سهم عند 2.66 دولار أمريكي.
هذا وستعلن شركة إنتل عن نتائج أعمالها ومن المتوقّع بالأسواق أن تظهر النتائج تحقيق ربحية سهم قرب 11 سنت أمريكي.
وستعلن أيضاً ماستركارد وشركة كاتربيلار وغيرها الكثير من الشركات عن نتائج أعمالها.
فكما نرى، سيمزج تأثير قرار الفيدرالي يوم أمس مع نتائج البيانات الاقتصادية اليوم وسط نتائج أعمال الشركات.
فلا يجب استبعاد حصول تذبذب وربما تغيّر في التوجّهات على مدى تداولات بقية هذا الأسبوع.

ربما يهمّك أيضاً:

أسعار الذهب تظل منخفضة بعد قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بتثبيت أسعار الفائدة الأمريكية
أسعار النفط تستقر مع استيعاب المتداولين لسياسات بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشددة ورسوم ترامب الجمركية