تحسّن الثقة بالأسواق بعد قرار الفيدرالي، وترقّب للفوائد البريطانيّة
تحسّن الثقة بالأسواق المالية ملموس هذا اليوم، بعدما قرر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تثبيت الفائدة يوم أمس الأربعاء في نطاق بين 5.25%-5.50%.
وأشار الاحتياطي الفيدرالي بشكل واضح أنه إذا كان هنالك استمرارية برفع الفائدة، فسيكون بـ25 نقطة أساس فقط.
كما ألمح الفيدرالي أن أسعار الفائدة ربما وصلت إلى ذروتها، وسيستمر بمراقبة البيانات الاقتصادية.
وأكّد رئيس الاحتياطي الفيدرالي على أن أسواق الوظائف ما تزال قويّة، والنمو الاقتصادي فاق التوقعات، مُرحّباً بانخفاض التضخّم.
ورغم الإشارات المتعددة بأن التضخّم ما يزال مرتفعاً، إلا أن الأسواق المالية أصبحت ترى بأن الفيدرالي لن يرفع الفائدة.
وبحسب مجموعة CME، أصبحت الأسواق المالية ترجّح أن يثبّت الاحتياطي الفيدرالي الفائدة في اجتماعه شهر ديسمبر.
مصدر توقعات CME عبر الرابط (هنــا)
بل وأصبحت الأسواق ترى إمكانية خفض معدّل الفائدة مع بداية النصف الثاني من العام المقبل على أبعد تقدير.
لذلك، شهدنا تحسّن الثقة بالأسواق المالية اليوم، وارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية في تداول عقودها المستقبلية.
وكان مؤشر داوجونز قد أنهى تعاملات يوم أمس مرتفعاً بنحو 0.64%، وأغلق ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقاً بمكاسب 1.05%.
بالنسبة لمؤشر ناسداك التكنولوجي المجمّع، فقد ارتفع هو الآخر في تداولات أمس بنسبة 1.64%.
وانتقلت الثقة في الأسواق المالية مع تحسّن الثقة بالأسواق إلى الأسهم الآسيوية اليوم، لينهي مؤشر نيكاي الياباني جلسة تداوله في طوكيو بمكاسب 1.10%. كما تتداول عقود مؤشرات الأسهم الأمريكية اليوم بارتفاع، وارتفعت أغلب مؤشرات الأسهم الأوروبية الرئيسية.
وفي أسواق العملات، تراجع الدولار الأمريكي مع الانخفاض في طلب الملاذ الآمن، وهبط مؤشر الدولار أكثر من 0.36% اليوم.
وبالنسبة لعوائد السندات الأمريكية، نجدها وقد تراجعت هي الأخرى، وهبطت عوائد سندات استحقاق عشرة سنوات إلى 4.7%.
وكانت عوائد السندات الأمريكية قبل قرار الاحتياطي الفيدرالي يوم أمس قد وصلت لمستويات فوق 4.9%.
للمزيد عن قرار الفيدرالي ولماذا نرى تحسّن الثقة بالأسواق عبر الفيديو التالي:
لماذا نرى تحسّن الثقة بالأسواق؟ وما علاقة ذلك بالفوائد؟
نشهد حالياً تحسّن الثقة بالأسواق بالمالية في ظل حقيقة أن رفع الفوائد يُضعف النمو الاقتصادي.
ومع اعتقاد الأسواق أن البنوك المركزية في الدول العظمى وصلت إلى ذروة أسواق الفائدة، ولن يتم رفعها مجدداً، نرى بأن الثقة تحسّنت.
لذلك، نلاحظ توجّه المتداولين والمستثمرين إلى الأصول ذات العائد المرتفع، مثل أسواق الأسهم.
واستفادت من ذلك أيضاً العملات المرتبطة بالنمو الاقتصادي العالمي، كالدولار الأسترالي والدولار النيوزلندي.
وارتفع الدولار الأسترالي إلى 64 سنتاً أمريكي، مقارنة بأسعار وصلت إلى 62 سنتاً أواخر الشهر الماضي.
كما ارتفع الدولار النيوزلندي إلى 58 سنتاً، بعد أن تم تداوله الشهر الماضي عند الأدنى 57 سنتاً أمريكي.
حتى الين الياباني، نجده وقد ارتفع أمام الدولار الأمريكي، حيث انخفض الدولار من 151 ين إلى 150 ين للدولار الواحد.
واستفادت العملات الرئيسية أمام الدولار من توقعات أن الاحتياطي الفيدرالي لن يرفع الفائدة.
ربما يهمّك أيضاً:
صعود أسعار النفط الخام بعد تثبيت الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة وأستمرار الصراع بالشرق الأوسط
قرار بنك إنجلترا اليوم، كيف سيؤثّر على الجنيه الإسترليني؟
سعّرت الأسواق المالية احتمالية عدم رفع بنك إنجلترا الفائدة، وتثبيتها عند 5.25%.
