تذبذب عنيف بالأسواق في ظل تصاعد مخاوف إغلاق الحكومة الأمريكية
تذبذب عنيف بالأسواق المالية مع تصاعد مخاوف الأسواق حيال الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية وما سيترتّب عليه من آثار اقتصادية.
وشهدنا يوم أمس صعود المعادن الثمينة، الذهب والفضة، لمستويات قياسية ثم حصلت موجة جني أرباح قوية.
بعد ذلك، نرى اليوم عودة المعادن الثمينة للصعود، لكن بتذبذب حاد.
كما شمل التذبذب الملموس اليوم عقود مؤشرات الأسهم الأمريكية ومؤشرات الأسهم الآسيوية والأوروبية.
وأغلقت عديد من مؤشرات الأسهم الآسيوية اليوم في تراجع، وسط عمليات جني أرباح واسعة.
واليوم، تترقّب الأسواق المالية صدور تقرير جامعة ميشيغان حيال ثقة المستهلك وكذلك توقعات التضخّم.
ومع غياب العديد من البيانات الاقتصادية الأمريكية ذات الأهمية بسبب إغلاق الحكومة، ربما سترتفع أهمية تقرير الجامعة.
وتشير توقعات الأسواق بأن التقرير ربما سيظهر تراجع مؤشر ثقة المستهلك من 55.1 نقطة إلى 54.1 نقطة.
كما سنكون مع قراءة توقعات التضخّم المحدّثة للجامعة، فيما كانت القراءة الأخيرة عند 4.7%.
ما الحقائق وراء ما نراه من تذبذب عنيف بالأسواق المالية العالمية؟
يعتقد العديد من المتداولين والمستثمرين بأن مؤشرات الأسهم وصلت لقيم متضخّمة جداً.
لذلك، نرى بأن الحساسيّة كبيرة حيال التغيّرات في توقعات الفوائد الأمريكية وتوقعات تأثير الإغلاق الحكومي.
ولذلك، تحصل عمليات جني أرباح بشكل سريع.
لكن عند الانخفاض، ما زالت ثقافة “شراء الانخفاضات” هي المسيطرة بين عديد من المتداولين، مما يخلق طلباً وتعود الأسعار للصعود.
وهذه الحال تؤكّد بأن التحرّكات بالأسواق المالية خلال هذا الأسبوع ساد عليها طابع المضاربة.
ويتطلق البعض للإشارة إلى أن أسواق أسهم التكنولوجيا في “فقاعة” كما حصل عام 2001.
هل حقّاً أسواق الأسهم في فقاعة؟
للإجابة على هذا السؤال، نعود بالزمن إلى عام 2000، لنرى بأن مكرر ربحية مؤشر ناسداك التكنولوجي كانت فوق 71 مرّة.
والآن، يبلغ مكرر الربحية مستويات بين 38 و39 مرّة.
وتعتبر المستويات الحالية لمكرر الربحية مرتفعة، لكنها لا ترتقي لأن تكون مستويات فقاعة.
ومكرر الربحية عبارة عن مقسوم السعر السوقي على ربحية الأسهم في المؤشر، وكلما ارتفع يعني الحاجة لعدد أكبر من السنوات لتعويض أموال الاستثمار من عوائد السهم.
بالتالي، لا ترتقي أسواق أسهم التكنولوجيا حالياً لأن تكون في فقاعة، لكن بسبب ارتفاع القيم لمستويات بين 38 و39 يجب عدم استبعاد تصحيحات قد تكون حادة.
وبالنسبة لمؤشر ستاندرد آند بورز الأمريكي، فقد ارتفع بشكل كبير في دورته الـ11 من دورة أعمال أسواق الأسهم منذ 1957.
لكن الارتفاع الكبير لا يرتقي لأن يكون فوق المتوسّط المعتاد لارتفاع الأسعار خلال دورات الأعمال التاريخية، وما زال حول 90%.
وكان متوسّط الارتفاع في مؤشر ستاندرد آند بورز أعلى بكثير من الارتفاع النسبي الحالي.
ماذا يجب أن نفعل؟
بسبب ما نراه من تذبذب عنيف بالأسواق المالية، من المفضّل استخدام استراتيجيات تداول مناسبة للحركة العنيفة.
وللمتداولين باستخدام الرافعة المالية، يجب عليهم اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لإدارة المخاطر وخفضها لأكبر قدر ممكن.
فالتذبذب العنيف قد يستمر في ظل استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية ودراسة الأثر الاقتصادي لهذا الإغلاق سيتطلّب أسابيعاً.
من هنا، قد يكون من المناسب اتخاذ إجراءات إدارة تداول تناسب احتمالات حصول تذبذب ملموس ومستمر بالأسواق.
ربما يهمّك أيضاً:
نظرة على الأسواق المالية الآسيوية 10-10-2025
النفط يتكبد خسائر بنسبة 1.6% مع إعلان وقف إطلاق النار في غزة
تراجع الذهب تحت حاجز 4000 دولار للأوقية