المعدن الأصفر يواصل مكاسبه متجاوزاً 1.5% قبل إعلان قرارات الفائدة الأمريكية

الذهب يرتفع بأكثر من 1.5% مدعومًا بعمليات شراء تصحيحية وترقب قرار الفيدرالي الأمريكي

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات الأربعاء في السوق الأوروبية، لتصعد بأكثر من 1.5% مع تعافي المعدن من أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع، متجاوزًا مجددًا مستوى 4,000 دولار للأونصة، وسط نشاط واضح لعمليات الشراء من مستويات تصحيحية، وفي ظل ترقب الأسواق لنتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المقرر في وقت لاحق اليوم.

تداولات الذهب

وخلال تداولات صباح الأربعاء فقد ارتفعت أسعار الذهب الفورية بنسبة 1.7% لتصل إلى 4,019.76 دولارًا للأونصة، مقارنة بمستوى الافتتاح عند 3,951.50 دولارًا، بعد أن سجل المعدن أدنى مستوى له عند 3,915.48 دولارًا. وكان الذهب قد أنهى تداولات الثلاثاء على انخفاض بنسبة 0.75% في ثالث خسارة يومية متتالية، مسجلًا أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع عند 3,886.64 دولارًا للأونصة، متأثرًا بالتطورات الإيجابية في مسار المحادثات التجارية العالمية التي قلّصت الإقبال على الملاذات الآمنة

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

هذا وتتجه الأنظار اليوم نحو اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وهو السابع خلال عام 2025، حيث من المتوقع أن يعلن البنك المركزي عن خفض جديد في سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، في ثاني خطوة تيسيرية متتالية لدعم وتيرة النمو الاقتصادي. ومن المقرر صدور القرار وبيان السياسة النقدية عند الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش، يليهما خطاب لرئيس المجلس جيروم باول بعد نصف ساعة، والذي من المنتظر أن يقدم إشارات أوضح حول احتمالات خفض إضافي للفائدة قبل نهاية العام، ومسار السياسة النقدية خلال 2026

في الوقت نفسه، تتابع الأسواق عن كثب جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الآسيوية، التي تختتم اليوم بزيارة إلى كوريا الجنوبية قبل لقائه المرتقب غدًا الخميس مع الرئيس الصيني شي جين بينغ. ويُنظر إلى هذا الاجتماع كحدث محوري في تحديد مستقبل العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، مع تزايد التوقعات بالتوصل إلى هدنة جديدة في الحرب التجارية، وهو ما قد يؤثر على توجهات المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن مثل الذهب

ويرى المحلل في شركة الأبحاث الكمية للسلع بيتر فرتيغ أن الارتفاع الحالي للذهب مدفوع بعمليات شراء انتهازية بعد أن فقد المعدن أكثر من 10% من قيمته مؤخرًا، ما جعله جذابًا من جديد للمستثمرين، خصوصًا في ظل استمرار العوامل الأساسية الداعمة مثل توقعات خفض الفائدة وارتفاع المشتريات الرسمية من قبل البنوك المركزية, وأشار فرتيغ إلى أن بعض مديري الاحتياطيات النقدية في البنوك المركزية قد استغلوا التراجع الأخير لتعزيز حيازاتهم من الذهب

من جانب آخر، ذكر بنك «إيه إن زد» في مذكرة بحثية أن تحسن أجواء المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ما زال يضغط على الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، إلا أن الانخفاضات الأخيرة قد تشكّل فرصة للبنوك المركزية لزيادة مشترياتها في ظل رغبتها في تنويع احتياطاتها بعيدًا عن الدولار الأمريكي