بيانات تؤكد التوجّه لخفض الفائدة والأسواق المالية تنتعش
بيانات تؤكد التوجّه لخفض الفائدة في الفيدرالي، حيث صدرت يوم أمس بيانات اقتصادية من الولايات المتحدّة أثبتت الحاجة لخفض الفائدة.
وفعلاً، أصبحت الأسواق الآن على يقين بأن الفيدرالي الأمريكي سيقوم بخفض الفائدة يوم الأربعاء المقبل.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، ترى الأسواق احتمالاً بنسبة 100% بأن يتم خفض الفائدة.
وعن بقية هذه السنة، تعتقد الأسواق بأن الفيدرالي سيخفض الفائدة 75 نقطة أساس باحتمال يفوق الـ75%.
فيما تعتقد نسبة قليلة بأن الفيدرالي سيخفّضها 100 نقطة أساس.
ولهذا، شهدنا انتعاشاً بأسواق الأسهم مع زيادة كبيرة في شهية المخاطرة.
فبيانات يوم أمس أثبتت ارتفاع طلبات البطالة الأسبوعية لأعلى مستوى لها منذ شهر يناير عام 2023.
وأظهرت البيات ارتفاع طلبات البطالة إلى 263 ألف طلب.
ورغم أن بيانات التضخّم التي صدرت أمس أثبتت ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين من 2.7% إلى 2.9%، إلا أن هذه القراءة كانت متوقّعة.
كما أظهرت البيانات استقرار معدّل التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي الذي يستثني الغذاء والطاقة، عند 3.1%.
بيانات تؤكد التوجّه لخفض الفائدة، فكيف تجاوبت الأسواق معها؟
بعدما شهدنا صدور بيانات تؤكد التوجّه لخفض الفائدة في الفيدرالي الأمريكي يوم الأربعاء المقبل، تفاعلت الأسواق بشكل ملموس مع ذلك.
حيث شهدنا ارتفاع مؤشرات الأسهم الأمريكية لمستويات قياسيّة غير مسبوقة، وارتفع مؤشر داوجونز فوق 46 ألف نقطة.
كما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز واستقر فوق 6500 نقطة في تعاملاته الآنية، وارتفع ناسداك التكنولوجي فوق 22 ألف نقطة.
وبالنسبة لأسعار الذهب، فقد استقرّت قرب أعلى مستوياتها على الإطلاق والتي تحققت خلال هذا الأسبوع.
واستقر سعر المعدن الثمين هذا الأسبوع أغلب الوقت فوق 3600 دولار للأونصة الواحدة.
وبالنسبة لمؤشر الدولار الأمريكي، فشهدناه يتداول بتذبذب ملموس، ويتوجّه لإنهاء الأسبوع في نطاق 97 نقطة.
هذا وانخفض الدولار الأمريكي على مدى هذا الشهر بحوالي 0.11%، فيما كان قد خسر الشهر الماضي 2.19%.
ماذا ينتظرنا اليوم في الأسواق المالية؟
سنكون اليوم مع القراءة التمهيديّة لكل من مؤشر توقعات التضخّم وثقة المستهلك الأمريكي، والصادر في تقرير جامعة ميشيغان.
فبعد أن شهدنا بيانات تؤكد التوجّه لخفض الفائدة في الفيدرالي الأسبوع القادم، أصبحت الأسواق تترقّب البيانات لتحديد الخطوات القادمة.
فالتوقعات بالأسواق المالية بأن بعد خفض شهر سبتمبر الجاري سيكون هنالك خفضان آخران على الأقل.
لكن، البيانات الاقتصادية قد تغيّر تلك التوقعات المستقبلية، فالتضخّم والنمو الاقتصادي وأسواق الوظائف هي من ستحدد مسيرة الفيدرالي.
واعتدنا أن يؤكّد الفيدرالي الأمريكي بأن قرارات الفائدة يتم دراسة كل واحد فيها على حدة بحسب البيانات الاقتصادية.
ويؤكّد الفيدرالي دوماً بأن كل قرار منفصل عن الآخر ولا يتم تحديد مسار الفائدة في وقت مسبق.
لذلك، البيانات الاقتصادية قد تكون مؤثّرة بالقرارات المقبلة، وبالتالي قد تؤثّر بالأسواق المالية.
كيف ستؤثّر البيانات بتوقعات الفائدة والأسواق؟
تتوقّع الأسواق أن يظهر مؤشر ثقة المستهلك الصادر من جامعة ميشيغان استقراراً عند 58.2 نقطة.
كما ستكون الأسواق أمام مقارنة القراءة المتوقّعة السابقة للتضخّم عند 4.8% مع التوقعات الجديدة التي ستصدر اليوم.
فإذا أظهرت القراءات ارتفاعاً فوق التوقعات، فهنا قد يقل احتمال إجراء خفض بالفائدة شهري أكتوبر وديسمبر.
وهنا ربما سنرى الدولار يرتفع وقد تتراجع أسعار الذهب وتدخل مؤشرات الأسهم في تصحيح هابط حتى ولو بشكل مؤقّت.
لكن إن أظهرت القراءة تراجعاً غير متوقّع في ثقة المستهلك وتراجع في توقعات التضخّم، هنا قد يزيد احتمال خفض الفائدة.
وفي هذه الحالة ربما سنرى الدولار يتراجع وقد ترتفع أكثر أسعار الذهب وتستمر أسواق الأسهم في صعودها.
إلا أن صدور البيانات في تباين أو عند التوقعات قد يكون سبباً لحصول تذبذب بالأسواق المالية العالمية.
ربما يهمّك أيضاً:
أسعار النفط تهبط تحت ضغط فائض الإمدادات
الذهب يهبط بشكل طفيف عقب صدور بيانات اقتصادية أمريكية