النفط يتراجع بفعل المخاوف من وفرة الوقود وسبل السلام في أوكرانيا

إنخفاض أسعار الخام مع تركيز الأسواق للمحادثات الروسية الأوكرانية

تراجعت أسعار النفط خلال تداولات أمس الخميس، إذ ركز المستثمرون على تطورات محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب المتابعة الدقيقة للزيادة الكبيرة في مخزونات البنزين والديزل داخل الولايات المتحدة، وهو ما ضغط على معنويات السوق ودفع الأسعار للانخفاض

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات أمس الخميس فقد أغلقت عقود خام برنت القياسي عند 61.28 دولارًا للبرميل، منخفضة بمقدار 93 سنتًا أو 1.49%. كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند التسوية بمقدار 86 سنتًا أو 1.47% ليصل إلى 57.60 دولارًا للبرميل. وخلال جزء كبير من الجلسة، هبط الخامان بأكثر من دولار واحد وبنحو 2%، متجاوزين القيعان المسجلة في أكتوبر

العوامل المؤثرة في السوق

هذا ويبدو ان الأسواق تعاني من ضغوط ناجمة عن الفوائض الكبيرة في مخزونات البنزين والديزل، وهو ما يظهر جليًا في ضعف هوامش التكرير.” وكانت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية قد أظهرت يوم الأربعاء زيادة في مخزونات البنزين بنحو 2.5 مليون برميل، إلى جانب ارتفاع مماثل في مخزونات المقطرات

كما ساهمت التوقعات المتزايدة بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين موسكو وكييف في تعزيز الضغوط الهبوطية على الأسعار، باعتبار أن أي تسوية قد تعيد جزءًا من الإمدادات الروسية إلى الأسواق العالمية, و رغم وجود بعض الدعم عقب أنباء الهجمات بطائرات مسيّرة، إلا أن التحرك الواضح نحو مسار سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا حدّ من الزخم الصعودي

وكانت رويترز قد أفادت بأن طائرات مسيّرة أوكرانية استهدفت منصة نفطية روسية في بحر قزوين لأول مرة، ما أدى إلى تعليق عمليات استخراج النفط والغاز في المنشأة. وفي سياق سياسي موازٍ، عقد قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمناقشة جهود السلام، واصفين المحادثات بأنها “مرحلة حاسمة” في العملية. كما صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ساهمت في إزالة سوء الفهم، مشيرًا إلى تقديم موسكو مقترحاتها الأمنية لواشنطن

كما كانت أسعار الخام قد تلقت دعمًا محدودًا في الجلسة السابقة بعد إعلان الولايات المتحدة الاستيلاء على ناقلة نفط قبالة السواحل الفنزويلية، ما أثار مخاوف من اضطرابات جديدة في الإمدادات, و حتى اللحظة، لم ينعكس هذا التطور على الأسعار، إلا أن أي تصعيد إضافي قد يفرض تقلبات حادة على سوق الخام, وقد كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن عملية الاستيلاء بحسب مصادر في السوق، يطالب المشترون الآسيويون بخصومات كبيرة على الخام الفنزويلي، في ظل تدفق كميات كبيرة من النفط الخاضع للعقوبات من روسيا وإيران، إلى جانب ارتفاع مخاطر الشحن نتيجة التحركات العسكرية الأميركية في منطقة الكاريبي

وفي أحدث تقرير شهري، رفعت الوكالة الدولية للطاقة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2026، مع خفض توقعاتها لنمو الإمدادات، ما يشير إلى تقلص الفائض المتوقع خلال العام المقبل. في المقابل، أبقت منظمة أوبك على تقديراتها لنمو الطلب للعامين 2025 و2026 دون تغيير، ما يعكس نظرة أكثر استقرارًا تجاه اتجاهات الاستهلاك العالمي