تقييم الظروف الاقتصادية وتسعير الأسواق بأسبوع يشارف على الانتهاء

تقييم الظروف الاقتصادية وتسعير الأسواق والأصول المتداولة فيها تغيّر خلال هذا الأسبوع، بعد عديد من المستجدات الأساسية والسياسية العالمية.
بداية، مع إعلان اتفاق تجاري مدّته 90 يوماً من أكبر اقتصادين بالعالم، أميركا والصين.
ثم مع زيارة الرئيس الأمريكي لدول الخليج على مدى عدّة أيام، خففت من التوتّرات الجيوسياسيّة في الشرق الأوسط.
كما صدرت بيانات اقتصادية عديدة أثبتت بأن الاقتصاد الأمريكي رغم أنّه يضعف، إلا أنه لم يعد مهدداً بركود اقتصادي عميق.
وبعدها صرّح رئيس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” التي لم يقدّم فيها تلميحات مباشرة حيال أسعار الفائدة.
لكن أعطى رئيس الفيدرالي تلميحات أكّد خلالها أن الفيدرالي لا يعتزم تعديل الإطار الزمني لمراجعة سياساته النقدية في الوقت الراهن.
وهذا ما أعطى الأسواق مزيداً من التأكيد بأن الفوائد الفيدرالي قد تبقى ثابتة خلال الاجتماعين المقبلين (المصدر).

كيف أثّر تقييم الظروف الاقتصادية على الأسواق المالية؟

بدأت الأسواق المالية الأسبوع مع تقييم الظروف الاقتصادية بشكل مغاير لما كان له الوضع بداية شهر مايو.
فكانت الأسواق تخشى بداية مايو ركوداً اقتصادي أمريكي حاد مرافقاً لارتفاع التضخّم بسبب الرسوم الجمركية.
لكن إظهار البيت الأبيض رغبة بإبرام العديد من اتفاقيّات التجارية خفف المخاوف.
وإعلان الرئيس الأمريكي التوجّه لإلغاء العقوبات على سوريا، إلى جانب الإشارات لاقتراب اتفاق مع إيران، زاد من المتغيّرات الأساسية.

الأثر على الأسواق المالية:

شهدنا انزلاق أسعار الذهب على مدى تداولات هذا الأسبوع من أسعار فاقت 3310 دولار مع افتتح الأسبوع.
ولامس سعر الذهب الأدنى له على مدى تداولات الأسبوع عند 3120 دولار، فاقداً بذلك أكثر من 190 دولاراً عندما تحقق الأدنى.
ورغم عودة الذهب للارتفاع، إلا أن الأسعار تتوجّه لإنهاء الأسبوع بخسائر ملموسة.
كما لامس مؤشر الدولار الأمريكي الأعلى له هذا الأسبوع فوق 101.90 نقطة، ليستمر حينها بارتفاعه للأسبوع الرابع على التوالي.
لكن عاود الدولار التراجع وقلّص من مكاسبه، إلا أن مؤشر الدولار بقي مرتفعاً بشكل عام مع عودة الثقة للاقتصاد الأمريكي.
وفي أسواق الطاقة، ارتفعت بدايةً أسعار النفط مع توقعات عدم ركود الاقتصاد الأمريكي.
إلا أن أسعار النفط عاودت تقليص مكاسبها بفعل توجّه الرئاسة الأمريكية لتقليص العقوبات على إيران.
وبالنسبة لمؤشرات الأسهم الرئيسية، فقد ارتفعت العديد منها على مدى هذا الأسبوع، وسط الارتفاع في شهية المخاطرة.

البيانات الاقتصادية المنتظرة هذا اليوم

تترقّب الأسواق المالية اليوم صدور بعض البيانات الاقتصادية الأمريكية.
وتشمل البيانات الاقتصادية بيانات مبيعات المنازل، المحتمل أن تظهر ارتفاعاً من 1.32 مليون إلى 1.36 مليون منزل.
كما ستصدر بيانات تصاريح البناء المحتمل أن تظهر انخفاضاً محدوداً من 1.48 مليون تصريح إلى 1.45 مليون.
فوق ذلك، ستتابع الأسواق مؤشر أسعار الواردات، والتوقعات بأن يظهر انخفاضاً بالأسعار نسبته -0.4% الشهر الماضي أبريل.
وكانت أسعار الواردات في أميركا قد انخفضت أيضاً شهر مارس بنسبة -0.1%.
بعد ذلك، ستتوقّف الأسواق المالية مع تقرير جامعة ميشيغان الأمريكية، الذي يشمل مؤشر ثقة المستهلك وتوقعات التضخّم.
وتتوقّع الأسواق أن يظهر مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي ارتفاعاً من 52.2 نقطة إلى 53.1 نقطة.
وستتابع الأسواق أيضاً توقعات جامعة ميشيغان للتضخّم، حيث أعلنت الجامعة في آخر تقرير لها توقعات تضخّم 6.5%.

تأثير البيانات الاقتصادية على الأسواق المالية

تقييم الظروف الاقتصادية وتسعير الأسواق تم بالفعل في الأسواق المالية بناءً على البيانات الاقتصادية والمستجدات الأساسية والسياسية التي صدرت سابقاً خلال الأسبوع.
لذلك، قد يكون تأثير بيانات اليوم الاقتصادية محدوداً جداً إلا في حال جاءت قراءات بعيدة جداً عن التوقعات.
لكن، صدور القراءات قرب التوقّعات قد يجعل التذبذب هو سيد الموقف.
إلا أن صدور القراءات أعلى كثيراً من التوقعات، فقد نرى ارتفاعاً بالدولار وربما يشهد سعر الذهب ضغطاً سلبي.
فيما بيانات أقل كثيراً ممّا هو متوقّع، قد يكون سبباً لأن نشهد تراجعاً بالدولار، وربما تحاول أسعار الذهب الصعود.

ربما يهمّك أيضاً:

أسعار النفط تتراجع عقب تصريحات ترامب
الذهب يختتم تداولات الخميس بارتفاع