وهذا الأمر بحد ذاته ساهم في حقيقة تحسّن الثقة بالأسواق بالمالية البريطانية اليوم، وارتفع مؤشر فوتسي البريطاني أكثر من 1.3%.
وتم تداول الجنيه الإسترليني في نطاق دولارٍ و21 سنتاً، في منطقة متوازنة مع تسعير عدم رفع الفائدة.
لذلك، عدم رفع الفائدة في بريطانيا يعتبر أمراً تم تسعيره مسبقاً، والتأثير قد يكون محدوداً على الأسواق، تحديداً الجنيه الإسترليني.
لكن، سيراقب المتداولون تصويت الأعضاء على قرار الفائدة، إلى جانب بيان الفائدة.
في آخر اجتماع لبنك إنجلترا المركزي، صوّت 4 أعضاء لرفع الفائدة، و5 أعضاء على تثبيتها.
وبالنسبة لقرار اليوم، تتوقّع الأسواق المالية أن يصوّت عضوان فقط على رفع الفائدة، مقابل 7 أعضاء على رفعها.
بالتالي، عدد الأعضاء الذين سيصوّتون على عدم رفع الفائدة قد يكون المؤثّر في حركة الجنيه الإسترليني والأسواق البريطانية.
إذا ظهر بأن عدداً أكبر من 2 من الأعضاء صوّت لرفع الفائدة، هنا قد يرتفع الجنيه الإسترليني، وقد تتراجع الأسهم البريطانية.
لكن، إذا صوّت أقل من عضوين على رفع الفائدة، فهذا قد يكون تأثيره سلبي على الجنيه، وربما تواصل الأسهم ارتفاعها.
لكن، إن طابق التصويت توقعات الأسواق، هنا الحكم سيكون بيان السياسة النقدية والمؤتمر الصحفي للبنك لاحقاً بعد القرار.
معدّل التضخّم في بريطانيا ما يزال مرتفعاً عند 6.7%، فيما بنك إنجلترا يستهدف تضخماً عند 2.00%.
من ناحية أخرى، النمو الاقتصادي أبدى تراجعاً إلى 0.2%.
لذلك، إذا ركّز ملخص السياسة النقدية أو المؤتمر الصحفي على التضخّم، مع إشارات لاحتمال رفع الفائدة مستقبلاً، هنا قد يرتفع الجنيه وربما تتراجع الأسهم البريطانية.
لكن، إذا ركّز ملخص السياسة النقدية أو المؤتمر الصحفي على النمو، وتم الإشارة لمخاطر النمو أو عدم الحاجة لرفع الفائدة، في هذه الحالة قد ينزلق الجنيه وربما ترتفع الأسهم.
بالتالي، قد يكون قرار اليوم معقّداً بعض الشيء، فسيشمل تصويت الأعضاء والمؤتمر الصحفي إلى جانب ملخص السياسة النقدية.
البيانات الاقتصادية الأمريكية، هل ستدعم تحسّن الثقة بالأسواق المالية؟
مرّة أخرى، يؤكّد الاحتياطي الفيدرالي على أهمية البيانات الاقتصادية، وهذا يجعل من بيان اليوم وغداً من أميركا أكثر أهمية.
نترقّب اليوم مؤشر طلبات البطالة الأسبوعية، وتتوقّع الأسواق أن تظهر استقرار عدد الطلبات حول 210 آلاف طلب.
يوم غد الجمعة، سنكون مع بيانات الوظائف الأمريكية المتوقّع لها أن تظهر استقرار البطالة عند 3.8%.
كما تتوقّع الأسواق أن يظهر مؤشر الوظائف المستحدثة في القطاعات غير الزراعية إضافة 179 ألف وظيفة جديدة.
أما مؤشر معدّل النمو في الأجر الساعي، فتتوقّع الأسواق ارتفاع النمو من 0.2% إلى 0.3%.
إذا كانت البيانات الاقتصادية أفضل كثيراً من المتوقّع هذا اليوم ويوم غد، فقد يدعم ذلك الدولار ويضغط على الأسهم.
بيانات اقتصادية أكثر إيجابية من المتوقّع وبشكل ملموس، قد تدعم عودة توقعات رفع الفائدة الشهر المقبل في الفيدرالي.
لكن، بيانات اقتصادية أسوأ من المتوقّع، قد تدعم فكرة عدم رفع الفائدة، مما قد يضغط على الدولار الأمريكي ويفيد الأسهم.
بالنسبة لأسعار الذهب، فقد تشهد ضغطاً في حال كانت البيانات الاقتصادية الأمريكية إيجابية.
لكن أسعار الذهب قد تستفيد من بيانات أسوأ من المتوقّع.