النفط يسجل مكاسب بأكثر من 3% بدعم من مؤشرات على نمو الطلب في أوروبا والصين

صعود أسعار النفط الخام بتعاملات أمس الثلاثاء

سجلت أسعار النفط ارتفاعًا بأكثر من 3% يوم الثلاثاء، مدعومة بمؤشرات على تحسن الطلب في أوروبا والصين، بالإضافة إلى تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وعودة المشترين إلى السوق بعد الانخفاض الحاد الذي شهدته الأسعار في الجلسة السابقة، والذي دفعها إلى أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات، عقب قرار تحالف “أوبك+” بزيادة الإنتاج

أداء النفط خلال جلسة الجمعة الماضية

وخلال تداولات أمس الثلاثاء فقد أنهى خام برنت تعاملاته بارتفاع قدره 1.92 دولار، أو ما يعادل 3.19%، ليصل إلى 62.15 دولارًا للبرميل. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.16 دولار، أو 3.43%، ليستقر عند 59.09 دولارًا للبرميل

العوامل المؤثرة في السوق

هذا وقد تمكنت العقود الآجلة لكلا الخامين من تجاوز منطقة “البيع المفرط” تقنيًا، بعد أن بلغا أدنى مستوياتهما منذ فبراير 2021 في الجلسة السابقة, وجاء هذا التعافي في أعقاب قرار “أوبك+”، التي تضم الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها بقيادة روسيا، بزيادة الإنتاج للشهر الثاني على التوالي

وأشار توماس فارغا، المحلل في شركة “بي في إم” للاستشارات، إلى أن تركيز المستثمرين تحول إلى تطورات التجارة العالمية وإمكانية التوصل إلى اتفاقات تجارية، وذلك بعد استيعاب قرار “أوبك+” المتعلق بزيادة الإنتاج, كما أسهمت التوترات الجيوسياسية في دعم الأسعار، بعد شن إسرائيل ضربات جوية على أهداف للحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، ردًا على هجوم استهدف مطار بن غوريون

أيضاً تلقت أسعار النفط دعمًا إضافيًا من ارتفاع إنفاق المستهلكين في الصين خلال عطلة عيد العمال، إضافة إلى عودة المستثمرين إلى الأسواق بعد فترة إغلاق دامت خمسة أيام, وذكرت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في شركة “فيليب نوفا”، أن “إعادة فتح الأسواق الصينية، أكبر مستورد للنفط، دفع المشترين إلى الاستفادة من الأسعار المنخفضة

و في الولايات المتحدة، انخفض الدولار إلى أدنى مستوى له في أسبوع مقابل سلة من العملات، ما جعل النفط المُسعّر بالدولار أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى, من جانب آخر، اقترحت المفوضية الأوروبية توسيع نطاق العقوبات المفروضة على روسيا، بما في ذلك إدراج أكثر من 100 سفينة مرتبطة بـ”أسطول الظل” الروسي، وذلك في إطار العقوبات المرتبطة بالحرب الروسية الأوكرانية

وفي سياق آخر، قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إنه يعتزم الإعلان عن تعريفات جمركية جديدة على الأدوية خلال الأسبوعين المقبلين، ما يضيف مزيدًا من الضبابية للأسواق المالية, كما أظهرت البيانات ارتفاع العجز التجاري الأمريكي إلى مستوى قياسي في مارس، مع تسارع الشركات في استيراد البضائع قبل فرض التعريفات، مما أدى إلى انكماش الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول

ومع ترقب اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، يُتوقع أن يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير، في ظل استمرار تأثير التعريفات الجمركية على الاقتصاد,كما تجدر الإشارة إلى أن أي خفض محتمل في أسعار الفائدة قد يعزز النمو الاقتصادي ويرفع الطلب على النفط، بينما قد تؤدي سياسات رفع التعريفات إلى زيادة الأسعار وتقليص الطلب