تراجع هيمنة الدولار وتزايد نفوذ الصين مع توتّرات عالمية

تراجع هيمنة الدولار أصبح أمراً يتحدّث عنه ليس فقط العامّة، بل أيضاً كبار الاقتصاديين في العالم، فيما نرى تزايداً في نفوذ الصين عالمياً.
وحذّرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي “كريستين لاجارد” من تراجع هيمنة الدولار الأمريكي وتفاقم آثار التضخّم بفعل الرسوم الجمركية.
وأشارت “لاجارد” بأن مكانة العملة الأمريكية بدأت بالتآكل بالفعل.
وقالت رئيسة المركزي الأوروبي بأن الارتفاع الأخير بالذهب وتزايد تدفّق رؤوس الأموال خارج الولايات المتحدّة يؤكّد ذلك.
أما من ناحية الصين، فقد أصد بنك “جولدمان ساكس” مذكّرة أشار فيها إلى أن الصين ستظل محتفظة بنفوذ قوي وطويل الأمد.
وتم الإشارة إلى أن النفوذ يرتكز على سوق العناصر الأرضية النادرة، وأن الهيمنة الكاملة للصين على سلاسل الإمداد مستمرّة.
وأوضح “جولدمان ساكس” أن السيطرة لا تقتصر على امتلاك المعادن النادرة، بل تشمل أيضًا عمليات التكرير والإنتاج الصناعي.

التوترات السياسية والتجارية الأمريكية

فيما نرى العديد من الجهات أصبحت تتحدّث عن تراجع هيمنة الدولار الأمريكي في العالم، تستمر السياسات الأمريكية في الضغط على الثقة سلباً.
ففي أميركا، تستمر حالة عدم اليقين السياسي بعدما صعّد الرئيس الأمريكي لهجته بمواجهة الهند.
وتعهّد الرئيس الأمريكي بإبقاء الرسوم الجمركية “الضخمة” المفروضة على السلع من الهند إذا لم تتوقّف الأخيرة من شراء النفط الروسي.
من ناحية أخرى، مخاوف الاغتيال للرئيس الأمريكي مستمرّة.
وعثر فريق مكتب التحقيقات الفيدرالي على منصّة صيد مرتفعة في موقع حسّاس قرب نطاق الرؤية المباشر لمنطقة هبوط الطائرة الرئاسية.
ويأتي هذا التطور بعد أسابيع من محاولة اغتيال في ملعب جولف، ما يعزز المخاوف الأمنية المحيطة بتحركات الرئيس الأمريكي المقبلة.
أما من ناحية السياسة داخلياً، فالإغلاق الحكومي الأمريكي ما يزال مستمرّاً، مما يحمّل الاقتصاد المزيد من الضغط.

وسط القلق من تراجع هيمنة الدولار الأمريكي، ترقّب لمستجدات اقتصادية

وسط قلق الأسواق من تراجع هيمنة الدولار الأمريكي مع السياسات الداخلية والخارجية التي يتخذها البيت الأبيض، تترقّب الأسواق المالية هذا الأسبوع عدداً من البيانات الاقتصادية التي قد تؤثّر بالأسواق.
وبدأت البيانات الاقتصادية بالتدفّق ابتداءً من اليوم الإثنين رغم غياب العديد من المستجدات الأمريكية.

اليوم الإثنين:

صدرت اليوم مستجدات اقتصادية من الصين، بدأت بقرار بنك الصين الشعبي تثبيت الفائدة عند أدنى مستوى على الإطلاق.
وثبّت بنك الصين الشعبي الفائدة عند 3.00% لقروض أمد عام، و3.50% لقروض أمد خمس أعوام.
كما صدرت قراءة النمو الاقتصادي، والتي رغم أنها أفضل من توقعات الأسواق، إلا أنها أظهرت تباطؤاً من 5.2% إلى 4.8%.
وأظهر بيانات الإنتاج الصناعي تفوّقاً بارتفاع النمو من 5.2% لـ6.5%، كدلالة على أن الصين تجد أسواقاً جديدة لتعويض الضغط الأمريكي.
لكن داخلياً، أظهرت البيانات تباطؤ مبيعات التجزئة من 3.4% إلى 3.0%، وانكماش الاستثمار في الأصول الثابتة بنسبة -0.5%.
لاحقاً هذا اليوم، سوف نكون مع مؤشر كونفرنس بورد CB الأمريكي الرائد، والتوقعات بارتفاعه من -0.5% إلى 0.1%.
ويعتبر المؤشّر ذو تأثير محدود على الأسواق، إذ أن الأسواق تهتم بأي مستجدات سياسية.

