المعدن الأصفر يواصل تحطيم أرقامه القياسية تحت ضغط ضعف الدولار

المعدن الثمين “الذهب” يقترب من حاجز 3,700 دولارًا للأونصة

ارتفعت أسعار الذهب بالسوق الأوروبية يوم الثلاثاء لتوسع مكاسبها لليوم الثالث على التوالي ،لتواصل تحطيم أرقامها القياسية ،لتقترب من الوصول إلى حاجز 3,700 دولارًا للأونصة لأول مرة في التاريخ ،بفضل الهبوط الحالي في مستويات الدولار الأمريكي

تداولات الذهب

وخلال تداولات صباح الثلاثاء فقد افتتحت تعاملات الثلاثاء على ارتفاع ملحوظ للذهب، حيث صعد المعدن النفيس في السوق الفورية إلى 3655.5 دولار للأونصة، بزيادة 0.55% تعادل 20 دولاراً. كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 0.5% لتسجل 3695.5 دولار للأونصة، مضيفة رقماً قياسياً جديداً إلى سلسلة الارتفاعات منذ بداية العام

وعند إغلاق جلسة الاثنين، صعدت الأسعار الفورية إلى 3635 دولاراً للأونصة بزيادة تتجاوز 1.2%، بينما أنهت العقود الآجلة تعاملاتها عند 3677.4 دولار للأونصة مرتفعة 0.9%. وبذلك يكون الذهب قد صعد بنحو 40% منذ مطلع 2025، مسجلاً في الأسبوع الماضي وحده أقوى مكاسب أسبوعية في أربعة أشهر بارتفاع يفوق 5%

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

هذا وقد تراجع مؤشر الدولار الأميركي إلى أدنى مستوى في نحو سبعة أسابيع مسجلاً 97.44 بانخفاض 0.71% خلال خمس جلسات، ما زاد جاذبية الذهب للمستثمرين من خارج الولايات المتحدة. بالتزامن، هبطت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات إلى أدنى مستوياتها في خمسة أشهر، وهو ما عزز تدفقات المستثمرين نحو الملاذات الآمنة,

وجاءت بيانات التوظيف الأميركية الأخيرة لتزيد من زخم الصعود، إذ أظهرت تباطؤاً حاداً في نمو الوظائف وارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو الأعلى منذ ما يقرب من أربع سنوات. هذه المؤشرات دعمت رهانات قوية على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيضطر إلى تسريع وتيرة خفض أسعار الفائدة

وعلى صعيد التوترات التجارية، أعلنت كوريا الجنوبية تأجيل مفاوضاتها مع الولايات المتحدة بشأن إدارة صندوق استثمار ضخم بقيمة 350 مليار دولار، ما أضاف طبقة جديدة من عدم اليقين للأسواق. في الوقت ذاته، يستعد مجلس الشيوخ الأميركي للتصويت على ترشيح ستيفن ميران لعضوية مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، بما قد يتيح له المشاركة في اجتماع لجنة السوق المفتوحة يومي 16 و17 سبتمبر، وهو الاجتماع الذي يُتوقع أن يشهد نقاشاً محورياً بشأن خفض الفائدة

التوقعات المستقبلية

البنوك الاستثمارية الكبرى تترقب المسار المقبل للذهب بتركيز شديد. “جولدمان ساكس” رسم ثلاثة سيناريوهات رئيسية: ارتفاع الأسعار إلى 4000 دولار للأونصة بحلول منتصف 2026، أو إلى 4500 دولار في حال تسارعت وتيرة خفض الفائدة، فيما يرى السيناريو الأكثر تفاؤلاً إمكانية بلوغ 5000 دولار إذا تحوّل 1% فقط من استثمارات سوق سندات الخزانة الأميركية إلى الذهب, أما “جي بي مورجان” فتبنى رؤية أكثر تحفظاً لكنه توقع أن يبلغ الذهب 4000 دولار في الربع الثاني من 2026، ثم 4250 دولاراً بنهاية العام نفسه، مشيراً إلى أن أي خفض للفائدة سيعزز تدفقات الصناديق المتداولة على المعدن النفيس

في المقابل، رفع “إيه إن زد” الأسترالي توقعاته ليُرجح أن يصل السعر إلى 3600 دولار للأونصة بنهاية 2025، بعدما كان يتوقع سابقاً اختراق مستوى 3500 دولار خلال ستة أشهر فقط. البنك أكد أن أي تراجعات مؤقتة تمثل فرص شراء مغرية للمستثمرين

أخيراً : وفي ظل ضعف الدولار وتراجع العوائد الأميركية وتصاعد التوترات الاقتصادية والتجارية، يواصل الذهب فرض نفسه كأحد أبرز الملاذات الآمنة في الأسواق العالمية. ورغم اختلاف تقديرات البنوك الاستثمارية بشأن المستويات المستهدفة، يبقى الاتجاه العام واضحاً: المعدن الأصفر مقبل على مرحلة جديدة من الارتفاعات التاريخية