النفط يواصل خسائره ويتراجع إلى أدنى مستوى في 5 أشهر

هبوط أسعار النفط الخام غلي ادني مستوياتها في 5 أشهر

تراجعت أسعار النفط أمس الأربعاء إلى أدنى مستوياتها في خمسة أشهر، وسط ضغوط ناجمة عن تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتحذيرات وكالة الطاقة الدولية من احتمال تسجيل فائض كبير في المعروض العالمي بحلول عام 2026

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات أمس الأربعاء فقد انخفضت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 48 سنتًا أو ما يعادل 0.8% لتغلق عند 61.91 دولارًا للبرميل، بينما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 43 سنتًا أو بنسبة 0.7% لتستقر عند 58.27 دولارًا للبرميل، مسجلة أدنى تسوية منذ السابع من مايو ولليوم الثاني على التوالي

العوامل المؤثرة في السوق

وحذّر “بنك أوف أمريكا” من احتمال هبوط أسعار خام برنت إلى ما دون 50 دولارًا للبرميل في حال تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، بالتزامن مع زيادة تحالف “أوبك+” لإنتاجه النفط

وجاء ذلك في أعقاب تجدد النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، حيث فرضت الولايات المتحدة والصين رسومًا إضافية على السفن التي تنقل البضائع بينهما، في خطوة من شأنها إعاقة حركة الشحن العالمية. كما أعلنت الصين تشديد قيودها على تصدير المعادن النادرة، فيما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية وتشديد قيود تصدير البرمجيات اعتبارًا من الأول من نوفمبر

ورغم حدة التصعيد، أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن واشنطن لا تسعى لتفاقم النزاع، مشيرًا إلى استعداد ترامب للقاء نظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية لاحقًا هذا الشهر, وفي المقابل، تستمر الضغوط الاقتصادية داخل الصين، حيث أظهرت البيانات تراجع أسعار المستهلكين والمنتجين في سبتمبر، في وقت يعاني فيه قطاع العقارات من ركود متواصل، ما انعكس سلبًا على النشاط الاقتصادي

وأشار عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ستيفن ميران إلى أن هذه التطورات تشكل مخاطر جوهرية على آفاق الاقتصاد الأمريكي، ما يعزز الحاجة إلى خفض سعر الفائدة الأساسي لدعم النمو وتحفيز الطلب على الطاقة, وفي الولايات المتحدة، أظهرت بيانات الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أن مبيعات التجزئة — باستثناء السيارات وقطع الغيار — ربما سجلت مكاسب إضافية في سبتمبر، وإن كان جزء منها ناتجًا عن ارتفاع الأسعار أكثر من زيادة حقيقية في الاستهلاك

أما تقرير وكالة الطاقة الدولية الصادر يوم الثلاثاء، فقد أشار إلى احتمال تسجيل فائض في المعروض العالمي العام المقبل يصل إلى نحو 4 ملايين برميل يوميًا — وهو أعلى من تقديراتها السابقة — نتيجة زيادة إنتاج تحالف “أوبك+” ودول أخرى في ظل ضعف الطلب العالمي, ويضم تحالف “أوبك+” منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) إلى جانب حلفاء من خارجها مثل روسيا وأذربيجان

وفي سياق متصل، فرضت بريطانيا عقوبات جديدة على شركتي النفط الروسيتين الأكبر “روسنفت” و”لوك أويل”، إضافة إلى 51 ناقلة من “أسطول الظل” الروسي، في إطار جهودها لتشديد القيود على صادرات الطاقة الروسية وتقليص عائدات الكرملين

وتُظهر بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن روسيا كانت ثاني أكبر منتج للنفط الخام عالميًا بعد الولايات المتحدة في عام 2024، وأن تشديد العقوبات المرتبطة بالحرب في أوكرانيا قد يبقي كميات أكبر من النفط الروسي خارج الأسواق, وفي أذربيجان، أعلنت وزارة الطاقة انخفاض إنتاج البلاد بنسبة 4.2% إلى 20.7 مليون طن متري خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر، مقارنة بـ 21.6 مليون طن في الفترة ذاتها من العام الماضي

أما في ما يتعلق بالمخزونات الأمريكية، فمن المقرر أن تصدر بيانات جمعية البترول الأمريكية وإدارة معلومات الطاقة الأسبوعية يومي الأربعاء والخميس، بعد تأجيلها يومًا واحدًا بسبب عطلة يوم كولومبوس/يوم الشعوب الأصلية في الولايات المتحدة , ويتوقع المحللون ارتفاع مخزونات الخام بنحو 300 ألف برميل خلال الأسبوع الماضي، ما قد يمثل الزيادة الثالثة على التوالي منذ أبريل. ويُقارن ذلك بانخفاض قدره 2.2 مليون برميل في الأسبوع ذاته من العام الماضي، وبزيادة متوسطة قدرها 1.1 مليون برميل خلال الأعوام الخمسة الماضية