الثلاثاء:

ستصدر يوم الثلاثاء عديد من المستجدات الاقتصادية تشمل ميزان التجارة من نيوزلندا وسويسرا.
كما سيتم الإعلان عن قراءة صافي ائتمان القطاع العام في بريطانيا.
كذلك، ستكون الأسواق مع تصريح تمت جدولته لرئيسة البنك المركزي الأوروبي “كريستين لاجارد”.
من كندا، ستتوقّف الأسواق المالية مع بيانات التضخّم التي من غير المستبعد أن تظهر ارتفاع معدّل التضخّم.
أما من الولايات المتحدّة، فسوف نكون مع تصريحات “والار” عضو الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

الأربعاء:

قد يكون التركيز الأكبر يوم الأربعاء على بيانات التضخّم من بريطانيا بحسب مؤشر أسعار المستهلكين.
وتعتقد الأسواق بأن المؤشر سيظهر ارتفاع التضخّم من 3.8% إلى 4.0%.
كذلك سنكون مع إعلان بيانات ميزان التجارة من اليابان، والاعتقاد بأن القراءة ستظهر عجزاً مقداره 0.09 ترليون ين ياباني.
كذلك قد تهتم الأسواق المالية بتصريحات جديدة لرئيسة البنك المركزي الأوروبي يوم الأربعاء.

الخميس:

ستصدر يوم الخميس عدّة بيانات اقتصادية من عدد من الدول، لكن يبدو أن الأسواق ستهتم كثيراً في بيانات مبيعات التجزئة من كندا.
كما سنكون مع قراءة ثقة المستهلك الصادرة من منطقة اليورو، وتوقعات بأن تظهر استقراراً عند قراءة -15 السلبية.
من أميركا، ستصدر قراءة مبيعات المنازل القائمة، ومن المحتمل أن تظهر ارتفاعاً بمبيعاتها من 4 مليون إلى 4.06 مليون منزل.
وبيانات مبيعات المنازل القائمة لا تصدر من حكومة فيدرالية، بل من الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين في أميركا.

الجمعة:

رغم إغلاق الحكومة الأمريكية، إلا أن يوم الجمعة قد يكون مهمّاً جداً لأن بيانات اقتصادية أمريكية ستصدر.
فظهرت تقارير أفادت بأن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي عازم على إصدار بيانات التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين.
وستترقّب الأسواق قراءة التضخّم مع عدم استبعاد ارتفاعها عن المستوى المعلن سابقاً عند 2.9%.
إلى جانب ذلك، سيتم الإعلان عن مؤشرات مديري المشتريات الهامة جداً، من منطقة اليورو واليابان وكذلك بريطانيا وأميركا.
وتصدر وكالة إس آند بي جلوبال قراءات مؤشرات مديري المشتريات، لذلك حتى مع الإغلاق الحكومي الأمريكي، ستصدر البيانات.
وتعتبر بيانات مؤشرات مديري المشتريات ذات أهمية كبيرة للأسواق المالية، وسوف نناقشها قبل أن تصدر يوم الجمعة.

ربما يهمّك أيضاً:

التحليل اليومي للأسواق المالية العالمية 20-10-2025
النفط يسجل خسائر أسبوعية بفعل تراجع التوترات الإقليمية
تراجع الذهب من مستوياته القياسية عقب تصريحات الرئيس الأمريكي