بعد الإعصار والفيدرالي الأمريكي، الأسواق تترقّب بيانات التضخّم
بعد الإعصار والفيدرالي الأمريكي اللذان أثّرا في الأسواق المالية العالمية، تترقّب الأسواق المالية اليوم صدور بيانات التضخّم الأمريكي.
وسيتم الإعلان عن بيانات التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدّة الأمريكية.
وتعتقد الأسواق بأن البيانات ستظهر تراجعاً في معدّل التضخّم السنوي من 2.5% إلى 2.3%.
كما تعتقد الأسواق المالية بأن التضخّم الأساسي ربما يكون قد استقر شهر سبتمبر عند 3.2%، كما كان شهر أغسطس الماضي.
وعلى المستوى الشهري، تشير توقعات الأسواق لاحتمال انخفاض التضخّم شهر سبتمبر إلى 0.15 مقارنة بأغسطس عند 0.2%.
فيما ترى الأسواق احتمال تراجع التضخّم الأساسي الشهري لشهر سبتمبر إلى 0.2% مقارنة بمستوى 0.3% لشهر أغسطس.
هذه القراءات تؤكّد قراءة الفيدرالي الأمريكي الذي قام بخفض الفائدة 50 نقطة أساس الشهر الماضي.
لكن، أظهر محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي أن عضو واحد من الفيدرالي صوّت على عدم خفض الفائدة، وهي “ميشيل بومان”.
ورغم أن باقي الأعضاء صوّتوا على خفض الفائدة 50 نقطة، إلا أن نقاشاً كبيراً كان بين الأعضاء حيال ذلك.
ودون ذكر العدد في محضر الاجتماع، طالب أعضاء في البدالة بالاكتفاء بخفض الفائدة 25 نقطة.
لكن، كما جرت العادة، خرج الأعضاء بقرار موحد بخفض الفائدة 50 نقطة.
واختلاف رؤى الفيدرالي يعتبر حادثة لا تتكرر كثيراً، حيث لم نشهد تعارض الآراء حيال القرار منذ 2005.
وورد في محضر الاجتماع بأن الفيدرالي يريد “إعادة المعايرة” لأسعار الفائدة، أي أن يكون متوازناً في النمو والتضخّم.
وبحسب مجموعة CME، تتوقّع الأسواق خفض الفائدة 25 نقطة الشهر المقبل نوفمبر 2024، وباحتمال يقارب 85%. (مصدر القراءات)
إلا أن حوالي 15% من التوقعات تشير إلى أن الفيدرالي لن يخفّض الفائدة.
إعصار ميلتون
أثّر إعصار ميلتون على رابع أكبر ولاية أمريكية من ناحية الناتج المحلي الإجمالي، وهي ولاية فلوريدا.
وتشكّل فلوريدا حوالي 6% من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي.
لذلك، نرى بأن الإعصار الذي ضرب في البنية التحتية وتسبب بتوقف الحياة العامة لساعات، قد تستمر تبعاته لأيام عديدة.
والإعصار سبب آخر يدعم فكرة أن الفيدرالي سيكون بحاجة لخفض الفائدة، لتقليل الضغط على اقتصاد فلوريدا المتضرر.
بعد الإعصار والفيدرالي الأمريكي، ترقّب مؤشر أسعار المستهلكين
الفيديو التالي عبر صفحتنا على فيسبوك فيه المزيد من التفاصيل
كيف نفسّر بيانات التضخّم الأمريكي اليوم؟
بعد الإعصار والفيدرالي الأمريكي يوم أمس، سيكون تفسير البيانات الاقتصادية اليوم معتمداً على توقعات الفيدرالي.
الفيدرالي يتوقّع تراجعاً بالتضخّم خلال الفترة المقبلة. لذلك، بيانات التضخّم اليوم سيكون لها أهمية بتوقعاته.
ورغم أن الفيدرالي يفضّل اعتماد مؤشر أسعار نفقات أسعار الاستهلاك الشخصي الأساسي، إلا أن مؤشر أسعار المستهلكين يعتبر مؤشراً مسبقاً قد يعطي تلميحاً عن مستقبل المؤشر الآخر.
لذلك، وبما أن الأسواق تراقب معدّلات التضخّم مثلها مثل الفيدرالي، فالتأثير على الأسواق سيعتمد على مدى بعد النتائج عن توقعاتها.
فإذا تراجع التضخّم أكثر من التوقعات، أي ما دون 2.3%، وانخفض التضخّم الأساسي ما دون 3.2%.
هذه الحالة قد تعيد احتمال خفض الفائدة 50 نقطة الشهر المقبل.
ومن هنا، ربما سنرى تراجعاً بالدولار وربما تصعد أسعار الذهب.
لكن، إذا صدرت القراءة للتضخّم الأساسي أعلى من 3.2%، ولم ينخفض التضخّم عن 2.5% أو ارتفع بشكل مفاجئ.
هذه القراءة قد تكون داعمة للدولار بشكل كبير، وضاغطة على الذهب.
والسبب في ذلك هو أن قراءة على ارتفاع قد تزيد احتمال عدم خفض الفائدة الشهر المقبل.
إلا أن صدور القراءة للتضخّم بين 2.5% و2.3%، وصدور التضخّم الأساسي عند 3.2%، قد تكون سبباً لتذبذب الأسواق.
لكن، لا يجب أن ننسى تأثير التوتّرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط على معنويات المتداولين.
ومنه، إذا شهدنا أي مستجدات في الشرق الأوسط، فقد نرى حالة من التباين والتذبذب في الأسواق المالية.
ربما يهمّك أيضاً:
تراجع أسعار النفط الخام مع ارتفاع مخزونات النفط الخام الأمريكي واستمرار الصراع بالشرق الأوسط
أسعار الذهب تتعرض لضغوط بسبب عدم اليقين بشأن أسعار الفائدة مع اقتراب بنك الاحتياطي الفيدرالي وإشارات التضخم