النفط يتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية وسط مخاوف من نقص الإمدادات بعد العقوبات الأمريكية على الشركات الروسية
ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف يوم الجمعة، مواصلة مكاسبها القوية في الجلسة السابقة، ومتجهة نحو تحقيق مكاسب أسبوعية، وسط تصاعد المخاوف بشأن الإمدادات بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أكبر شركتين روسيتين في قطاع النفط بسبب الحرب في أوكرانيا
ارتفعت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 13 سنتًا أو بنسبة 0.2% إلى 66.12 دولار للبرميل ، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 6 سنتات أو بنسبة 0.1% إلى 61.85 دولار للبرميل
وقال جيوفاني ستاونوفو، محلل السلع في بنك يو بي إس، إن “الجميع ينتظر معرفة مدى تأثير العقوبات الجديدة على روسيا، والسوق في حالة ترقب لمعرفة ما سيحدث لتدفقات النفط”
وكان الخامان القياسيان قد قفزا بأكثر من 5% يوم الخميس عقب إعلان العقوبات، ويتجهان لتسجيل مكاسب أسبوعية بنحو 7%، وهي الأكبر منذ منتصف يونيو
وعادت الفروق السعرية لعقود خام برنت والخام الأمريكي لمدة ستة أشهر إلى حالة الـ”باكوارديشن” – حيث تكون العقود الآجلة لشهور قادمة أقل سعرًا من تلك القريبة – بعد أن كانت لفترة وجيزة في حالة “الكونتانغو” هذا الأسبوع، في إشارة إلى تحول مخاوف المتعاملين من تخمة المعروض إلى نقص الإمدادات، ما يدفعهم لبيع العقود القريبة بسعر أعلى بدلًا من تحمل تكاليف التخزين
عقوبات أمريكية تطال عملاقي النفط الروسيين
فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس عقوبات على شركتي “روس نفط” و”لوك أويل” في محاولة للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وتشكل الشركتان معًا أكثر من 5% من إنتاج النفط العالمي
وأفادت مصادر تجارية لرويترز أن شركات النفط الحكومية الصينية علّقت مؤقتًا مشترياتها من النفط الروسي، بينما أشارت مصادر في القطاع إلى أن المصافي الهندية – أكبر مشترٍ للنفط الروسي المنقول بحرًا – تستعد لتقليص وارداتها بشكل حاد
وقال يانيف شاه، نائب رئيس تحليل أسواق النفط في شركة شركة ريستاد للطاقة، في مذكرة للعملاء: “تبدو التدفقات إلى الهند الأكثر عرضة للخطر، بينما ستواجه المصافي الصينية تحديات أقل نسبيًا نظرًا لتنوع مصادر الخام لديها وتوفر المخزونات”
من جانبه، صرّح وزير النفط الكويتي بأن منظمة أوبك مستعدة لتعويض أي نقص محتمل في المعروض من خلال زيادة الإنتاج
وأعلنت الولايات المتحدة استعدادها لاتخاذ مزيد من الإجراءات، في حين وصف بوتين العقوبات بأنها “عمل غير ودي”، مؤكدًا أنها لن تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الروسي، ومشيرًا إلى أهمية روسيا في سوق الطاقة العالمي
وكانت بريطانيا قد فرضت عقوبات على “روس نفط” و”لوك أويل” الأسبوع الماضي، كما وافق الاتحاد الأوروبي على الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات ضد روسيا، والتي شملت حظر استيراد الغاز الطبيعي المسال الروسي
وأدرج الاتحاد الأوروبي أيضًا مصفاتين صينيتين بطاقة إجمالية 600 ألف برميل يوميًا، إضافة إلى شركة تشاينا أويل هونج كونج التابعة لشركة بتروتشاينا، ضمن قائمة العقوبات الجديدة
وأظهرت بيانات الطاقة الأمريكية أن روسيا كانت ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم عام 2024 بعد الولايات المتحدة
كما يترقب المستثمرون الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ الأسبوع المقبل، في محاولة لتخفيف حدة التوترات التجارية المستمرة وإنهاء سلسلة من الإجراءات الانتقامية المتبادلة بين الجانبين