تراجع أسعار النفط وسط ضغوط متزايدة من فائض الإمدادات

هبوط أسعار النفط الخام بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي

انخفضت أسعار النفط في التعاملات الأوروبية يوم الجمعة، في الوقت الذي يحاول فيه المتداولون تقييم ما إذا كانت مجموعة أوبك+ ستوافق على زيادة الإنتاج في اجتماعها المقرر عقده نهاية الأسبوع

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات الجمعة الماضية فقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت لشهر نوفمبر بنسبة 2.0% لتصل إلى 65.64 دولارًا للبرميل، بينما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.2% لتصل إلى 62.09 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 09:55 بتوقيت شرق الولايات المتحدة

العوامل المؤثرة في السوق

هذا و كان النفط في طريقه لتسجيل انخفاضات أسبوعية تتراوح بين 1% و1.6%، مع قلق المستثمرين بشأن التوقعات المحتملة لارتفاع الإمدادات وتباطؤ الطلب , و من المقرر أن تجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، المعروفون أيضًا باسم أوبك+، يوم الأحد. أشارت تقارير حديثة إلى أن أعضاء أوبك يدرسون الموافقة على زيادات إضافية في الإنتاج، بعد زيادة الإنتاج بنحو 2.2 مليون برميل يوميًا حتى الآن في عام 2025

ويأتي هذا الانخفاض وسط حالة من القلق في الأسواق بشأن توازن العرض والطلب العالمي، إذ يعكس تراجع الخام الأميركي الضغوط الناجمة عن التوقعات بزيادة المعروض النفطي خلال الفترة المقبلة، ما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم مراكزهم الشرائية , وزادت المخاوف مع الإعلان عن ارتفاع مفاجئ في مخزونات النفط الأميركية، وهو ما اعتُبر إشارة سلبية إلى أن مستويات الاستهلاك لا تواكب وتيرة الإمدادات. ويُظهر هذا التطور هشاشة سوق النفط أمام أي بيانات مرتبطة بالإنتاج أو المخزونات، في وقت يراقب فيه المستثمرون أيضاً توجهات السياسة النقدية الأميركية، نظراً لتأثير أسعار الفائدة على الطلب العالمي للسلع الأساسية ومن بينها الخام

في سياق آخر، شعرت أسواق النفط بالقلق أيضًا من زيادة غير متوقعة في مخزونات النفط الأمريكية , كما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الخميس ارتفاع مخزونات النفط الأمريكية بمقدار 2.415 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 29 أغسطس، متجاوزةً التوقعات بانخفاض قدره مليوني برميل, كما ارتفعت مخزونات نواتج التقطير، بينما سجلت مخزونات البنزين انخفاضًا أكبر بكثير من المتوقع , وأثارت هذه القراءات المخاوف بشأن تباطؤ الطلب الأمريكي على الوقود، خاصة بعد انتهاء موسم الصيف الذي شهد حركة سفر كثيفة

كما هددت مؤشرات تباطؤ سوق العمل بتشويش توقعات الطلب الأمريكي على الوقود في الأشهر المقبلة. وأظهر تقرير حظي بمتابعة وثيقة يوم الجمعة أن الاقتصاد الأمريكي أضاف وظائف أقل من المتوقع في أغسطس، مما يُقدم مؤشرًا جديدًا على تباطؤ سوق العمل الأمريكي، مما قد يُعزز موقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل للسياسة النقدية في وقت لاحق من هذا الشهر

وفي ظل استمرار الضغوط البيعية، يترقب المتعاملون صدور نتائج إضافية من اجتماع تحالف أوبك بلس، والتي قد تحدد مسار الأسعار على المدى القريب، سواء عبر تعزيز احتمالات التعافي أو ترسيخ المخاوف من استمرار فائض المعروض, ويظل النفط الخام من أكثر الأصول تأثراً بالتقلبات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية، فيما تبقى قدرة السوق على استيعاب الإمدادات المرتفعة عاملاً محورياً في رسم اتجاه الأسعار خلال الفترة المقبلة